مواضيع اليوم

لذة الحياة ما قبل التكنلوجيا

Hola Hamid Osman

2012-12-21 00:06:08

0

 لذة الحياة ما قبل التكنلوجيا و العولمة الحاسوبية...

في الماضي كنا نتوق للكشف عن تكنلوجيا تريحنا من شقاء الإتصالات و الرسائل البريدية,,
و إنتظار وصولها في أسابيع و أحياناً أشهر..
و كثيراً ما حلمنا بطائرة أو قطاراً تقطع أبعد المسافات في ساعات و ليست أيام..
و أضواء تنير المدينة بأجمعها و تجزبنا بجمال ليلها...
و قنوات فضائية تنقل لنا الأخبار و جمال العالم كله...
و وسائل نقل سريعة.. و أطعمة و لباس مستورد...
و أثناء إزدحامنا جداً بتحقيق أحلام المستقبل و طموحاتنا... محينا تماماً ذاك الحاضر الذي كنا نعيشه.. و بتنا نتحدث في كل لحظة مرت علينا عن حياة معيشية سهلة و مستقبلٍ زاهر... 
في الحقيقة أننا الآن رغم إزدياد صعوبة المعيشه و تراكم الأعمال و إنشغالنا الدائم عن عائلتنا و أنفسنا..
إلا أننا حققنا تلك الأحلام و الطموحات و زدنا عليها أشياءً أخرى كثيرة... الحياة باتت سهلة جداً.. عولمة و تكنلوجيا.. سهولة الإتصالات ..و تواصل الإجتماعي .. تناقل الأخبار بسرعة 30 في الثانية.. تطور الإقتصاد و الصناعة و سهولة التسويق...و مع كل هذا التقدم إلا أننا ما زلنا نعيش في جلباب الماضي ..
أو بالأحرى كثير منا يتمني أن " يرجع لزمنه القديم ... حياة سهلة بمعناها تصاحبها راحة بال و الضمير.. حياة الوقت فيها وافر لا تسابق و لا تنافس.. حياة نقتنع بتغلبها علينا و نرضى بإرادة الله فيها و أقدارها.تلك الحياة عندما كان للناس قلوب تحتوي بداخلها الجميع.. تلك الحياة كان للصباح فيها ألوان جميلة و نغمات خاصة و نسمات باردة تداعب الجميع بالتساوي.. و للياليها هدوء جميل و سماء صافية لا تعكرها أدخنة مصانع و لا ضجيج طائرات... و لشمسها أشعة تنسج خيوطاً بنفسجية تنشرها على أرضنا الخضراء.. فتعكس لنا منظر خلاب لا يضاهي في جماله جمال.. أما أرضنا خصوبة ناعمة و تراب ذو رائحة كرائحة مسك رباني ..
للحياة في قديم الزمان لذة خاصة نستطعمها على أطراف ألسنتنا عندما نروي قصصنا مغامراتنا مواقفنا مناسباتنا لأطفالنا.. تلك القصص التي تجعل منا أشخاصاً مهوسون بالماضي ,,حتى اننا نكاد ان نجسدها و نمثلها عبر مسلسلات تاريخية تعرض على شاشة التلفاز ,,, والغريب أن نكون أبطالها نحن.. أبطالاً خلعوا ثوب الماضي و إرتدوا لباساً خشنا أخفاهم من على وجه الأرض و هم أحياء...
هذه الحياة التي نعيشها الآن تسير عجلاتها عكس الطريق .. فهي تجعلنا نشتاق لحياةً تركت بداخلنا شوقاً أضحى من الصعب جداً تحقيقة في هذا الزمان.. 
بالأمس كانت تنقصنا كاميرة توثق لنا ما حولنا ما أشياء لكي لا ننسى مدى السعادة التي إمتلأت قلوبنا بها بأقل الأشياء.. بالأمس كان للفرحة عنوان لا يتوهـ عنه أحد كانت تعتبر كالقوة التي تمنح للشجعان.. فالإبتسامة في تلك الأحوال تعتبر طاقة تمدنا بالشجاعة.. و الحزن في ذاك الزمان عظمةً لا يجهلها طفل صغير.. فإذا أصابت أحداً ما مصيبة تجد جميع أصدقائه أحبائه بجانبه يتقاسمون معه الآلام و الأحزان.. يحملون عنه جزءاً كبيراً من خزائن همومه و ينشرون بداخله فرحة حقيقة يحتاجها الكثيرون منا في هذا الزمن... لم تكن هناك وجوه خادعة خبيثة.. أو قلوب تحمل الحقد و الكره على الأخرين.. لم يرتدي احداً وجوها إصطناعية يدعي من خلالها البراءة... مثل اليوم... 
كل شئ كان على طبيعته و الحقيقة كانت واضحة كالشمس... فأين لنا بزمن مثل ذاك الزمان.. 
زمن يمسك فيه الرجل بكلمته كحد السيف و يوعد لينفذ.. زمن لم تكن نار الفتنة تجرؤ أن تشتعل لبرودة ما يحملونه من ثلج على صدورهم البيضاء... 
أنى لنا بأن نشتري ساعة واحدة فقط ..نعيشها على ذاك الزمان... 
الكثيرون منا ربما تأقلموا جداً على التكنلوجيا و بما أنها سيطرت على العالم كله ,فهي أيضاً سيطرت علينا نحن البشر إذ أصبح الرجل لا يخرج من بيته إلا و معه جهاز إلكتروني إن كان جوال نقال ام حاسوب إلكتروني أو حتى كاميرة... و بعدها يصعد على ناقلة إما سيارة أو باص... و حتى عندما نشتري ونبيع ندفع ثمن حاجاتنا,,,بدون التكنلوجيا لا نفعل شيئاً أبداً في هذا الوقت...
الغريب أننا كنا نعتقد أن هذا التقدم سيمنح الأِشياء من حولنا مزاقاً أجمل من ما هي عليه... أو منظر خلاب من الخارج حتى تسرق أنظار الجميع... نعم لم تقصر أبداً في تحقيقها فالعولمة فعلت أكثر من هذا!!! 

و لكن رغم كل هذا ما زلنا نحن بني البشر نبحث عن الطبيعة الأصلية ... في الحب خاصة و في العمل و الحياة عامة...ما زلنا نشعل الشموع الرومانسية لتحريك عواطفنا و تهيجها .. ما زال العالم يجلس أمام الشاطئ و يداعبه بالأحجار و يغرق كل ما بداخله في أعماق البحر... ما زلنا ننتظر شروق الشمس و هطول الأمطار... حتى نجري تحتها,, أو نستنشق رائحة تراب أوطاننا... أين التكنلوجياً في كل هذه السعادهـ !!! 

للعولمة فضلٌ كبير على ما نحن به اليوم.. كما أن لها فضلٌ أكبر في قتلها إنسانيتنا... و لأنها غطت على ذاتنا دفعت بفطرتنا إلى الإنتحار... أفقدتنا الإحساس بكل شئ جميل ... قللت من قيمة الحب و الكلمات...من قيمتنا نحن ,, و دعت إنسانيتنا و أغلقت عليها دفاتر التاريخ... ما مضى فقط يدون على الدواوين... أو يكتب كسناريو و يمثل مسلسلاً أو فيلماً ... لا أحد يصنع تاريخاً أو يضيف على أرشيفنا تاريخاً أجمل ... يبقى الماضي هو الأجمل في نظر أجدادنا و نظرنا.. برغم الصعوبات التي مروا بها و إنعدام أليات مساعده في المعيشة كان و ظل هو الماضي الجميل و الحاضر المنتظر و الذي لم يأتي بعد. 
تحياتي هوله حامد..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات