فلسطين والتـــــــــــواقيـــــــــــع !!!!!!!!!
رأيت في منامي وفيما يرى كل مغلوب على أمره اننا نركب ارجوحة تقذف بنا الى الذرى وتنخسف بنا الى سابع ارض .. تحلق بنا وعود وتطيح بنا اكاذيب ..نسمع حقيقة وحين نود رؤيتها بوضوح نجد ان لها وجهين لم يعد احداهما باطلا ..
لقد عايشنا منذ زمن بعيد ولسوء حظنا زمن الالحاح فى التعجيل فى دخول النظام العالمي الجديد الذى يدعي انه ينادى للسلام .. فصدر امر على صيغة طلب مهذب " وقعوا وستنالوا حلا مقبولا من الجميع ولكم ما تستطيع ان تملكه اليدان " فوقعنا مع الموقعون ..
ورأينا التوقيع وقد احتل ركنا صغيرا على وثيقة او مستند او مجرد كلام لم يقرأه احد , ثم فوجئنا ان هذا الركن الصغير مكان التوقيع هو نصيبنا ثم اصبح بعد التوقيع ملكا للرأى العام العالمي يحق لهم بموجبه بين لحظة واخرى ادانة من وقع اذا فكر ان يتملص من توقيعه مع ان اخر ما يمكن ان يفعله اى زعيم عربي هو سحب كلمة لا قيمة لها فكيف بتوقيع ؟! ما علينا ..
المهم يا سادة يا كرام توالت تواقيعنا وتواقيعهم وتعددت اسماؤنا واسماؤهم ولجاننا ولجانهم وزادت المفاوضات وفشلت كل التكهنات التى تم التوقيع على اساسها وتاهت عنا قضيتنا او تهنا عنها لا فرق , القضية التى هى الهم الاساسي تحجمت وصغرت وذابت فى خضم بحر زاخر من البيانات والخطابات والتقولات والمهاترات والمؤامرات والمؤتمرات والمشاحنات بين فيصل وآخر وبين دولة واخرى والى ما لا نهاية من من الخلافات السفسطائية .
ومن هنا تغير اساس الموضوع كان صراع احقاب واجيال , صراع عقيدة وفكرة ووجود ليصبح وللاسف فيما بعد مجرد نزاع على مساحة ارض بحجم الكف .. نزاع يمكن التفاوض بشأنه للتوصل الى امكانية خلق حياة بين الجيران حياة كاملة التفاصيل كما يقولون ..
فحرصنا على شعرة معاوية معهم , وولد ايامها قانون للطوارئ جديد يقول , إن ارخوا نشد وان شدوا نرخي .. فى ذاك العهد كنا نحلم ونأمل على الاقل ان يبقى الوضع على ما هو عليه .. امتعضنا وابدينا انتقادا شديدا تجاهه لم نعرف والله انه سيجئ الوقت ونندم اشد الندم ونتحسر عليه ..
لم تنقطع الشعرة لشدة حرصنا طبعا بل تركناها لهم ليتذوقوا طعم الفضائل العربية وتعرينا تماما لنلتحف بالسلام وجاء السلام ولم يستر عرينا بل كشف كل عوراتنا بعد قدومه الميمون لم يعد همنا البحث عن ارض وحق تقرير للمصير والاحتفاظ بالهوية طغى عليه هم اكبر ان يرضوا عنا ويقبلوا ان نعيش بينهم بأى صفة يريدون ..
هل سيجرؤ اى عربي بعد كل هذا ان يحكى للاجيال القادمة شيئا عن تاريخ فلسطين او جغرافيتها او حتى يذكر اسم من اسماء اوطاننا الممتدة .. لا والله سيحسب حسابه الى سنوات قادمة قاحلة , حين يشب هؤلاء الصغار ويحكوا شيئا مما علموه عن ارض ووطن وشعب وتاريخ وخيانات عديدة ليحضروا انفسهم لاضطهاد عالمي على اساس ان الجميع اشترك ويشترك وسيشترك فى جريمة اهانة تلك الشعوب العربية الآبية وتكسير ارادتها وتضيع فلسطين .. واخشى ما اخشاه ياسادة ان تكون تلك المساحة التى وهبت لنا من لحمنا ودمنا مثوى اخير للسواد الاعظم من هذه الشعوب التى حكمت اوامر عليا عليها بالانكسار لاننا وقعنا بحجة انهم وقعوا !!..
فلسطين لك نعتذر مليون اعتذار.. ولشهدائنا فى غزة الف مليون اعتذار ..
التعليقات (0)