المذاهب السياسية
من الصعب جدا ان نبرهن علميا على مصداقية وشرعية اي ايديولوجية مطروحة من قبل المذهب أو الحزب , لأن تلك الايديولوجية لا بد ان تعتمد النغمة العاطفية وتكتيكها المحرك للجماهير , وبما يتناسب مع اهداف الحزب وظروف المرحلة فالايديولوجية افكار انتقائية مرقعة ولكن يستسيغها المواطن العادي , تطلقها جماعة الحزب من اجل تحقيق اهدافها وطموحاتها في الصراع على السلطة .
مثلا مصطلح روح الامة لدى هيغل مأخوذ عن فكرة البرهمان الروح الكوني الذي تصطف وتندمج فيه ارواح المؤمنين من البوذيين , اقتبسه هيغل ليصنع منه الحجر الاساس لعقيدة القومية . ايضا التاريخية عند ماركس وكيف صور الحتمية في حركة التاريخ بديلا عن ارادة الله , والمغالطات التي صممها عن مبدأ الجوهرية لأفلاطون أو مبدأ اللادقة لهايزنبرغ . كذلك اعتماد كانط على المعرفة المبنية على التجربة والخبرة فقط فأنتج ان الوعي هو صانع الزمان والمكان وانه لكل منا ربا يصنعه من خلال الوعي الذاتي .
تلك الاراء وان تكن هش هالا انه يغطي على عيوبها اصطباغها بالطابع الاصلاحي أو الثوري التقدمي , والداعي إلى تغييرات اجتماعية بلغة الاسلوب العاطفي أو التضارب مع الاتجاهات الاخرى .
وكثيرا ما تقوم التحزبات بدوافع نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية مثل عداء الفقراء للأغنياء والجهلاء للعلماء والوضيع للشريف , هناك اهواء تتبع واحكام تبتدع ويتولى عليها رجال رجالا , فيؤخذ من الباطل ضغث ومن الحق مثله فيشتبه الناس بها . وتتعاقد عليها مصالح فئوية معينة , ولبوسها يحلل شرعيتها ويزيد من انصارها ومؤيديها , وتندفع فورتها من قناة الغوغاء ويحمل لوائها الاغبياء دعاة إلى التعديل والتغيير , فيسري وباءها بشكل يتناسب مع معاناة الجماهير ومستواها الثقافي . فتعمل الحرب النفسية عملها في غسيل المخ الجماعي , ولابد من تلك الحرب للتأثير في الرأي العام واتجاهاته .
مثلا نجد من خلال دراسة النظام الاستخباري لدى الامويين نكشف عن شن هجوم بالمعلومات على نفسية العلويين وشيعتهم لغرض الحاق الهزيمة المعنوية بهم وعزلهم عن المد الجماهيري . فنشروا الشائعات بأستخدام ايحائي للمعلومات المصطنعة مع دعم ثقافة الخرافة .
التعليقات (0)