مواضيع اليوم

لستُ فكرةً في مرآة

يوسف القدرة

2009-03-07 22:30:01

0

لستُ فكرةً في مرآة

 

يوسف القدرة

 

 

لا

 شيءَ يكفيني الليلة من وردِكِ وضحكات تتسلَّقُ دمعةً تتدرَّبُ على الهبوطْ. مُعبََّأٌ بقلقٍ عابرٍ ونسيانات صغيرة تمشي نملاً في دمي. أحاولُ رسمَ شفتيكِ مِراراً دونَ إتقانٍ لضبطِ ابتسامتكِ. عيناكِ تُدَوْزِنُ روحي على الفرحْ. وحزنٌ كلبٌ يعربدُ في صدري. أدخِّنُ شهقةً لامعةً وأُصيبُ موجةً في الذاكرةِ بسهمِ اسمكِ. أُربّي أبواباً مفتوحةً على الندى وأكبُرُ في ظلالٍ مُتكسّرة. العتمةُ تُسبِّحُ خلفَ الستائرِ باسم الضوءِ وعلى كفّيكِ ينتعشُ عطرٌ بسكْرتهِ. فالتاً رئتيّ للخرابِ الأنيقِ أرحِّبُ ببردٍ زائرٍ للإقامةِ في ريْشِ الاحتراقْ. لا تجيئي كعادةِ الأحلامِ حينَ يشتدُّ اليقين: أهو عدمٌ ما أرى؟ أم بَدءٌ قد تسقيهِ الأماني؟. بلاطُ مخيّلتي ليس مرايا فيما نزقُكِ مجبولٌ على المشي غزالةً على أرصفةِ البصيرةِ. الغرفُ كثيرةٌ في جحيمِ قلبٍ قَلَّبَ معناه. وظلالُكِ أكثر من ذلك. أفي خطوكِ دلالُ طفلةٍ أم هو الغيمُ يسيرُ على مهلٍ إلى نهرِ الكتابةِ. ليسَ في السطرِ ما تودُّ القيامةُ قولَهُ. ولا العاشقُ فيها يرتِّلُ أنفاسَهُ نبضةً نبضةً. ليستْ اللغةُ حاذقةٌ ولا الشارعُ شاهدٌ محايدٌ.

 

 

 وأخافُ

 فقداً جديداً أهربُ في شجرِ الخيالْ. أرسمُ قلوباً ناعمةً على خشبٍ من ماءْ. وأُُزرِّرُ قميصَ المجازِ على صرخةٍ من شَبَقْ. أأسكنُ عينيكِ غريباً فقد غربتَهُ فيهما؟ أم للغروبِ البهيِّ أميلُ؟ كذا أغربُ في متاهاتِ بهائكِ. أُقلّمُ نارَ هدوئكِ. أحيكُ من رفَّةِ هدبكِ ارتجافةً لأصابعي. ومن خدَّيكِ أسئلةً لليلِ وحدتي.

 

 

 

الآن

 يبدأُ صمتٌ ذو عيونٍ ناعسةٍ في ترجمة الهيولى إلى أنَّاتٍ خافتة ومَخفيّة. في الحوافِ أثرُ الحكايةِ والنوافذُ مُغلَّقةٌ دونَ الوردِ والمطر. فيما قشعريرةٌ تنهبُ بصْمتي من صورةٍ على رملٍ مالحٍ جوارِ بحرٍ رأى طفلٌ تشابيه موتٍ أبيضَ في دوامةٍ فيهِ. النجاةُ من الموتِ سقوطٌ حرٌّ. وكلَّما محونا مسافةً من الحزنِ أيقظتْ العتمةُ فينا سرباً من الغموضِ يطيرُ بنا حيثُ يشاء ويتركنا للسقوطِ الحرِّ ذاتهُ في الهباءْ! أعصرُ وقتي بندمٍ جائرٍ وأُشكِّلُ ميناءً للدهشةِ معلِّقاً السؤالَ القديمَ في الفراغْ. أسوقُ الصباحَ إلى ليلهِ والليلةُ أُمنية الشهيد.

 

 

 

لكِ

 صوتٌ يُرقّصُ سنونوة على جبلٍ وتَدْ. وحزني نيرانٌ من شهقاتٍ حين وجعكِ يردّدُ ترانيمه. يأكلُني صمتُكِ حيناً؛ بلا رأفةٍ كطفلٍ يحشرُ لعبتَهُ في خزانتِهِ ويُهَلِّلُ لانتصارٍ وهميٍّ. خوْخةٌ تتعلّمُ على النضوجِ باكراً تصحو نبضاتُكِ من أحلامها لترتّل مع العصافير تحيّةً لشمسٍ تلمعُ على كفّيكِ وتذكّركِ أنّ رقصةً واحدةً ستجعل الأرض تبكي من فرحِها؛ وتسري في وديانِها أنهارٌ جديدة. تتبخترينَ وتجتذبين سحراً يؤرجحُ أنثوتكِ بحذق:

ثمّة أغنياتٌ اتّخذتْ من صورتِها نشوتها وغابَ صوتُها في الرخامْ. باردٌ لا بحّة فيهِ. ولا بلغتْ سفنُهُ أعماقاً تُشتهى. كذا؛ أصغي إلى نمنمةٍ في كفّكِ وارتدادُ أصابعكِ أيقظَ فيّ هروباً لصراخٍ واضحٍ. تتقنُ تلقيني ربّةُ الإيحاء معناه. أنا الذي أضاعتني المتاهاتُ بحثاً عن راحةِ النشيدْ: أيخدعُ الشكُّ يقينَي أم أنْ لا يقين لروحي؟ هل شوكةُ الحلمِ صحوي في حضنِ الأبدِ أم أني بكِ أُدرك كنهي؟ أيحسبُ عاشقٌ أنّ الوردةَ المتنبّهة لنداها اللامعُ وردة؟ أم يحسبها جنّةٌ مشتهاةْ؟ كذلك. يرقصُ بين الظلالِ وروحُهُ متّقدة بعاشقةٍ تختبئُ خلفَ ابتسامتِها فيما خجلٌ يقفزُ من خديّها أحمرَ كفراشاتٍ تخرجُ من النارِ راقصة أيضاً.

 

 

 

قال

 غريبٌ:

لستُ فكرةً في مرآة؛ وليس للمرايا حياةْ فكوني يا ابنةَ الطبيعةِ طبيعيّةً في الصعودِ إلى المفاتنْ حيثُ التوقُ يفردُ جناحيهِ تائقاً للخلودِ فيكِ فكرةً عن الفكرةْ. وقال؛ حينَ استدارَ إلى غيابهِ:

لا ابتلاعٌ في البكاءِ؛ إنّما انصهارٌ يُشكّلُ تجاوزاً للانفصالْ.

 

 

شاعر فلسطيني يُقيم في غزة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !