لعنة الخنازير تتغلب على سحر الفراعنة
باتت مشكلة تكدس الزبالة في أحياء قاهرة المعز قضية صحية وبيئية وإجتماعية خطيرة ومحرجة تشغل بال الجميع في مصر . وحيث إمتدت طوابير الزبالة إلى الأحياء الراقية شأنها شأن الأحياء الشعبية المهملة الفقيرة .... وهكذا تحققت أخيرا وبكل الشفافية مقولة "كلنا في الهوا سوا" ...... الهواء الملوث الذي أصبح يزكم الأنوف بالروائح الكريهة خاصة في موسم الصيف العالمي المرتفع الحرارة هذا العام.
البعض يعزو المشكلة إلى إعدام الحكومة المصرية للخنازير ..... ومنهم من إنتهز الفرصة فأبدى الشماتة ووصف الظاهرة بأنها "غضب الرب" لمقتل الخنزير ... أو كأنّ السحر قد إنقلب على الساحر لتصاب البلد بلعنة الخنازير بعد أن كانت تعاقب خصومها بلعنة الفراعنة.
ولكن يبقى بعد كل ذلك حقيقة واحدة وهي أن اصابع الإتهام يجب أن توجه على نحو جدي إلى المحافظة والمجالس البلدية ولجان الأحياء بسبب تراخيها وإهمالها الغير مبرر في الرقابة والمتابعة وتحرير المخالفات لمقاولي الزبالة وكبار معلميها وفتواتها واباطرتها .. خاصة وأن القاهرة تحيط بها أراضي صحراوية شاسعة وجميعها صالحة كمكب لنفايت البشر الإستهلاكية اليومية المتمثلة في الزبالة التي بالإمكان حرقها وسط الصحراء كحل جذري.
وبالطبع فإن الأمر لا يخلو من مصالح خاصة تتمثل في إغداق مافيا الزبالين الكثير من الأموال على بعض المسئولين للسكوت على مايجري من ممارسات لهذه المافيا الثرية التي باتت تقوم بعزل الزبالة في داخل الأحياء فتنتقي الثمين وتترك الغث في مكانه .
خنازير الزبالة والأوساخ .. نجاسات سادت ثم بادت لكنها تركت خلفها أكثر من لعنة
شاحنات مافيا الزبالة .. تأخذ الثمين وتترك الغث
من يصدق أنها قمامة ؟
من يشارك الحياة مع من؟ الزبالة أم الناس؟
لو ما تشيلك الشوارع تشيلك السطوح
مجهود يدوي عقيم في عاصمة ألـ 18 مليون نسمة
التكديس للفرز داخل الأحياء السكنية في غياب الرقابة وتفشي الرشوة والبخشيش
باتت الزبالة المفيدة غنيمة والحساب يجمع
أمجاد يا عرب أمجاد في بلادنا كرام أسياد
التعليقات (0)