لخمة زواج وليام وكاثرين .. على إيه؟
ما هذه اللخمة والزفة الكذابة والجوطة الفارغة التي تسود العالم بسبب زواج الأمير الإنجليزي وليام بصديقته كاثرين؟ ... ولماذا يخصص العرب قنواتهم الفضائية لنقل هذا الحدث الإستعراضي الباهت؟ ...... إذا كان البعض فارغين فلماذا نتابعهم ؛ وكلما دخلوا جحر ضب دخلنا وراءهم فيه؟
الوهم الإنجليزي الساطــع
أمرهم عجيب هؤلاء الإنجليز فكل يوم فتحت فيه عينيك خلال الأسابيع الماضية كنت ترى صورة وليام وكاثرين ؛ أحدهما أو كلاهما تتصدران صفحات الصحف والمجلات العربية والعالمية . وكأنّ اللذان سيتزوجان هما ملك الأرض وأميرة كوكب المريخ ..... أو كأنـّه عرس الشاطر حسن من عذراء البُطـانة.
واضح أنها مسألة حركات وإستثمارات سياحية يضحكون بها على العامة والبسطاء والفقراء ومستجدي النعم الأغنياء على حد سواء ؛ حركات يراد بها الإيهام بأن مجد الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس لا يزال ماثلا ؛ على الرغم من الأفول الذي شهده نجم بريطانيا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية وجعلها تابعا ذليلا يدور في فلك الولايات المتحدة.
زفة مربحة .. سددت التكلفة من التبرعات .. والمقابل رقاع دعوة للمتبرعين من أصحاب الملايين والمليارات
والذي يغيظك أكثر هو تلك السخافات التي تتناثر هنا وهناك بأن هذه الشخصية العربية العامة قد تم الإنعام عليها بالدعوة .... وتلك تم حرمانها من شرف الحضور العظيم .... وذاك لا يزال ينظر في أمر دعوته ؛ وهذا السفير تم تجاهله . وكأني بهم هؤلاء "المنعم عليهم" و "المغضوب عليهم" وقوف أمام باب الرضوان أو الريان أو الفرح وغيرهما من أبواب الجنة الثمانية...... لكنها الدنيا وسخافاتها الضحلة السمجة وقناعاتها التي أصبحت بالمقلوب والشقلوب. ولا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.
العريس والعروسة ... الزواج قبل الدخلة أم بعدها يا عــرب؟
الطريف أن وليام وكيت لا تنتظرهما "ليلة دخلة" عذرية رومانسية مليئة بالدهشة ؛ وتحفها ملائكة الرحمن كتلك التي تنتظر العرسان في العالم العربي والإسلامي على نحو خاص .. فالعريس قد دخل بعروسه قبل عشر سنوات ؛ أو منذ كانا طالبان في الجامعة وذاق عسيلتها وتذوقت عسيلته ..... ولولا الواقي الذكري وحبوب منع الحمل لعنها الله لكانا قد رزقا حتى تاريخه بدستة عيال من أولياء العهود...
إذن ومن هذه الجهة المشار إليها أعلاه ؛ يصبح الزواج المرتقب عبارة عن تحصيل حاصل . ومجرد توثيق كتابي رسمي لا غير لحالة واقعة في ظل قيم ومفاهيم ومثل لا يمكن التباهي بها على عتبات العذرية ومدارج العـفة .. وربما لا يوجد مثلها حاليا سوى في غابات وأدغال أفريقيا التي نقول عنها متخلفة ؛ وننعتهم بالإباحية والحيوانية ، لسبب أن الذكر والأنثى من بني آدم فيهم يدخلان على بعضهما قبل إعلان الزواج بشهور وإلى حين أن تضع المرأة حملها وأوزارها ؛ ثم بعد أن تقضي أربعينها ترسل رقاع الدعوة للحبائب وتقام الأفراح والليالي الملاح بمناسبة عقد القران والزواج الميمون... وهو ما يستدعي التساؤل حول مغزى وأسباب كيل إعلامنا العربي بمكيالين في مجال الأخلاق والقيم والمثل الإجتماعية عند المقارنة والقبول بواقع معاش ما بين بريق أوروبا ومجاهل أفريقيا.
على اية حال ؛ ما كنت أرغب أن أكتب في هذا الموضوع بالذات . لأنني في قرارة نفسي لا أعيره أية إهتمام ولا يمثل بالنسبة لي شيء أو محط إبهار .. ولكن كان لابد في النهاية من التعبير عن سخريتي قبل سخطي على تأثر بعض العرب بهذه البروبوجندا البريطانية. لاسيما وأننا وفي ظل المناخ العربي السائد الآن نسمع هنا وهناك بأن هذا الحاكم لم تتم دعوته ؛ وأن ذلك السفير تم تجاهله ؛ وعلى نحو جعـله البعض في السلطة والمعارضة من الخليج إلى المحيط وبقدرة قادر بمثابة مؤشر سياسي لرضا "المجتمع الدولي" أو سخطه .... وكأننا نحن العرب لا نزال نمارس عشق الإحتلال البريطاني "عادةً سرية" بمزاجنا ومحض إرادتنا وواهم لذتنا دون أن نرغب فكـاكـاً منه.
الأميرة ديــانــا ... أم العريس التي دفعت حياتها لأجل التمتع بعاطفة حقيقية... ثم حذت حذوها سارة فيرجسون
وأقول لكل السفهاء من أصحاب المليارات الذين أتخمهم المال ولكن أتعسهم خواء النفس والروح فذهبوا يتناطحون ويتسابقون ويدفعون الملايين لأجل التشرف بالحصول على رقاع الدعوة .. أقول لهم أنكم واهمون وحضوركم شرفٌ ملؤه الوهم ... وأن عقارب الزمن لن تتوقف لحظة عقد هذا القران الذي لن يقدم ولن يؤخر في مجريات العالم وملامحه أو مصالح البشر ، لاسيما وقد سبقه أكثر من زواج فاشل في هذه العائلة البريطانية الملكية ؛ واكبتها الفضائح الجنسية والخيانات والتعاسة الزوجية والأمراض النفسية . وسلسلة الزيجات المتعددة و"الطلاقات" بالثلاثة الممتدة والمتشابكة في وجود أكثر من عشيقة وعشيق. وتفاصيل هذه الفضائح من الولد والعمة وزوجة الولد قد أزكمت أنوف العالم ولا تزال .. والعقبى حتماً في اللي جايي.
الأميرة الجميلة مارغريت شقيقة الملكة اليزابيث ... سيرتها في دنيا الخمر والعشق والغرام لا تحتاج إلأى إعادة سرد
التعليقات (0)