من المسؤول الحقيقي وراء أحداث 11 سبتمبر؟
لا أشك أن هذا المسلسل من المقالات سيثير جدلا شديدا بين المسلمين في شرقنا الأوسط، بل قد يثير استياءاً وإنكاراً وإعراضاً بين العديد منهم خاصة في أوساط شبابنا المسلم، ولكن البحث عن الحق والكشف عن الحقيقة أغلى وأحب إلى النفس من الترويج لوهم وإن كان وهما محبباً إلى النفس مرضيا للذات.
ومما لا شك فيه أيضا أن جهاد مجاهدينا في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من الأراضى الإسلامية التي روعتها قوى الصهيونية الصليبية المجرمة، فهو ليس محل تشكيك أو تهوين، فالنتيجة المستخلصة من هذا المقال لا تقلل من روعة جهاد هؤلاء الأساور الذين يردون كيد المعتدين في أنحاء الأرض الإسلامية.
فهذا المقال يتناول الرد على سؤال طرأ على الكثير من العقول وحامت حول إجابته الكثير من الشبهات إذ إن الردّ عليه بشكل غير ما قدمته للناس وسائل الإعلام المجرمة يؤدى إلى تصور جدّ مختلف لعالمنا كله شرقيّه وغربيّه، أبيضه وأسوده، وهو ما لا تقوى الكثير من العقول على تحمّله، فإن تحمّل الحقيقة يحتاج إلى نفس صابرة أقوى ما يكون الصبر وعقل واع أشد ما يكون الوعى. ولهذا فإن الكثير من الناس يفضلون أن يعيشوا تحت الوهم المريح من أن يحيوا تحت ثقل الحقيقة المروعة.
وإنني أحسب أن بيننا الكثير ممن يريد الكشف عن الحقيقة وراء أحداث سبتمبر، من الفاعل الحقيقي؟
أهي جماعة القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وبإشرافه وتوجيهه،
أهي جماعات تعمل بنفس ايديولوجيتها وإن لم تنضوى تحت قيادتها؟ أم
إن المسلمين ليس لهم في هذا الأمر ناقة ولا جمل، فيعود الأمر إذن إلى التساءل: من إذن المسؤول؟
وما سنتناوله بالنظر هنا ليس نظرية، فإن النظرية تنبني على فرضيات إما أن تعضدها الحقائق أو تخالفها، وإنما سنقدم حقائق ثابتة مدعومة بالصوت والصورة والتسجيل، لا يختلف عليها عاقلان.
ومما تجدر الإشارة اليه أن هذا العرض لأحداث 11 سبتمبر مطروح في الغرب، سواء أوروبا أو أمريكا بشكل واسع، تتحدث عنه الصحافة "غير الحكومية" ويبحثه الباحثون عن الحقيقة في العديد من البرامج وينشرونه على النت ويوزعونه على الأقراص المبرمجة. فهو إذن عرض موجود على أرض الواقع، إلا في شرقنا الأوسط، لأسباب سنتناولها في نهاية المقال إن شاء الله.
ونبدأ عرضنا لهذه الحقائق بأن نذكّر القارئ بهذه الصور المفزعة التي شاهدها العالم حيّة على التلفاز لهذه الأبراج العالية وهي تترنح من صدمة الطائرات التي صدمتها في جزئها الأعلى، ثم تسقط بعد عدة دقائق جملة واحدة، ثم الهرج والمرج الذي عاشه الألاف من سكان هذه المنطقة المنكوبة خلال الساعات والأيام التالية حتى إنقشع الغمام وارتدت الأرواح في النفوس. هذا هو القدر المشترك المتفق عليه بين ما زعمته وكالات الأنباء "العالمية" المرتبطة بالحكومات الصليبية، وبين الآخرون الباحثون عن الحقيقة، أن هذه الأبنية قد تعرضت لهجوم من نوع ما ثم انهارت.
ما طبيعة هذا الهجوم، ومن المنفذ له، وبأي أداة نفذه المتآمرون؟ وما الدافع وراءه؟ ومن المستفيد منه؟ ومن الخاسر الأكبر فيه؟ لم يتفق الفريقان على أي إجابة لهذه الأسئلة كما سنرى.
ذكرت وكالات الأنباء أن الطائرات المهاجمة هي طائرات مدنية للركاب: وهو ما لا يتناسب مع الصور التي سجلت للطائرات إذ كانت بلا نوافذ وهو ما يكون في الطائرات الحربية لا المدنية، وقد عرضت سي إن إن الأمريكية في الدقائق الأولى صور بعض الناس وهم يصرخون في الشوارع: "هذه ليست طائرات مدنية!" ثم سحبت هذه اللقطات من العرض كلية!
ظهر في الصور التي التقطت للطائرتين اللتين ضربتا مبنييّ التجارة العالمية أن هناك جسم مركب باسفل الطائرتين وهو ما لا يحدث في طائرات الركاب، وقد رجح تحليل الصور إلى ان هذا الجسم هو صاروخ من نوع ما!
أظهرت تحاليل الصور وإتجاه الظلّ أن هناك ضوء نارى لمع قبل أن تلمس كلا الطائرتين المبنيان بجزء من الثانية، وهو ما يرجح ان هناك انفجارا حدث مقدما للصدام، من جراء ارتطام جسم منفجر بالمبنيين مما سبب الإنهيار وليس إرتطام الطائرتين.
أظهرت الصور أنه كان هناك حريقا ناشبا في الأدوار الوسطى للمباني المجاورة للمبنيين – لا العليا - قبل أن يسقط عليها أي مبنى، فما هو سبب هذه الحرائق في المباني المجاورة، وفي الأدوار الوسطى، كما ذكر ذلك عدد من رجال المطافئ على التلفاز، إلا أن هذه اللقاءات لم تنشر مرة ثانية!
لم يكن هناك في موقع الإصطدام بمبنى الدفاع – البنتاجون - الذي زعمت وكالات الأنباء الأمريكية العميلة أن طائرة من طراز 575 قد صدمته، لم يكن هناك أي أثر لأي طائرة من اي نوع، ولا أجزاء من طائرة ولا جناح طائرة ولا محرك طائرة! فأين ذهبت الطائرة التي صدمته؟
لم تسجل الكاميرات التي تعد بالمئات وتحيط بالبنتاجون اي صورة لأي طائرة تقترب أو تصدم المبنى، فكيف حدث هذا؟ والأعجب أن المخابرات الأمريكية قد سحبت جميع الكاميرات التي كانت مركبة على كثير من المحلات التجارية حول البنتاجون والتي كان لابد أن تسجل الطائرة القادمة من اي إتجاهن سحبتها ومنعت ملاك المحلات من الحديث عن هذا الأمر بالكلية!
أثبتت الصور التي أُخذت للبنتاجون أنه بعد دعوى إصطدام الطائرة كانت أبعاد الفتحة الناشئة عن الإصطدام 14 قدما x 16 قدما (أي 4,5 x 5,5) مترا! بينما أبعاد الطائرة من هذا النوع أكثر من 160 قدما من الجناح إلى الجناح! فكيف أحدثت هذه الطائرة هذا الثقب الضئيل ثم تلاشت؟!
أثبتت الصور كذلك أن سقف البنتاجون الذي يعلو هذا الثقب كان لا يزال قائما لم ينهدم حتى وصول رجال المطافئ! فكيف تخترق الطائرة المبنى دون أن تهدم سقفه الذي هو أقصر كثيرا من علو الطائرة؟!
حين أرادت وكالات أنباء حرة ان تتحدث إلى رجال الإطفاء الذين كانوا بموقع الإصطدام بالبنتاجون والذين ابدوا دهشتهم من هذا الموقف، قيل لهم أنهم طلبوا نقلهم إلى محل آخر في ولاية أخرى وأنه لا يمكن أن يفصح عنها إلا بناءا على طلبهم الشخصي، وهو الأمر المستحيل إذ كيف تحصل على إذن موافقة لمقابلة شخصية ممن لا تعرف محل إقامته؟
أثبتت الصور كذلك أن الحشيش والخضرة المجيطة بموقع الإصطدام لم يمسّ على الإطلاق! فكيف يحدث إصطداما بهذا الحجم دون أن تمس الأرض الخضراء بالكلية؟
لم تنشر صورة واحدة للطائرة التي سقطت في ضواحي بنسلفانيا، ولا صورة واحدة! كل ما نشر هو موقع حفرة كبيرة دون أي بقايا لطائرة متحطمة! كما أن الحفرة لا تناسب في أبعادها طائرة ولكنها تبدو دائرية كما هو الحال في سقوط قذيفة كبيرة.
أجمع خبراء الطيران أن الخبرة الطيرانية اللازمة لتنفيذ المناورة والهجوم على المبنيين تحتاج إلى آلاف من ساعات الطيران، بينما أدعت الحكومة الصليبية الأمريكية أنّ المنفذ قد كان طالبا في مدرسة طيران لعدة أيام أو أسابيع!!
لم يتم العثور على جثة واحدة لمن في الطائرة، بينما إدعت الحكومة الصليبية الأمريكية أنّها وجدت جواز سفر محمد عطا الله سليما لم يمسّ على الأرض!! من بين كل هذا الدمار تنجو هذه الوثيقة وتسقط محفوظة ليجدها رجال المخابرات الأمريكية!! العقل يا ربّ!
إدعت الحكومة الصليبية الأمريكية أنّ محمد عطا الله كان في ألمانيا قبل الهجوم يعاقر الخمر ويعاشر النساء قبل أن يقدم على الإنتحار في سبيل الله!!! العقل يا ربّ!
لم تظهر في الصورة اي عائلة من عائلات المتهمين سواء المصريين أو السعوديين أو غيرهم لتتحدث عن الإبن الشهيد أو الإبن العاق او ما شاء لهم الحديث عنه! فهل يعقل أن عائلات هؤلاء لا يكون لهم أي ظهور لا من قريب ولا من بعيد؟! بل إن والد محمد عطا الله قد صرح أن إبنه تحدث اليه بعد الحادث، ولكن لم يعلق أحد على هذاالأمر إطلاقا!
لم يقدم أي من المحتجزين ظلما في جوانتينامو إلى المحاكمة ولم توجه إليهم تهمة!! مجرد مجموعة من المتدينين إحتجزت لتكمل الصورة أن "القاعدة" لديها عملاء وهؤلاء مجموعة منهم، صورة سينمائية رخيصة!
لم يقدم بن لادن أي تصريح عن مسؤليته عن الحادث بل كان كل ما قال أن هؤلاء الذين نفذوا العملية شجعان أبطال شهداء، ولكن من هم؟ ثم بعض التصريحات غير الواضحة أو ذات الدلالة القطعية على أنه كان العقل المدبر وراء الأحداث. لم يثبت للآن أي علاقة له بهؤلاء لا من قريب ولا من بعيد...
زعمت الحكومة الصليبية الأمريكية أنّ القاعدة التي هاجمت الأراضى الأمريكية تقبع في افغانستان، ولكنها أرسلت إلى أفغانستان عشرة آلاف جندي ثم غزت العراق بأكثر من مائة وستين ألفا! وهو ما تتحدث عنه المعارضة الأمريكية المكبوتة منذ وقوع هذه الأحداث.
كشف كلّ من بول أونيل وزير المالية الأمريكي السابق، وديك كلارك قائد وحدات مكافحة الإرهاب ومستشار الرئيس الأمريكي أن الحكومة الصليبية الأمريكية قد كانت تعد لغزو العراق منذ ان تولى بوش الأصغر الحكم! فما علاقة هذا التجهيز العسكرى والإستراتيجي باحداث 11 سبتمبر التي جهزت الشعب الأمريكي نفسيا وجعلته مستعد لتقبل الغزو والتضحية بماله وأبنائه وحريته في سبيله؟!
مئات من الصور والأحداث التي جعلت العديد من الجهات الأمريكية نفسها، عدا الأكثرية من الجهات الفرنسية والألمانية، تجمع هذه الحقائق وتصنفها لترى أي منطق يجمعها وأي صورة حقيقية وراءها، فإن الإجابة على هذه الأسئلة بشكل صحيح متناسق مع منطق الأحداث يمثل الكشف عن جريمة القرن التي تتخطى بشاعتها نازية هتلر وفاشية موسيليني وشيوعية ستالين...
ذكرنا في الحلقات الثلاث السابقة ما نشرته جهات لا تحصى في أمريكا وأوروبا من تقارير تفيد أن الصور والتقارير التي أذاعتها وكالات الأنباء الحكومية الأمريكية لا تمثل حقيقة ما حدث في هذا اليوم، وأهمها أن الطائرات التي هاجمت البرجين ليست مدنية، وأنه لم يكن الهجوم على البنتاجون بطائرة اصلا حيث لم يوجد أى بقايا لها ولا يتناسب حجم الخرق الذي حدث عُشْر حجم الطائرة، وأن طائرة بنسلفانيا لم يثبت وجودها ولا مرة واحدة في أية صورة، بل مجرد تسجيلات صوتية تدعى طلب النجدة، ومكالمات لبعض أهل "الضحايا" بالمحمول من الطائرة[1]! هذه حقائق مدعومة بالصور والمقابلات وإن أرادت وكالات الأنباء الصليبية أن تخفيها.
ثم نأتي لتحليل ما حدث، إذ إنه يجب أن تكون الأحداث مطابقة لأسبابها ونتائجها لكون مقبولة عقلا "لا سمح الله إن كان الأمر كله يخضع للعقل"، ولندع لفترة من الوقت إدعاءات كلا الطرفين، الأمريكيين والقاعدة، إذ لا دلالة حقيقة وراء أي منهما، ونعنى بهذا:
الإمكانيات المادية اللازمة للقيام بالعمل وتوفرها
الدوافع وراء الأحداث، ومن المستفيد من الأحداث، ومن الخاسر فيها؟
أولا: الإمكانيات المادية: مما لا شك فيه أن التقنية التي تمت بها هذه العملية لا يمكن، بل يستحيل، كما قرر الخبراء في الطيران، أن ينفذها مبتدؤون لم يمارسوا الطيران إلا ساعات عديدة في معهد طيران تعليمي، إن صح هذا، بل والنادرة الفكاهية التي زعمتها وكالات الأنباء العميلة أن السي آي ايه وجدت قرب موقع الأحداث كتيبا لتعليم الطيران! أي أن قادة هذه العملية التي تحتاج إلى ساعات طيران فعلية أكثر من الفي ساعة ليمكن التحكم في الطائرة بهذه الدقة كانوا لا يزالون يتعلمون من كتيب!! مهزلة تستهين بعقول الأمريكيين قبل غيرهم!
كما أن الدقة التي انحرفت بها الطائرات لتصيب المبنيين في الصميم بطريقة واحدة وشكل موحد تنبئ عن توجيه راداري من الأرض وهو ما افترضته العديد من التقارير التي عميّ عليها من قبل السلطات الأمريكية.
كذلك فإن الضربة التي وجهت للبنتاجون كانت ضربة بصاروخ ولا شك كما أثبتت الصور، وهو ما لا يمكن للقاعدة ولا غيرها أن يوفره، بل هي إمكانيات لا توفرها إلا مخابرات عالمية متواطئة مع حكومات عميلة.
ثانيا: الدوافع وراء هذا العمل، من الخاسر ومن المستفيد: وهذا، فيما نحسب هو أهم العوامل التي تحسم قضية "من المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر"؟ ولننظر الآن في المستفيد في الطرفين اللذين تتعلق بهما الأحداث، أي المسلمون، والصليبيون الصهاينة الذين يتسترون تحت إسم "المحافظون الجدد" في حلبة السياسة الأمريكية الحديثة.
1. المسلمون: فلننظر إلى حال المسلمين والبلاد الإسلامية بعد هذه الأحداث: إحتلت أفغانستان والعراق فعليا بالقوة العسكرية، واحتلت قطر والبحرين ومن قبلهما الكويت بالقواعد العسكرية التي تمثل ثلث حجم هذه البلاد! كما احتلت دول الخليج اقتصاديا وبتروليا بالكامل. ثم إن النظم القائمة في هذه الدول قد تقزّمت أمام الشيطان الأمريكي أكثر مما كانت من قبل فباتت خاضعة لإرادته دون قيد أو شرط، وبدأت عملية تبديل الدين وتحريفه تحت شعارات الإصلاح التعليمي، وغُيرت المناهج لتحذف وتحرّف ثوابت العقيدة الإسلامية، وهوجمت دور التعليم الدينية في مصر وباكستان بشراسة بغية إلغائها بالكلية، وبادرت القيادات الدينية "الرسمية" وشجعت الصليبية الغربية الأقليات المحلية لتهاجم الثوابت في دور الإسلام تحت إدعاء التطرف وعدم المساواة في المعاملة وغير ذلك من الإفتراءات. وبدأ تشجيع الإنحراف والشذوذ الجنسي علانية تحت شعار الحرية! ودعم الخلاعة والتغاضي عن الرزيلة بل تشجيعها باسم حرية المرأة، ثم الأدهى هو السماح بالهرطقة والكفر البواح كتابة وشفاهة بدعم مالي لمن خلع الربقة من "الليبراليين" المسلمين، فدعمت الصليبية مؤتمراتهم ومراكزهم ومجلاتهم بل ودفعتهم إلى الصدارة في الدوائر السياسية دون رصيد حقيقي، بل وتدخل المندوب السامي الأمريكي "الملقب بالسفير في أيامنا هذه" في إلغاء أحكام قضائية وتبديلها لحماية هؤلاء العملاء والجواسيس تحت شعار حرية القول، والتي يسمح بها للناطقين بالعداء للإسلام، وهي محرمة على المسلمين! هذا عدا ما باتت تتعرض له الأقليات المسلمة خارج أرض الإسلام في أوروبا وأمريكا ومثال واحد على هذا ما حدث في فرنسا من نزع حجاب المسلمات.
وقائمة الخسائر التي أصيب بها عالمنا الإسلامي لا تكاد تنتهى. وقد يدعى البعض أنه كانت هناك بعض الإيجابيات، كصحوة الجماهير وفهمهم لحقيقة الأمريكية المحافظة الصليبية الجديدة، والدفعة التي تولدت في جانب الجهاد الإسلامي ضد المعتدى، والقول هنا أنه لا توجد في الدنيا مفاسد لا تأتي ببعض المصالح، كما أنه لا توجد مصالح تخلو من مفاسد كما يعلم علماء أصول الفقه، فإن الله سبحانه قد خلق الدنيا على إختلاطهما، وإنما النظر في ايهما غالبن المصلحة، أم المفسدة، وهو ما لا يخطؤه التقدير في مسألتنا هذه. أحداث 11 سبتمبر لم تكن باي مقياس في صالح المسلمين.
يظهر بالتحليل البسيط، كما بيّنا في الحلقة السابقة أنّ المسلمين ليسوا على وجه القطع بالمستفيدين من أحداث 11 سبتمبر، بعدما ظهرت نتائجه في التغلغل الصهيوني الصليبي في أراضيهم ماديا ومعنويا، إلا ما كان من قليل المصلحة التي لا تخلو منها مفسدة على الأرض.
2. أمريكا الصليبية وإسرائيل الصهيونية: فالناظر إلى الواقع الأمريكي قبيل إدارته الجديدة يجد أن الأمريكيين قد كانوا على طريق الخسارة إقتصاديا وسياسيا، فإنه كما سبق وبيّنا في مقال سابق قد توجهت العديد من الدول إلى النظر في استخدام اليورو بدلا من الدولار، وهو ما بدأته العراق بالفعل، وظهرت بوادره في الصين وكوريا وغيرهما، ثم حالة الركود والفساد الإقتصادى والسياسي الذي عانت منه أمريكا والذي جعل إختيار رئيس جديد بدلا من الديموقراطي خيار رابح عام 2000. ثم أن الكيان الصهيوني كان في طريقه لتنفيذ مخطط جديد يتسارع به إلى تأمين حدوده، والقضاء على المقاومة وتوسيع دائرة نفوذه في الشرق إلى حدود الفرات، وهو تماما ما أظهرته الأحداث بعيد سبتمبر بدءاً بإغتيال عرفات – الشريك القديم لأمريكا – إلى شراء الأراضى وإقامة المكاتب في أرض الرافدين. والدوافع المباشرة التي يمكن تتبعها لدى الإدارة الأمريكية تتلخص في الأتي (مرتبة حسب أهميتها بالنسبة للإدارة):
دوافع شخصية: وهي الأكبر في هذا السيناريو، وتتمثل في النهم المادي للرئيس الجديد بوش الأصغر في تنمية ثروة عائلته من خلال مكاسب البترول[2] وذلك بالسيطرة على منابعه الأكبر في العالم، خاصة وأنه وعائلته، ونائبه تشيني من أكبر مستثمرى البترول في أمريكا. فإن الخاسر الأول من هذه الزيادة الهائلة في أسعار البترول والتي وصلت إلى 100% في الشهور السابقة، هم الشعوب المستهلكة وعلى رأسها الشعب الأمريكي الذي لا يعبأ به رئيسه على الإطلاق، بينما المستفيد الأول هو من يملكون أسهما في صناعة البترول وعلى رأسهم محور بوش/تشيني المغتصب. ذلك غير ما كان من تأمين العقود اليت تصل إلى البلايين من الدولارات في العراق وفي أمريكا إلى مجموعة الشركات التي يسيطر عليها محور بوش/تشيني مثل هاليبرتون لضمان عملات خيالية.
وقد كان المحللون من ذوى الإطلاع المحدود، الذين لا ينظرون إلى الصورة في كليتها، يتوقعون أن الأمر ببساطة هو إرادة الإدارة الأمريكية أن تحمي منابع البترول في الشرق الأوسط حتى يمكن ضمان تدفقه إلى بلادهم دون إنقطاع، وبالتالي كان من المتوقع أن تنخفض أسعاره نظرا لهذا الضمان والسيطرة، ولكن، وياللعجب، زادت أسعار البترول في العالم كله، على المستهلك، بنسبة الضعف! وهو ما يهدم هذا النظر القاصر في الدوافع من وراء هذا الإحتلال الذي أعقب أحداث سبتمبر والذي إتخذها ذريعة للعدوان، رغم أن "الإرهاب" وراء احداث سبتمبر 11 كان من المفترض أن مركزه في أفغانستان لا العراق!!.، فيالَلإجرام والتعدى! هي إذن الأرباح الخيالية من وراء رفع أسعار البترول لا حرب الإرهاب ولا يحزنون!
دوافع دينية: وقد استخدم بوش/تشيني الأمريكيين المتطرفين من الأنجليكان، الذين يؤمنون أن المسلمين هم الشيطان عدو المسيح، وأن تمكين دولة إسرائيل في الشرق هو تحقيق لنبوءة إلههم يسوع! ومن ثم يدفعون بكافه قواهم الإقتصادية والسياسية خلف الإدارة الجديدة التي اتخذت منهم محركا لحملتهم الإنتخابية.
دوافع سياسية: وعلى رأسها تكريس القوى السياسية خلف محور بوش/تشيني لضمان تحقيق الهدفين الأول والثاني. كذلك يأتي هنا موضوع ضمان أمن إسرائيل وتوسعها على حساب "الشيطان الإسلامي!" الذي يجب الخلاص منه.
الملابسات، الإمكانيات، الدوافع، النتائج، كلها تومئ، كما رأينا، إلى أمر واحد لا ثاني له، أن المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر لا يمكن بالعقل أن يكون تنظيم القاعدة، التنظيم الذي أصبغت عليه وسائل الإعلام المغرضة إمكانيات وقدرات خارقة حتى يمكن للعدو الصليبي أن يفعل ما يفعل تحت تأثير عامل الخوف الذي يثيره اسم القاعدة في الغرب، وهو ما لا يقلل من إخلاص القائمين عليه ولا المنتمين له فيما يهدفون اليه، لكن أن يكون هذا التنظيم مسؤول عن هذه الأحداث التي لم تثبت حقيقتها على أرض الواقع من ناحية ولا يمكن أن يقوم بمثلها إلا من له إمكانيات دول كبرى من ناحية أخرى، هو أمر آخر غير معقول ولا مقبول عقلا. وفرق بين ما يفرضه الواقع ويمليه العقل وبين ما تنتجه دوافع العاطفة وخلجات الأماني.
أحقاً أن طائرات مدنية قد ضربت البرجين في نيويورك؟ لا يظهر ذلك من الصور والتقارير العديدة التي عميت عليها وسائل الإعلام المغرضة كما أسلفنا[3]. وهل ضربت
من المسؤول إذن عن هذه الأحداث التي جرّت الإحتلال الأمريكي إلى منطقة الخليج بأكملها، إما عسكريا كما في العراق، أو واقعيا في الدول المحيطة بالعراق؟ الأحداث التي تسبب عنها مقتل مئات الآلاف من المسلمين نساءاً وأطفالا وشيوخاً ورجالا، وجعلت المنطقة كلها مسرحا للخراب الإقتصادي والإجتماعي؟ الأحداث التي جعلت تعريف المسلم يقترن بالإجرام والقتل وما يسمونه الإرهاب، وجعلت المسلمين يتحركون في انحاء الأرض دسارهم الخوف وحاديهم الرعب في كل بلد يقطنون وعلى كل حدود يعبرون، مطاردين لا لشيئ إلا لأنهم ينتمون إلى هذا الدين العظيم ويدينون لربّ العالمين، ويطيعون رسوله الأمين؟
من المستفيد الأول من هذه الأحداث؟ من القادر على أن يخطط لعملية بهذا الحجم وبهذه الدقة لتفتح باب الإحتلال والسيطرة على البترول على مصراعيه، وتجعل العداء للإسلام والمسلمين "موضة" هذا العصر، وتمكن الصهاينة من الدخول إلى ارض الرافدين وعاصمة الخلافة دون قيد أو شرط، وتجعل حكام العرب لا همّ لأحدهم إلا الحفاظ على كرسيه أن يسلب وعلى نفسه أن يسجن ويضرب ويهان كما أهينت كرامة صدّام، الذي أصابه الله بما يصيب به الطغاة القتلة من أعداء دينه مهما طال الأمد؟
والإجابة على هذا السؤال مخيفة! هل وصلت الدرجة بهؤلاء الذين ارتكبوا هذا العمل أن يصطنعوا هذا الإجرام للوصول إلى أهدافهم الخسيسة؟ لا شك أنهم عرفوا تأثير الإعلام وأنه يمكن من خلاله أن "يفَبْرَك" أي حدث ثم يُسْنَد إلى جهة تصلح أن تُتخذ عدواً للغرب تحت دعاوى مهترئة ككراهية النصارى او التطرف أو ما شابه ذلك مما تخالفه حقائق التاريخ وأحداثه. والمتابع لإعلام الغرب يعرف مدى إمكانية هذا التزوير وسهولته بما لديهم من إمكانيات تقنية ووسائل مخادعة إعلامية[4] يصاحبها إجرام وإنعدام ضمير لا رادع له.
على العرب أن يفيقوا من هذا الوهم الإعلامي الذي هو مكر الليل والنهار، والذي أحاط بهم من كل الأقطار، ليقنعهم بأن هناك سبب لهذا الغزو وهذا العداء وهذا الإحتلال وهذه التصفية المتعمدة لكل ما هو إسلامي أصولي، وتمكين كل ما هو "علماني" أو ما يسمى بالإسلام المأمرك الذي بات على الإسلام أخطر من الصهيونية الظاهرة أو الصليبية الواضحة، إذ إن القائمين عليه هم "من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا" كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم يبقى السؤال الذي نتركه لفطنة القارئ وذكائه: من المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر؟
ثم ان التسعة عشر قرصانا جويا المفترضين جاؤوا من السعودية ومصر والامارات ولبنان كما قيل فلماذا تقصف افغانستان ويتم غزو العراق ؟!
ولماذا لم تقصف الولاية التي جاء منها الارهابي المسيحي الابيض تيموثي ماكفي ولماذا لم يوجه صاروخ توماهوك نحو منزل عائلته ؟ ان الذين يضربون الاقداح في هذه المناسبة ويصنعون لطمية انما هم من الناس الحاقدين على الاسلام والمسلمين منذ النشأة الاولى ؟!
--------------------------------------------------------------------------------
[1] يمكن مراجعة أكثرية هذه التقارير على موقع www.thepowerhour.com
[2] يمكن الرجوع إلى تفصيلات هذا الأمر في العديد من الكتب الذي نشرت في أمريكا وعلى راسها الفيلم التسجيلي رائعة مايكل مورز "Fahrenheit /11"، وكذلك كتابه "Stupid White Men" والذي لخصناه من قبل على صفحات مجلة المنار الجديد.
[3] والتي يمكن الرجوع إلى العديد منها في موقع www.thepowerhour.com كما أسلفنا في المقال الرابع، والتي هي جزء من فيلم وثائقي رائع، وكما ظهر في عدد من الكتب الفرنسية التي تناولت نفس الموضوعن وعدد من المواقع الأمريكية الحرة.
[4] وعلى سبيل المثال، فقد أنتجت هوليوود عام 1997 فيلما بعنوان Wag the Dog، جسّدت فيه إمكانية مثل هذه الحكومات من تزوير حرب كاملة لا وجود لها لتصرف الرأي العام عن فضائح الرئيس الأمريكي.
التعليقات (0)