لطيفة رأفت؛ أجمل فراشة تطير ملونة في الشمس·· إمرأة استثنائية بعيدة المنال، تضع النار في دمنا وتمضي·· |
السبت, 04 سبتمبر 2010 18:47 |
للشموس أشعتها البرتقالية وللأشجار تنهداتها وأنا راع ينصت للحن خفي على تلّة بعيدة· لطيفة رأفت؛ وجه مغاربي يطل من شفيفة عسل··
لطيفة رأفت؛ خيرات من النعاس الكرزي الآسر تكتنزه عينان نظراتهما كالنّور الذي يأتي من خلال الزجاج الأخضر·
لطيفة رأفت؛ وميض يتدفق مع كل ابتسامة· أراجيح تتزاحم فيضيق بها الحال عند الخصر، وتقصر لها المسافات عند الأكمام· فرح يكمن في ـ ما تخفيه فتحة القفطان من الساق لتظهره أكثر··
لطيفة رأفت؛ أجمل فراشة تطير ملونة في الشمس·· إمرأة استثنائية بعيدة المنال، تضع النار في دمنا وتمضي··
القرط الطويل قطرة ماء تمد عنقها لتشرب، رنين خفي يرعى ثريات وهمية على الكتف، شرود منتبه·
أيتها الألوان المغمضة على أسرارها إغمزي أريد أن أرى··
أيتها الأمشاط إنسدلي أريد أن أسرح··
أيها القرط تقدم إلى أذنيها أريد أن أسمع··
لطيفة التي تشرفت الدنيا باستقبالها سنة 1965 بمدينة القنيطرة المغربية، هي تاج على رأس الفني المغاربي، عندما تغني يصبح للنغمة ظل؛ الظل مرآة النور·
علاقتها بصوتها كعلاقة الشمسيات والقمريات في القصور الأندلسية بأشعة النور·
خويي خويي، مغيارة، أنا في عارك يا يما، كيف رايي هملني، علاش يا غزالي، توحشتك بزاف·· تحف فنية بنكهة مغاربية خالصة·· تعبق بالسحر العربي الأمازيغي وتذكرنا بالعشب والنخيل والغيم والصحراء ورائحة التراب، وتعيدنا إلى فردوس البراءة والطفولة والنقاء؛ حيث كنا ندندن لالة لميمة بطيتي مجيتيش، ونترنم بأغنية يا ربي سيدي وش عملت أنا بوليدي ·· ربيتو بيدي وادّاتو بنت الرومية·
بنت الرومية والمتمسحون على أعتابها يخططون لاقتلاعنا من هويتنا وثقافتنا المحلية، لكن لطيفة الرائعة تقاوم مع عظيمات المغرب العربي هجمة رأس المال المأجور الذي يستهدف ثقافتنا وهويتنا تحت مسميات واهية·
أحبك يا لطيفة رأفت وأتعلم منك··
بقلم: علي مغازي شاعر |
التعليقات (0)