لماذا دائما تُطالب الشعوب العربية أن تكون شعوب ملائكية لا تخطيء.. لا تتعرقل .. لا يصدر منها العيب .. لا نريد منها إلا الفضيلة .. ولا يقبل منها إلا الكمال .. وأي نقص في هذه الشعوب يعتبر نقص في دينهم وعقيدتهم وعقولهم .. لماذا لا ننظر لأنفسنا بقليل من الاحترام .. نعم نحن الأقل تطورا و في آخر الركب بين الأمم .. لكن ما السبيل لتغيير هذه المعادلة و الحقيقة البشعة التي فتحنا أعيننا عليها و سئمنا منها و من هيمنتها علينا .. كل الشعوب على وجه هذه البسيطة لها نواقص و زلات ولا يوجد مجتمع للفضيلة و الرقي ومجتمع للرذيلة و التخلف .. بل المسألة نسبية و متفاوتة و متداخلة .. ففي الشعوب المتقدمة الراقية لا يأمن أحدهم على حياته بعد ساعة معينة من الليل فضلا على مركبته في الشارع و على بيته ولا يأمن عليه إلا إن كان موصدا بالحديد و الكهرباء و الكلاب و صفارات الإنذار .. بينما يرتع الأغلبية منا بمأمن كامل على حياته في أي ساعة من نهار أو ليل وعلى مركبته وبيته و ينام قرير العين في ليله .. في الغرب بدأت التيارات الدينية و خصوصا الإسلامية تنحصر و ينتف ريشها و تقمع فأين الحقوقية المدنية التي تغنى بها الغرب " المتحضر " فوق رؤوسنا منذ أن وعينا على هذه الدنيا !!!! نريد أن نكون كالغرب " تماما" و إن أصبحنا سنعود ونغني على ليالينا العربية التي طالما كفرنا بها و قمعناها و اضطهدناها و لعناها بالكلية.. بئسا لنا من شعوب إذا .. بئسا لعقيدتنا الخرقاء الخاوية .. بئسا لعقلياتنا التي لا تحترم نفسها وذواتها .. بئسا للمستقبل الأسود الذي ينتظرنا و نأمل أن نحياه و نغني و نطرب له في كل محفل وفي كل وقت ..
التعليقات (0)