لست عميلا

يصفر "حبر" وهو يستمع الى التصريحات السياسية والانتهاكات السياسية ويبدأ بقضم اظافره بأسنانه ... يتفحص جسده يراقب دقات قلبه ......لم يفضل لحظة واحدة مصلحة بلد على بلده ..لم يقف يوما الا لنشيد وطنه لم يكترث يوما لما يحصل في جواره ...لم ينخرط في ميليشيات الحرب ولم يلوث يديه بقذارة السلاح ...لم يقتل لم يسرق لم يسلب احد بقوة او بالسياسة ..عشق الجنوب وتراب الجنوب وقدس من حرره من المحتل الغاصب...فرح لانسحاب الجيش السوري من الشمال المحروم من الحرية ..افتخر برقي وسط بيروت و استمتع بنقاوة الجبل ...ورسم خارطة لبنان وخط 10452 كلم مربع بحبره على جبينه ...وحلم بدولة متينة ووطن غير مكسور الجوانح وجيش قوي ورضي حتى ب استبداده

....بكى عندما قتل شباب الجيش اللبناني ببرودة مخيم البارد ... قاطع مسبح السان جورج بسبب اغتيال الرئيس الحريري حطم رأسه بزجاج الشرفة عند مقتل جبران تويني ...واقسم ان يحافظ على حبره مدى حياته لحظة استشهاد سمير قصير ...لم يعتد حبر على جاره ولم يقفل يوما باب بيته ...هو صناعة وطنية صرفة وانتماء وطني على المسطرة من دون زوايا ولا دوائر سياسية

يحاول "حبر" منذ "برمة" وليد جنبلاط الشهيرة تدوير الزوايا للالتحاق بركب قارىء المستقبل الكبير ...دار الى الشمال ..ودارالى الجنوب تموضع في الوسط.. فخير الامور اوسطها كما ان الاعتدال يضمن موقع لكل قدم ...لكنه سقط في الحفرة ...هي غير حفرة التخوين والعمالة انها حفرة السياسة التي تقع في واد والانتماء الوطني في واد اخر ...والسياسة هي فن تدوير الزوايا ...الزوايا المربعة والمستطيلة والهرمية ...وكلها زوايا تسقط في دوامة الدائرة عندما تدور ....فتغوص في المصالح المتحركة التي تبتلع صداقاتها وتنسج من عدواتها خيوط حلف جديد

من يعارض النتيجة ومن يوالي النتيجة عندما تكون واحدة ؟؟؟ في معادلة واحد زائد واحد لا اختلاف على النتيجة فهي معادلة وطنية خطها مستقيم لا دوائر فيها ولا زوايا... تحكمها النتيجة المضمونة من دون تأويل وتحفظها القواعد الحسابية الثابتة..فالوطنية تشابه مادة الرياضيات بعكس السياسة التي تقترب من مادة الفلسفة لا بل تلاصقها

امس حرق حبر خط هاتفه الفا ...وابتلع ريقه مع خطاب الانتهاكات السايسية...انه يخاف من النتيجة يعارضها ولا يواليها ....لا يريدها ...انها نتيجة واحدة في معادلة سياسية تحكمها تدوير الزوايا و حفرة الرمال المتحركة..خطه مستقيم مستقيم جدا ...يصفر وجهه ويقضم اظافره ويتفحص جسده ويراجع نفسه ...ليتأكد لست عميلا لست عميلا