د.ازهار رحيم
ـــــــــــــــــــــــ
الديمقراطية ليست ديكتاتورية الاغلبية .. وهذا ما كانت عليه الجمعية الوطنية العراقية.. وهذا ما كان يتباه به اغلب اعضاء الائتلاف، بانهم اغلبية وان باستطاعتهم ان يفعلوا ما يشاؤون ويمرروا القوانين التي يريدونها، لأنهم ببساطة .... الاغلبية !!!!
افرزت نتائج انتخابات 15 كانون الاول معادلات سياسية جديدة لقوى دخلت الساحة السياسية.. فلا اغلبية ولا اقلية ،انما المشاركة والاتفاق في صنع القرار، من اجل دفع مستقبل العراق نحو الامام ، بعيدا عن الارهاب والخراب والتدمير ، وهاهو الائتلاف مرة اخرى يمارس لعبته القديمة الجديدة (الاغلبية ) التي يحق لها ان تفعل ما تشاء ، فالنائبة زهراء الهاشمي عن الائتلاف العراقي تطالب بادلة وبينات لتبرير رفض التحالف الكوردستاني وقوى مرام لترشيح السيد الجعفري لمنصب رئيس الوزراء .
المسألة ليست شخصية ،والاسباب واضحة، وجلية لا تخفى على العراقيين ، وهي قراءة بسيطة لما آلت اليه الاوضاع منذ تولي الجعفري لمنصب رئيس الوزراء .
مقارنة بسيطة مع الحكومة السابقة التي طالما انتقدها الائتلاف بشدة ، وحكومة الجعفري وهي ليست مجاملة لحكومة علاوي السابقة التي هي الاخرى كان لها اخطائها ، بل هي مقارنة بسيطة بين اداء الحكومتين للوصول الى افضل وجه ايجابي للأداء على ارض الواقع بعيدا عن التنظير والجدلية والتلاعب بالالفاظ ، لنغرق في متاهات فلسفية ليس لها علاقة بأدارة دفة دولة وشعب مرهق من كثرة الخيبات...و بين هذه وتلك ، زادت مظاهر الارهاب وما كنا نخافه ونحاول درئه وهي الحرب الاهلية التي نجحت في اشعالها قوى تكفيرية وانصار النظام البائد، لتندفع خلف تداعياتها مشاعر وعواطف العامة التي جيشها بعض رجال الدين المتشددين طلبا للثأر بعد حادثة تفجير المرقدين في سامراء ، وبعد ان خلف العنف الدامي الذي قادت بعض مفراداته الميليشيات المسلحة مئات القتلى ، مما حدا ببعض الاطراف السنية المتشددة والارهابيين تهجيرالعشرات من العائلات الشيعية بعيدا عن مناطق سكناها ( ابو غريب ، المشاهدة ، سبع البور وغيرها) بعد مهاجمة مايقارب 186 مسجد وحسينية واغتيالات على الهوية والاسم في مختلف المناطق.
اما ارتفاع اسعار الوقود وشحتها في بعض المناطق نتيجة قرار السيد الجعفري برفع اسعار المحروقات وحتى بعد اعتراض وزير النفط الذي قدم استقالته على خلفية هذا القرار، مما اشعل اسعار السوق السوداء لباعة الوقود وحرمان كثير من ارباب العائلات من مصدر رزقها، وتردي وضع البطاقة التموينية، واستمرار البطالة، وتحويل الوزارات الى فروع للأحزاب الطائفية ..
ان انفراد السيد الجعفري بالسلطة دون الرجوع لهيئة الرئاسة والجمعية الوطنية في امور كثيرة مثل عدم التزامه بقانون ادارة الدولة الذي نص على حل قضية كركوك وحجبه الميزانية المخصصة لهذه القضية مما ادى الى تدويلها الى مجلس النواب وربما الى سنوات اخرى ، كي يبقى هذا الملف عالقا ليبقى التوتر قائما ، وهذا يصب في مصلحة قوة خارجية تريد ان يبقى العراق في دوامة الفوضى ، اضافة الى عدم التزامه بتقديم تقرير عن اداء الوزارة اسبوعيا او على الاقل شهريا امام الجمعية الوطنية مما افرز بون شاسع بين عمل الوزارات والجمعية الوطنية اضافة الى تركه منصبه كمسؤول عن قيادة الملف الامني في هذا الوقت الحرج الذي ينزف تحت وطأته المواطنين دمائهم كي يزور تركيا في رحلة مجهولة الاسباب .
ان رئاسة الوزراء ايها الأخوة ليست ائتلافية بل رئاسة وزراء عراقية وهي ليست فقط استحقاق انتخابي وانما استحقاق وطني وكفاءة وقدرة على قيادة سفينة العراق التي طال تيهها في بحر هائج .. اما حقوق الانسان فهي تداس تحت الاقدام بعدما مارست فرق الموت غاراتها الليلية لاقتياد المواطنين من بيوتهم لترمى جثثهم في اليوم التالي بين الازبال وفي المناطق النائية .. هل ترغبون بادلة اكثر تفيد ان الجعفري ليس محل اجماع وطني ، فبعد احد عشر شهر من الخراب هل نتطلع لخراب اربع سنوات اخرى ؟؟
.. ان تصريحات بعض اعضاء الائتلاف بعيدة عن اللياقة السياسة مثل تشبيه القوى المعارضة لترشيح الجعفري بمجلس قيادة الثورة ابن المرحلة الديكتاتوري البعثية ، او تشبيه طرحها السياسي بالمؤامرة على الشعب ، وانها قوى ظلامية كما ورد في تصريح لعضو الائتلاف سامي العسكري على راديو سوا ... كل هذا لان قائمة التحالف الكوردستاني وقوى مرام ارادت ان تمارس استحقاقها الانتخابي المتمثل ب135 مقعدا في البرلمان بعد ان قالت رأيها الصريح في مرشح الائتلاف ... ان التحالف الكوردستاني لا يحفر الخنادق في طريق المفاوضات بل يردمها لانه جزء من حل المشكلة وليس طرفا فيها .
التعليقات (0)