يلقى بعض مرشحي الرئاسة ووفودهم الرسمية، التي تهيأ لها الطرقات وتحرسهم قوات الأمن ترحيبا واسعا في الكثير من مناطق "جزائر الداخل"، فيتساءلون عن سر تلك الشعبية في تلك الأماكن النائية، حيث يذهبون لإلقاء خطبهم ووعودهم الانتخابية. فجموع الناس يفرحون ويهللون في تلك القرى والمداشر، ولسان حالهم يقول: أخيرا أصبحنا مهمين وأصبح المسؤولون في العاصمة يزوروننا لنسمعهم أصواتنا وهمومننا التي لا تنتهي، معتقدين أن الزائر مسؤول في مرتبة الوالي أو الوزير، فتجد هذا يطلب سكنا وهذا يطلب وظيفة وهذا يطلب شق طريق تجنبا لأوحال الشتاء وغبار الصيف، بل أن بعضهم يحاول أن يكلفه برسالة خطية موجهة إلى القاضي الأول في البلاد، ولا ينتبه إلى أن محدثه ليس مسؤولا وغير محسوب على أي سلطة، وإنما هو طالب سلطة وطامح لتبوئ منصب القاضي الأول في البلاد لو رضي عنه ذلك المواطن وأعطاه صوته. وعندما يكتشف هذا المرشح أو ذاك، أو أحد مرافقيه إطار الصورة، يبقى في حيرة من أمره، هل يصحح الصورة، ويفهم المواطن أنه مع مشروع مسؤول أو طالب مسؤولية وليس أمام مسؤول تنفيذي، أو يغض الطرف ويواصل لعبة "الغميضة" التي تنتهي مع انتهاء الحملة الانتخابية وساعتها يستسلم المواطن في "جزائر الداخل" إلى مشاكله وغزلته الدائمة، ويعود الآخر إلى "الجزائر العاصمة" ليصبح مواطنا عاديا بدون أي حراسة ولا وفد ولا امتيازات، يعيد على ذكريات تلك الأيام، التي قد تتكرر بعد خمس أعوام وقد لا تتكرر.
الخير شوار
التعليقات (0)