لستُنّ كالآخريات
لدينا مشكلة يجهلها من ابتلاه الله بالعصبية والشوفانية المقلوبة رأساً على عقب، تلك المشكلة تتلخص في إيمان الغالبية العظمى بأنهم صفوة الخلق وأن حياتهم وطريقتهم يجب أن تكون مختلفة عن حياة وطريقة الآخرين، بعيداً عن جدلية الأفكار ونتيجتها المُبهمة، ينشط في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فكرة أن نساء وبنات هذه الأرض لسن كنساء وبنات الآخرين! تلك الفكرة عنوانها جميل لكن في طياتها الكثير من تراكمات الفكرة الصحوية! فالصحوة فكرة ذات ظرفِ زماني وثقافي عمرها كان طويلاً مقارنة بما سبقها من أفكار وبالتالي فموت الصحوة كحركة تنظيمية سريه يختلف عن موتها كأفكار فهي كفكرة لم تمت وإن اختفت كحركة ذات تنظيم وفعاليات دعوية وثقافية ، في خطب الصحوة كانت المرأة هي المادة الأساسية وكانت الصورة التي تروجها الصحوة عن المرأة أنهن مختلفات عن نساء الكون ولأنهن كذلك يجب أن يبقين مطيعات لادبيات الصحوة لأنهن مختلفات!
لم تخبرنا الصحوة بمعايير ذلك الاختلاف ولم تُطلعنا عن النقاط التي تختلف فيها المرأة عن بنات جنسها الاخريات سواءً الاوروبيات أو الآسويات!
هناك من اجتهد وقال أن نساء هذه الأرض هُن من نسل الصحابيات وهُن مُنجبات الأبطال الخ الشعارات العاطفية التي لم يجني منها المجتمع أي امرِ مُفيد!
نساء الوطن هن كنساء الآخرين لا يختلفن عن غيرهن فهن يتطلعن للحياة ويستحقين الأفضل وهن قادرات على المساهمة في صناعة المستقبل..
تمييز فئة عن أخرى سلوك غير إنساني والمدح لا يكون بتمرير صورة ذهنية غير صحيحة بل يكون بتسليط الضوء على النماذج الرائعة واتاحة الفرصة وزرع الثقة بشكلِ يخلو من التأطير الذي لن يُقدم أو يؤخر...
هناك من يحاول أن يمسك العصى من المنتصف ويُضيف الخيريه إلى السلوك والأخلاق، تلك الإضافة ليست ميزة فالسلوك والأخلاق خاضع ويخضع للثقافة المجتمعية والتي تتغير بفعل عدة عوامل.
هُن كالأخريات لسن استثناءً ولن يكُنّ مستثنيات من ضرورات الحياة وعلى هذا الأساس يجب أن تكون التربية. .
التعليقات (0)