مواضيع اليوم

لحوم مسمومة

Riyad .

2016-02-02 18:49:37

0

لحوم مسمومة

 أختلف العلماء في نسبة تلك العبارة فمنهم من قال أن أول من ذكرها أبن عساكر في كتابة " تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى الأشعري " ولم يقف الخلاف عند ذلك فقد أختلف المحققين والباحثين في نسبة ذلك الكتاب أهو لأبن عساكر أم لغيره فلا يوجد قولٌ صائب يحسم المسألة سوى أن لحوم العلماء مسمومة والمقصود بالعلماء هنا علماء الشريعة والدين .

 الفتوى في حقيقتها رأي ثقافي معرض للقبول والرد والنقاش والتصحيح والمراجعة , لكن تلك الحقيقة تصطدم بمقولة لحوم العلماء مسمومة , العلماء ومن لف لفيفهم من الوعاظ والدعاة وبائعي الوهم ممن يتخذ الدين مطية لتحقيق غايات دنيوية ليسوا بمعصومين وليسوا فوق النقد فهم بشر في النهاية , جميع البشر لحومهم مسمومة بلا استثناء إذا رٌموا بالبٌهتان واضطهدوا وحرموا من حقوقهم وأٌحيطوا بسياج لا أصل له , لحوم العلماء مسمومة تعني وضع العلماء والمتدينين بسلة التقسيم الطبقي وتعني التحصين والقٌدسية فالتعرض لتلك الشخصيات بالنقد البناء والرد العلمي والمحاورة الدقيقة والاعتراض على الآراء والمواقف يعني الهلاك والموت فاللحوم مسمومة ومن أقترب منها مات مسموماً والعياذ بالله من تلك النهاية  !

لا يوجد مٌبرر يٌبرر بقاء تلك العبارة وغيرها من عبارات التقديس متداولة في أوساط المجتمعات التي تهرب من مشاكلها باتجاه الوعظ وتدس رأسها بالتراب وتخاف من تعددية الآراء والأقوال , بقاء تلك العبارة وتداولها تعني محاربة التعددية وتعني التحصين والتقديس وتعني تحول المجتمعات من مجتمعات إنسانية متفاعلة إلى مجتمعات جاهلة مٌغيبة تسير كقطيع الأنعام لا رأي لها ولا حرية اختيار , هناك أقوالٌ لا يمكن الاعتراض عليها "رأي بٌني على نص واضح وصريح " أما الأقوال المٌعبرة والناجمة عن الفهم والتحليل الشخصي فهي ليست بمنأى عن الاعتراض والأخذ والرد والبحث عن غيرها , العلماء ومن في حكمهم كغيرهم يحق لهم التعبير عما يكنونه بأنفسهم لكن يجب عليهم أن يكونوا إنسانيون في طرحهم يقدمون أرائهم على أنها أراء وليست نصوصاً قطعية , من يستخدم عبارة لحوم العلماء مسمومة إما أنه جاهلٌ لا يٌدرك أبعاد تلك الكلمة على عقله وحريته ودينه القيمة الإنسانية الكٌبرى أو أنه يٌقدس الأقوال وأصحابها لهوى في نفسه ولعدم إيمانه بحريته وحريات الآخرين فعبارة مسمومة تعني التحصين وعدم الاقتراب والموت والهلاك لمن أقترب بالنقد والتعريض والمناقشة والرد والكشف عما هو مسكوت عنه !.. 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات