مواضيع اليوم
|
الخيارات محدودة ؛ والبقاء محنة لا بد منها ومهنة للخروج مرفوعي الرأس من معتقل الوهم ؛
لسنا أغبياء ... لكننا نحترم الحياة مهما وهبتنا من كراماتها أو جرَّعتنا من مراراتها ما يجعلنا نخترمها لأنها غلمتنا ان نحترم أنفسنا جيدا ونحافظ عليها بما يستوجبه نبلها من تعب وشقاء..وفرح أيضا، فنستعير لها أجمل حلل العزة لترتديها نكاية في الطقس وشماتة في من يريدون لها العري وندلّلها كما تشاء ونشاء فنأخذها الى نزهاتها عبر نزواتها وعبر نزعاتها وخلال تجلياتها تعبثكما يحلو لها بمفردات الحياة وسواء صعدت السماء بعد ذلك أو هبطت تحت التراب نريد لها أن تذهب حرّة بشهد عليها صباح عجنته من ضوء توهجها مجللة بالكبرياء ويشهد عليها نهار أرقصته حتى الثمالة فارتجف وارتبك واستسلم لها يُسلمها مفاتيح مساءاته ويشهد عليها ليل غزلت أقماره من شجون أحلامها ,نريد لها أن تذهب سيدة شأنها ,الحاكمة بأمرها وأن تذهب كما تشاء وحدها بلا معزين ولا حشرجات الأبواب من خلفها تكسر أضلاع الموت تأوها... ولن تذهب قبل الآن ..هذا الآن الممتد سريرا على طول ما تمتلكه النفس العزيزة من حب وعشق للهواء والماء والأطفال الذين يقهقهون في وجه البؤس ويمرون غير عابئين بما تخبئه لهم المنعطفات من فجائع سيعيرونها أيضا خفافا وهم يركلون مؤخرة الوقت بأحذيتهم الملطخة بوحل الأيام .. لن نموت قبل الآن فلن نستعجل الجنة ولا الجحيم بل نتوق أن نتبعثر ونتلبث في تشيؤنا ونتذوق شهد بهجاتنا البسيطة القليلة الممزوجة بمرارات ونكد ما تدبرونها لنا ... لكم حرية الشطح واللطخ واللطم ولكم حرية الوهم والدعوات الصاعدة مع أبخرة ليل رهين قصر نظركم ولكم جنات الخلد والحور العين فاتركوا لنا أن نفكر كما نشاء ونقفز كالوعول من خلال ظلامكم واتركوا لنا أن نقول ما نشاء ونحب كما نشاء ونعبر حرائقنا على أحصنة من صنع أخيلتنا الجامحة تسري بنا وتعرج حيث سدرة منتهى رغباتنا ليس من شأنكم أن ترعوا خيولنا او تُجمحوا قفزاتها البرية فإن عثرت او وقعت فذلك شأننا .. .نعرف جيدا ما لنا وما علينا لسنا أغبياء.. لسنا أوراقا بيضاء... لسنا نعم ولسنا لا .. نحن ما نشاء ولا ندّعي ما ليس لنا لم نعد أحدا بأي شيء فلن نغير وجهة الهواء ولن نقول إننا بخير مزدهر ولن نُليّن من قسوة البؤس ولن نستدعي من يساعدنا على الاستمناء ولن نؤدي دور المهرج أمام أحد ولن نتبرأ مما أصابنا به الزمن من أوبئة وداء طويل الأمد ولن نشطب ما تخلد بذمتنا من عرق يومي بالجلوس على كراسي زعامات ليس من عاداتنا الترفه فيها ؛ نحن أبناء القيظ اليومي ؛ابناء اللهيط والهرولة والجري خلال تعب النهار لا ندعي غير إننا أبناء الحب الكوني وأبناء هذا البلد المزدهر ..بنا هذا البلد الذي هو حقنا الأول والأخير ... فاتركونا نربي فيه فراخ أحلامنا ؛ نتسكع فيه كما نشاء فنعتق الوقت من ساعة الحائط ونحرر الشمس من حبسها الليلي لنراها عند منتصف الليل واتركونا نعلم أحفادنا ويعلموننا كيف نغير مصائر الرمل في الصحراء ليتحول لؤلؤا ...لكم ما لكم !وهو امر يعنيكم و لا يعنينا أن تتسلقوا لحيكم للصعود إلى السماء ؛ تعيدوا الميت حيا وتحولوا المقابر سمادا يُخصب عشب جنتكم ؛ والنساءوالغلمان مما ملكت أيمانكم ذلك شأنكم وطوبى لكم ...لكن لا توقفونا طابورا من اجل امتحان إملاء لم تتحققوا منه ! ثمّة من يتشفّى فينا من الجهات الثلاث وثمّة من يغازلنا وثمّة أيضا من لا يهمه أمرنا ويعتقد انه يمشي فوق قاماتنا وجميعهم بستغبوننا كما لو إننا أقلية لا أصل لها جئنا من خارج التاريخ والجغرافيا وربما جئنا من المريخ؛ وان كنا لقطاء ايديلوجيا فإننا أبناء البلد ؛ نشك دائما فيما يحدث لا تهمنا مقاربات اليوتوبيا ونرتاب من النزعات الكولونيالية الما بعد حداثية ؛ لا نؤمن إطلاقا بفقه النظريات والحلول التي تتوزعها الجهات يمينا ويسارا وما بينهما ... ليس ثمّة من وجهة محددة للشارع أبدا ولا أحد يُمكنه ان يرسم له مساره المستقيم حسب ما يشاء الشارع أفق وهواء وامتلاء... لا تستوجب اللحظة اللعب بأعصاب الشارع ونفخ البالونات بما تبقى من أنفاس حارة سيؤدي إلى انفجارها في وجه من ينفخها ...ليس الشارع فكرة أو كرسيا أو ملصقا جداريا أو حكاية سجين لا يعرف لماذا سُجن؟ نحن أيضا لسنا الشارع ؛ واهم من يدّعي ذلك. لأننا لسنا أغبياء؛ وصلتم حيث أنتم كما وصل غيركم ..ثم وقع .. غير إن من وصل قبلكم كان مقتنعا انه وصل بالاحتيال والقوة ولا يخفي ذلك بل لا يفوّت فرصة ليؤكد انه مزور ومزيف ودكتاتور صغير ببوليسه وميليشياته وقوادته واصهاره وأعمامه وكرتوشه الحي؛ بينما أنتم تصرون على إنكم الشرعيون الديمقراطيون الآتون من الحقيقة أولياء الأمور حارسو البلاد والعباد والذمم والبغال أيضا .. لو عثرت بغلة على شاطئ الفرات لخشيت ان يسألني اله لماذا لم أعبد الطريق لها كيف إذا بعباد تموت وأرزاق تُنهب وأعراض تداس وكذب عميم مزدهر والسادة أولو الأمر يخشون الله !؟ لسنا أغبياء...حلوا عن سمائنا لنتنفس هواء نقيا وابحثوا عن الجنة في غيرنا... ربيع قفصة 2012 |
التعليقات (0)