مواضيع اليوم

لحيتي وأنا.. و الإرهاب!

محمد بلغازي

2009-05-21 11:41:33

0

لحيتي وأنا.. و الإرهاب!

لم أكن أتصور وأنا أطلق العنان للحيتي أنني سأكون عرضة للعديد من النعوث والأوصاف ( دون أن يصل الأمر إلى درجة المضايقة)..ولأنني من صنف البشر المعتدلين جدا والشغوفين جدا بممارسة لعبة الديمقراطية فإنني لم أعر الموضوع اهتماما زائدا عن الحد وإن كانت بعض هذه النعوث قد ذهبت بعيدا في ربط لحيتي بالإرهاب وبتنظيم القاعدة وبن لادن تارة في شكل قفشات وبروح مزاحية وتارة أخرى استفزازا لإثارة الموضوع للنقاش.. وفي كل الأحوال كنت فخورا مزهوا بلحيتي معتزا بربطها بموضوع الساعة رغم أنها مصففة على الطريقة العصرية ! واكتسحها الشيب لتتوشح باللون الرمادي..وبما أنني من ذوي الشعر الكثيف رأسا! فإنني لم أعاني من وفرة الإنتاج وسوء التوزيع!.
في هذا الخضم" اللحوي" انشغلت طيلة رمضان منذ أربع أو خمس سنوات بمتابعة مسلسلين عربيين فقط ... حتى لا أفقد بوصلتي جراء القصف البصري الذي تداهمنا به الفضائيات العربية فاستمتعت بعيون الشعر العربي مع أبي الطيب المتنبي على قناة" أبو ظبي" وامتطيت خيول تحرير بيت المقدس ضمن جيوش صلاح الدين الأيوبي على القناة الثانية المغربية ولم أدر أية صدفة أوقعت بين يدي كتاب" الرأسمال" لكارل ماركس لأتصفح بعض صفحاته بين المسلسلين فأجد نفسي تائها وسط غابات من اللحي وأنا في حضرة سيف الدولة الحمداني أو بين سيف أبي فراس ورمح المتنبي والآخرين.. وطبعا لم تغب عني لحية ماركس وبعض لحي " بروتوكول حكماء صهيون" في مسلسل فارس بلا جواد .لأجد نفسي متعاطفا مع ذاك الذي نظر الأعمى إلى أدبه ومع ذلك الذي ننتظر عودته لتحرير بيت المقدس في حين تبرمت من كارل ماركس ومن شخوص البروتوكول! إلا أن الذي استرعى انتباهي وأثارني هو كثرة اللحي التي حاصرتني طيلة هذا الشهر الكريم خاصة وأنني أنا الآخر صاحب لحية..

أعترف أنني ارتبكت قليلا أو كثيرا لست أدري خاصة وأن السائدهذه الأيام هو ربط اللحية بالارهاب... فهل من المعقول أن يكون سيف الدولة كذلك؟ وصلاح الدين ما فعله كان إرهابا؟ و إذا أسقطنا نفس منطق الساعة( اللحية= الإرهاب) على حامليها الأقدمين فهل يمكن نعث ماركس بالإرهابي؟ وماذا عن عصابة 48؟.
أعودإلى لحيتي التي أطلقت لها العنان فعاينت جراءها قسوة النظرات والتلميحات والتي ذهبت بها التأويلات ا إلى أنني ربما أكون قد" التزمت" ضمن جماعة دينية أو أنني على الأقل بدأت أتعاطف معها.
.هذه اللحية لا علاقة لها بتنظيم القاعدة ولا رأسمال لها تدخره لأيام القحط والجفاف وليست عنوانا لالتزام من أي نوع: و أعترف وأنا في كامل قواي العقلية والسياسية والقومية والحضارية... أعترف بأنني فخور بانتمائي لقبيلة المتنبي قلما وسيفا و لحية وأنني مستعد للإبحار في يم التاريخ العربي لأحط الرحال ضمن عساكر صلاح الدين وأنضم إلى قبائل اللحي المتحدة لتحرير الأرض المقدسة من لحي العتاريس المتوحشة أحفاد حكماء الشر وبروتوكولهم الإرهابي وإذا تعذر ذلك فيما هو آت من الأيام فسأكون مضطرا للتخلص من هذه اللحية لا خوفا من نعثي بالإرهاب أو التزمت وإنما لأنها لم تستحظر نخوة المتنبي وإصرار صلاح الدين وهي تغزو محياي بل سأكون مجبرا على التخلص من ذاتي والانصهار في قوالب العولمة التي تفرض على العالم شفرات حلاقة كل الخصوصيات والدخول في نمطية الرجل الكوني وإلا فالتهمة جاهزة والبوارج جاهزة أيضا وإذا كنت صاحب لحية فيها شيء من المتنبي وقليل من صلاح الدين فانتظر مجيء القوات الأمريكية أما إذا كانت غير ذلك فالأجدر تسليم وجهك لحلاق البيت الأبيض حتى تتجنب القيل والقال وسوء المآل .

محمد بلغازي


لم أكن أتصور وأنا أطلق العنان للحيتي أنني سأكون عرضة للعديد من النعوث والأوصاف ( دون أن يصل الأمر إلى درجة المضايقة)..ولأنني من صنف البشر المعتدلين جدا والشغوفين جدا بممارسة لعبة الديمقراطية فإنني لم أعر الموضوع اهتماما زائدا عن الحد وإن كانت بعض هذه النعوث قد ذهبت بعيدا في ربط لحيتي بالإرهاب وبتنظيم القاعدة وبن لادن تارة في شكل قفشات وبروح مزاحية وتارة أخرى استفزازا لإثارة الموضوع للنقاش.. وفي كل الأحوال كنت فخورا مزهوا بلحيتي معتزا بربطها بموضوع الساعة رغم أنها مصففة على الطريقة العصرية ! واكتسحها الشيب لتتوشح باللون الرمادي..وبما أنني من ذوي الشعر الكثيف رأسا! فإنني لم أعاني من وفرة الإنتاج وسوء التوزيع!.
في هذا الخضم" اللحوي" انشغلت طيلة رمضان منذ أربع أو خمس سنوات بمتابعة مسلسلين عربيين فقط ... حتى لا أفقد بوصلتي جراء القصف البصري الذي تداهمنا به الفضائيات العربية فاستمتعت بعيون الشعر العربي مع أبي الطيب المتنبي على قناة" أبو ظبي" وامتطيت خيول تحرير بيت المقدس ضمن جيوش صلاح الدين الأيوبي على القناة الثانية المغربية ولم أدر أية صدفة أوقعت بين يدي كتاب" الرأسمال" لكارل ماركس لأتصفح بعض صفحاته بين المسلسلين فأجد نفسي تائها وسط غابات من اللحي وأنا في حضرة سيف الدولة الحمداني أو بين سيف أبي فراس ورمح المتنبي والآخرين.. وطبعا لم تغب عني لحية ماركس وبعض لحي " بروتوكول حكماء صهيون" في مسلسل فارس بلا جواد .لأجد نفسي متعاطفا مع ذاك الذي نظر الأعمى إلى أدبه ومع ذلك الذي ننتظر عودته لتحرير بيت المقدس في حين تبرمت من كارل ماركس ومن شخوص البروتوكول! إلا أن الذي استرعى انتباهي وأثارني هو كثرة اللحي التي حاصرتني طيلة هذا الشهر الكريم خاصة وأنني أنا الآخر صاحب لحية..

أعترف أنني ارتبكت قليلا أو كثيرا لست أدري خاصة وأن السائدهذه الأيام هو ربط اللحية بالارهاب... فهل من المعقول أن يكون سيف الدولة كذلك؟ وصلاح الدين ما فعله كان إرهابا؟ و إذا أسقطنا نفس منطق الساعة( اللحية= الإرهاب) على حامليها الأقدمين فهل يمكن نعث ماركس بالإرهابي؟ وماذا عن عصابة 48؟.
أعودإلى لحيتي التي أطلقت لها العنان فعاينت جراءها قسوة النظرات والتلميحات والتي ذهبت بها التأويلات ا إلى أنني ربما أكون قد" التزمت" ضمن جماعة دينية أو أنني على الأقل بدأت أتعاطف معها.
.هذه اللحية لا علاقة لها بتنظيم القاعدة ولا رأسمال لها تدخره لأيام القحط والجفاف وليست عنوانا لالتزام من أي نوع: و أعترف وأنا في كامل قواي العقلية والسياسية والقومية والحضارية... أعترف بأنني فخور بانتمائي لقبيلة المتنبي قلما وسيفا و لحية وأنني مستعد للإبحار في يم التاريخ العربي لأحط الرحال ضمن عساكر صلاح الدين وأنضم إلى قبائل اللحي المتحدة لتحرير الأرض المقدسة من لحي العتاريس المتوحشة أحفاد حكماء الشر وبروتوكولهم الإرهابي وإذا تعذر ذلك فيما هو آت من الأيام فسأكون مضطرا للتخلص من هذه اللحية لا خوفا من نعثي بالإرهاب أو التزمت وإنما لأنها لم تستحظر نخوة المتنبي وإصرار صلاح الدين وهي تغزو محياي بل سأكون مجبرا على التخلص من ذاتي والانصهار في قوالب العولمة التي تفرض على العالم شفرات حلاقة كل الخصوصيات والدخول في نمطية الرجل الكوني وإلا فالتهمة جاهزة والبوارج جاهزة أيضا وإذا كنت صاحب لحية فيها شيء من المتنبي وقليل من صلاح الدين فانتظر مجيء القوات الأمريكية أما إذا كانت غير ذلك فالأجدر تسليم وجهك لحلاق البيت الأبيض حتى تتجنب القيل والقال وسوء المآل .

محمد بلغازي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !