مواضيع اليوم

لسنا صحافة فتنة.. يا "شريان"!

محمد بلغازي

2010-05-13 19:06:25

0

(مقالي في جريدة الوفد المصرية يوم الاثنين 10 مايو 2010)
نشرت صحيفة الحياة اللندنية يوم الاثنين 3 مايو الجاري في صفحتها الثالثة مقالا لداود الشريان -أحد كتابها الرئيسيين- بعنوان "صمت الصحافة المصرية" تعرض فيه لتناول الصحف المصرية قضية مقتل الشاب محمد سليم مسلم وسحله والتمثيل بجثته وتعليقها ليراها أهل قرية كترمايا اللبنانية. شن الكاتب هجوما شديدا على الصحف المصرية، وخص صحف المعارضة باتهامات باطلة، وادعى أنها لم تهتم بالموضوع، باستثناء تصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية والنائب والصحفي مصطفى بكري، ووصلت به المغالطات إلى حد أن وصف تعامل الصحافة المصرية مع القتيل "وكأن الميت كلب"، مقارنا ذلك بالصحافة اللبنانية والمسئولين اللبنانيين الذين رفضوا الحادث. يبدو أن "الشريان" اختلطت عليه الأمور فاطلع على بعض الصحف المصرية المنشورة قبل الحادث، أو أنه انتقى صحيفة من الصحف الحكومية، وفي ظنه أنها من صحف المعارضة، وقام بتعميم إهمال الموضوع على جميع الصحف المصرية، وكان عليه أن يكون قارئا حصيفا، وألا يتعامل مع الأمور بعشوائية، خاصة أنه أحد الكتاب الثابتين في صحيفة من أهم الصحف العربية، ويقع مقاله في مكان مميز منها.
ولا يليق بصحيفة الحياة أن تنشر مقالا يخلو من الموضوعية، ويتهم الصحف المصرية باستهداف دول الخليج بالهجوم والصمت عندما يتعلق بدولة أخرى غير خليجية، ولا يتوقف الكاتب عن رص عبارات يفهم منها أن الصحافة المصرية متخصصة في تدبير المؤامرات ضد دول الخليج، ذكر في مقاله أن "صمت الصحافة المصرية، وصحافة المعارضة في شكل خاص، يثير الاستغراب" وذلك فيما يتعلق بتناول قضية الشاب المصري المقتول في لبنان، ثم يردف بقوله "فهذه الصحف تقيم الدنيا لو عثر على مواطن مصري على رصيف في دولة خليجية"، ويذكر القراء بتعرض الصحافة المصرية للحكم بجلد طبيبين مصريين، ويصفه بـ"الحملات الشرسة"، ثم ينتقل إلى طريقة تناول الصحف المصرية مسألة ترحيل بعض المصريين من الكويت بعد تنظيمهم مظاهرات مؤيدة للدكتور محمد البرادعي، فيصفها بأنها كانت "آخر حفلات الانفعال والافتعال"، ويشير كاتب المقال إلى أن صحفنا تعمل على "تحويل المواطن المصري إلى وسيلة لتصفية حسابات سياسية مع دول"، ويقارن بين ما يدعيه من صمت الصحافة المصرية في حادث كترمايا وحملاتها الشرسة عند تعرض مواطنين مصريين للأذى في دول الخليج، ويخرج من ذلك بنتيجة هي "أن الدوافع التي تحرك بعض الأقلام في الصحافة المصرية لا علاقة لها بالوطنية ومصالح المصريين"!
واضح أن "الشريان" أطلق أحكاما لا تنبع إلا من انفعال شديد وأحكام مسبقة تخلو من الموضوعية، ولو أنه كلف نفسه مؤونة البحث لوجد أن الصحف المصرية تابعت حادث كترمايا يوما بيوم، وأنها تعاملت مع الحدث بموضوعية، فالحادث –بكل أبعاده- شديد الإيلام، ويمثل ألما مصريا- لبنانيا، ولا تنسَ أن لبنان فقد اثنين من كبار السن وطفلين في عمر الزهور، كلهم من أسرة واحدة، ولا يمكن للصحف المصرية أن تشن هجوما لمجرد الهجوم، بل إنها تتابع الحدث بموضوعية، انتظارا للوصول إلى جميع أبعاد الحادث، مع اعتراض المصريين على الاحتكام إلى شريعة الغاب.. أما فيما يخص قضية الطبيبين أليس من الجائر أن يحاكما دون تقديم أدلة واضحة تدينهما؟ وهل يرضيك يا "شريان" أن تقطع أرزاق بعض المصريين في الكويت لتعبيرهم عن آرائهم؟ أيصل العقاب إلى هذه الدرجة؟.. لسنا صحافة فتنة يا "شريان"، وإنما نلتزم بـ"الموضوعية"، لكنك لا تراها!


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !