مواضيع اليوم

لعبة الشطرنج الإيرانية الأميركية في متاهة من البدائل

ممدوح الشيخ

2009-12-02 16:57:06

0


لعبة الشطرنج الإيرانية الأميركية في متاهة من البدائل:
العقوبات قد توحد الجميع ضد الغرب!


كلينتون تلمح لاحتمال قبول إيران نووية وتهدد بالعقوبات...وإسرائيل تعتبرها "حياة أو موت"
مقدار تسامح أوباما مع البرنامج النووي الإيراني غير واضح حتى الآن
رسالة سرية من أوباما لخامنئي ورد "خطي" محبط!
إدارة بوش تركت برنامجا سريا لتقويض البرنامج النووي الإيراني عبر اختراق سلسلة نظم الكومبيوتر

 

بقلم/ ممدوح الشيخ


يصر الرئيس الأمريكي أوباما على أن استعداد أميركا للتفاوض مع الإيرانيين سيجري إعادة تقييمه بعد قمة دول الـ 20 التي ستعقد بين 24 و25 سبتمبر القادم في بيتسبرغ الأميركية، وكذلك بعد اجتماعاته المتوقعة مع زعماء العالم أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر. وجرى استبعاد الضربة العسكرية كليا في هذا العام.
ويقول مسؤول أمريكي إن إدارة أوباما لم ترسل بطاقة تهنئة لأحمدي نجاد والموقف مما حدث ضد المتظاهرين ظهر أكثر من مرة على لسان الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون. وكان روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض قال: إنه أخطأ التعبير عندما وصف محمود أحمدي نجاد بالرئيس الإيراني المنتخب باعتبار أن واشنطن ستترك للشعب الإيراني تقرير ما إذا كانت الانتخابات الإيرانية نزيهة. وبينما يحذر عديد من الخبراء الإدارة الأميركية من التفاوض مع نجاد لأن ذلك قد يمنح النظام الإيراني مصداقية خسرها في الداخل، بل ينصحونهم بالتفرج لفترة على ما يحدث في إيران..
وترى هيلاري كلينتون أن أفضل استراتيجية هي الامتناع عن القيام بشيء، هذا ما أوحت به عندما أجلت مسألة التفاوض مع إيران وقالت إن الكرة في ملعب طهران، وكررت أنه في شهر أبريل، تقدم الغرب بعرض جدي وسخي للتفاوض مع إيران. فليقرر خامنئي وأحمدي نجاد كيف سيتجاوبان مع هذا العرض ..
شبح العقوبات
وفي الخلفية تجري إدارة أوباما محادثات مع الحلفاء ومع أعضاء الكونغرس بشأن إمكانية فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران حال إخفاقها في الاستجابة لعرض الرئيس أوباما. وتدور العقوبات المقترحة حول وقف واردات البلاد من المنتجات النفطية المكررة. وتناولت الإدارة الأميركية مع حلفائها الأوروبيين وإسرائيل خيار اتخاذ إجراءات ضد الشركات العالمية التي تمد طهران بـ 40 % من احتياجاتها من البنزين. ويحظى مشروع القانون رقم 2194 الذي من شأنه منح أوباما هذه السلطة برعاية 71 عضوا بالفعل داخل مجلس الشيوخ، ومن المتوقع تمرير تشريع آخر مشابه بمجلس النواب.
وحتى زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز لإسرائيل كانت لأجل مزيد من الضغوط على إيران، بينما يقول مسؤولون أميركيون إن هدف الزيارة تعزيز حجة أوباما حول ضرورة توقف الحكومة الإسرائيلية عن التلميح لإمكانية شنها هجوما عسكريا ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال عدم إحراز تقدم هذا العام، ومنح الإدارة الأميركية بعض الوقت لفرض ما وصفته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأنه عقوبات تؤدي للشلل يمكنها أن تجبر طهران على التفاوض.
وأكد دبلوماسيون في واشنطن أن مسؤولين بالإدارة الأميركية يناقشون ما إذا كان ينبغي إقرار مثل هذه العقوبات حال تجاهل طهران الموعد الزمني النهائي الذي حدده أوباما للشروع في محادثات، وذلك مع افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر. والواضح أن تقدير مدى فاعلية قطع إمدادات البنزين عن إيران ـ حتى حال موافقة روسيا والصين ومعظم الدول الأوروبية عليها ـ ازداد تعقيدا جراء الفوضى السياسية المشتعلة داخل إيران.
العقوبات والاستقرار
ويقول خبير أميركي حول إيران إن فرض عقوبات جديدة قد يفاقم حالة انعدام الاستقرار داخل إيران وقد يستغل نجاد هذه العقوبات الجديدة لتحويل الأنظار بعيدا عن نتائج الانتخابات المتنازع حولها باتجاه المواجهة بين إيران والغرب. بينما يرى السيناتور الديموقراطي كريستوفر داد أنه يجب تسليح الرئيس بمجموعة شاملة من العقوبات المصممة بهدف تعزيز الضغوط على النظام الإيراني. ومشروع القانون الجديد بشأن إيران داخل مجلس الشيوخ، ويحمل اسم قانون عقوبات المنتجات البترولية المكررة ضد إيران يشكل طريقا أكثر حكمة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني عن التصريح للرئيس باستخدام القوة العسكرية إذا دعت الضرورة...
بينما تؤكد عضو الكونغرس جين هارمان الديمقراطية التي تشترك في لجنتي الاستخبارات والأمن القومي إن غالبية أعضاء الكونغرس يعتقدون أن هذا هو السبيل الذي يمكن من خلاله إيلام إيران بالفعل. وتوقعت أن يمر التشريع بسهولة عبر مجلسي الشيوخ والنواب. لكن التوافق الدولي حول العقوبات يظل عنصرا حاسما في نجاحها، فإذا كانت أميركا وحدها من يفرض العقوبات فلن تنجح.
وكما تقول سوزان مالوني من بروكنغز انستيتيوشن: فإن حدود إيران لا تخضع لسيطرة محكمة، ما يجعلها قادرة على الالتفاف على أي عقوبات نفطية مفروضة عليها، الأمر الذي سيزيد مخاطرة اندلاع مواجهة. والإيرانيون يفتقرون لمهارة الاستسلام، فهو نظام يميل للاعتقاد بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع وأن الفرض الحقيقي لهذه العقوبات يستلزم تسيير دوريات خارج السواحل الإيرانية، ما قد يسفر عن اندلاع مواجهات مع الحرس الثوري الإيراني.
لم تسحب اليد الممدودة
وقد حسم هذا الفريق الاختيار بين الالتزام بمقاربة التواصل الاستراتيجي مع النظام، وبين التشكيك في شرعيته، مع أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي كانت مشاعرها دائما نحو إيران عدائية وغير سلمية أكثر من الرئيس تطالب بإتباع سياسة متشددة في أعقاب انتخابات 12 يونيو يونيو، وكان يساندها في ذلك صديقها نائب الرئيس جو بايدن، لكنهما لم يخرجا عن أوامر الرئيس أوباما. فقد كانت نبرة الخطاب الأميركي متحفظة، رغم أن شجب أوباما للقمع كان يزداد كلما ازدادت حدته، ولم يتم سحب اليد الممدودة لإيران التي تسببت في قدر من زعزعة استقرار إيران أكثر مما فعلته تهديدات إدارة بوش. والقرار في النهاية أنه كان ضروريا استمرار الإدارة الأميركية في طرح التواصل المباشر مع القيادة الإيرانية. ولدى إدارة أوباما قناعة بأن الانتخابات مزورة لكنه مستعد لأجل المصلحة الأميركية أن يتجاهل ذلك ويبدأ المحادثات.
رسالة سرية
وكشف مصدر أميركي رفض ذكر اسمه أنه في بداية مايو أرسل أوباما لخامنئي رسالة شخصية سرية، وهو ما أكدته مصادر دبلوماسية، وشرحت أن الرئيس أوباما طرح في تلك الرسالة إطار عمل للمحادثات المتعلقة بالقضية النووية التي تخضع لإشراف خامنئي، وتقول المصادر إن خامنئي أجاب على الرسالة برسالة خطية، لكن رده جاء محبطا. وهذا ما أثار حفيظة حليفين لأميركا عندما أرسل أوباما دينيس روس لإطلاعهما على الرسالتين، واعتبرا أن السماح لإيران بالتفاوض حول نفوذها الإقليمي في الشرق الأوسط يعتبر تخطيا لهم ولمصالحهم، وقد قوض ذلك الرد ما كان روس وغيره يفكرون فيه في تقريرهم حول السياسة الإيرانية. وكانت النظرية دائما هي أن التعامل مع المرشد الأعلى لأن القرارات النهائية لم تكن في يد أحمدي نجاد.
ويقول الخبير الأمريكي الذي لا يريد ذكر اسمه: من المتوقع أن يرى خامنئي في التقارب مع أميركا وسيلة ليستعيد التأييد الشعبي، حيث سيصبح من يعمل على التطبيع مع واشنطن بطلا قوميا. بل غالبا يأتي أحمدي نجاد بالمعتدلين لحكومته بنفس الهدف للتصالح مع معارضيه. وسيكون المؤشر الرئيس ما إذا كان سيُبقي على سعيد جليلي الذي وصف بأنه المهندس الرئيس للقمع كمفاوض للبرنامج النووي. فإذا فعل ذلك، فإن المفاوضات ستصبح على الأرجح مضيعة للوقت.
ويطرح في طهران شخص واحد فقط ليرأس المفاوضات الثنائية مع أمريكا هو علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق الذي يعمل كبير مستشارين لخامنئي. وولايتي أثنى على أوباما بعد الانتخابات. وهناك أيضا البروفسور هاديان الذي يدعم التطبيع الكامل والتفاوض الشامل في جميع القضايا مع أميركا وليس فقط فتح قنصلية أميركية في طهران أو القضية النووية منفردة. ويعترف هاديان بأن التطبيع بين إيران وأميركا لن يتم كليا إلا بعد تطمين الإسرائيليين، ولذا يرى أن روس سيكون مصدر طمأنة للإسرائيليين لأنه قادر على إقناع اللوبي اليهودي الأميركي بأي اتفاق أميركي إيراني .
من ناحية أخرى يرى راي تكية مستشار دينيس روس الذي نقل للبيت الأبيض ليقدم نصائح للرئيس أوباما مباشرة أن اختيار القائد في إيران حق أصيل للإيرانيين، ولا يوجد ما نستطيع أن نفعله لنتحكم في الأمر. ومن ثم يجب التعامل مع إيران ككيان كدولة بدلا من الانحياز لأحد الفصائل. وأن يتم التعامل نتعامل من العقلانية لتصبح علاقة بين دولتين، بينهما خلافات ومصالح المشتركة بالتالي تجاوز الخطاب المنفعل..
وقد كررت إسرائيل أنها ترى تهديدا وجوديا في إيران النووية وأن صبرها محدود. ولا يعتقد فريق روس أن الإسرائيليين يخادعون. بل يعتقدون أن إسرائيل تعتبر إيران موضوع حياة أو موت. وحسب مسؤولين إسرائيليين فإن إيران لم يصبها الجنون لدرجة أن تضربهم بسلاح نووي، لكنهم يعتقدون أن تغير ميزان القوة بوجود إيران نووية سيكون أمرا حاسما يبدأ معه اليهود في مغادرة إسرائيل.
وسط التساؤلات المطروحة عن الهدف الأميركي وما ستقوم به إذا فشلت، وبخاصة أن الصينيين والروس ليسوا مع الأميركيين تماما، فإن التوقع نهاية فاشلة لجهود أوباما لإجراء محادثات مع إيران، ما سيطرح مباشرة خيار عقوبات من شأنها تغيير الحسابات الإيرانية بخصوص عملية تخصيب اليورانيوم. وذلك عبر منع البنوك الإيرانية من الحصول على الائتمان، وسيتسع نطاق العقوبات.
ولحدوث ذلك كله، يحتاج أوباما لإثبات أن محاولته للتواصل أكثر من مجرد كلام، وأن الدول الأخرى تقترب من فكرة فرض شبه مقاطعة على إيران. ويقترح بعض الخبراء مثلا التعامل مع سورية بعيدا عن الفلك الإيراني، وتبني نبرة أكثر براغماتية إزاء حزب الله وحماس وتغيير حسابات المخاطر لدى طهران، عبر الحديث عن تعزيز كبير للقدرات الدفاعية للحلفاء في المنطقة، وجميع ذلك يهدف لعزل وزعزعة حكومة تترنح.
هيلاري:ردع أم منع!!
عادت كلينتون للحديث عن إجراء يصيب إيران بالشلل وهذا لم يسمع منذ أبريل الماضي عندما تحدثت عن العقوبات المشلة، وبخاصة أن فكرتها لمظلة دفاعية في المنطقة يمكن أن تجعل إيران أقل أمنا حتى مع امتلاكها سلاحا نوويا قد أثارت استياء الإسرائيليين، حيث رأوا في ذلك إشارة إلى أن الإدارة تركز بدرجة أكبر على الردع وليس المنع. وفي الواقع، فإن مقدار تسامح أوباما تحديدا مع البرنامج النووي الإيراني غير واضح في الوقت الحالي.
أما احتمال الضربة العسكرية لإيران فيراه مارتن إنديك، الذي ما زال يقدم المشورة لهيلاري كلينتون، أنه خيار مستبعد لأن إسرائيل ليس لديها قدرة على توجيه ضربة ثانية. ولن يكون سهلا العيش مع إيران نووية على أرض الواقع، ولكنها في نهاية المطاف ليست كارثة بالكامل. ويوجد من ناحية أخرى برنامج سري تركته إدارة بوش في أدراجها يستهدف تقويض البرنامج النووي الإيراني عبر اختراق سلسلة الإمداد وتقويض نظم الكومبيوتر الخاصة بها. وما زال هذا البرنامج يخضع للمراجعة، ولكن إذا تم طرحه فيمكن استخدامه كمبرر لجعل الإسرائيليين يؤجلون أي عمل عسكري. وحتى الآن تواصل إدارة أوباما التشديد على تفضيلها الحوار السياسي للأزمة لكنها أكدت مؤخرا أنه لم يبقى لإيران سوى وقت محدود لقبول المبادرة الأميركية.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !