يسجد معظم حكام الدول العربية – وبخاصة مصر - لله شكراً أن منحهم جماعة الإخوان المسلمين ، فهم يحبسونها فى جراب كجراب الحاوى ويخرجونها وقتما يشاءون .
فهم يصورون الجماعة للدول فى الخارج وللأخوة الأقباط فى الداخل – وعلى خلاف الحقيقة – وكأن الجماعة كائن ديناصورى ضخم .
وبدأت عملية التصوير تلك بعدما أيقنت إدارة بوش الإبن بأن القضاء على الإرهاب القادم– كما يزعمون - من الشرق الأوسط لن ينتهى إلا بتعزيز الديمقراطية فى تلك البلاد والقضاء على الإستبداد المستشرى فيها وتبعاً لذلك حدث رعب فى جميع دول المنطقة دون إستثناء .
وكانت مصر هى أول من تصدى لمطالب بوش الإبن وساعدتها تماماً الظروف وكذلك التوقيت .
وفى توقيت ملائم ومناسب تماماً جاء المخرج الذى أنقذ الجميع وبكثير من السحر وقليل من الشفافية تم إخراج الجماعة من الجراب المحبوسة فيه لتدخل إنتخابات مجلس الشعب وبعد إنتهاء المرحلة الأولى وإكتساح الجماعة لمعظم المقاعد البرلمانية التى رشحت فيها تظاهر النظام فى نفسه خيفه وصور الوضع على أن الجماعة ستلقف البرلمان وبعده مصر وبعدها كل دول المنطقة وبعد أن كانت أمريكا تحاول القضاء على منظمات صغيرة تقول عنها إرهابية فإذا بها تقع فى محاولة القضاء على دول كبيرة ستكون – من وجهة نظلارها - إرهابية !!
فما كان من بوش وإدارته اليمينية المتطرفة وحلفائه الأوروبيون إلا أن يصمتوا ويؤجل بوش أمانيه وبهذا عاد جميع اللاعبين الأساسيين بالمنطقة لسيرتهم الأولى ونسوا الديقراطية إلا من بعض عمليات تجميلية صغيرة لا تسمن ولا تغنى من جوع .
التعليقات (0)