علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
انشغل الرأي العام المصري هذه الايام بمحاكمة قصابين اعترفا امام محكمة الجيزة في القاهرة ببيعهما لحوم الحمير والحيوانات النافقة بسعر خمسة جنيهات (اقل من دولار) للكيلو غرام الواحد وان تعاملاتهما امتدت الى المطاعم الشهيرة والفنادق الكبرى وقد حققا ارباحاً طائلة ! والاغرب من ذلك اشارتهما الى انهما يشعران بالرضا وراحة الضمير عندما يريان السعادة على وجوه زبائنهما الفقراء وهم يأكلون اللحوم ! بعد قراءتي للتقرير الخاص بهذه القضية تذكرت احد زملاء المهنة الذي ذكر انه على مدار سنة كان يأكل كباباً طيب المذاق ورخيص الثمن في احد المطاعم البغدادية الشعبية لكنه اكتشف بعد اغلاق المطعم ان صاحبه كان يستخدم لحوم الحمير وحين احضر الورقة والقلم وقام بحسبة بسيطة وجد انه تناول ما يعادل حمارا ونصف حمار خلال سنة! ولم يذكر صاحب هذه الحادثة أثر اكل كباب الحمير على تفكيره وعواطفه واسباب شرود ذهنه لكن علماء الاخلاق يشيرون الى تأثير الغذاء على تفكير الانسان وعواطفه وسلوكه وهذا واضح ولايحتاج الى ادلة فبالتجربة يمكن اكتشاف تأثير الادمان على اكل الباذنجان فيصير التفكير باذنجانياً او اكل الجبن فيصير الاكل في الهزيمة كالغزال ! وانتبهت الى مايأكله العراقيون من لحوم متداولة في الاسواق على اساس انها اماراتية وهندية وامريكية وبرازيلية فصدمتني روائحها غير الزكية ورحت اضرب اخماساً باسداس بشأن نوعيتها ومدى صلاحيتها للاستهلاك خاصة ان قسماً منها قد عولج بمثرمة دقيقة فلا يرى منه الا الاحمرار .. اقول اخشى ان يكون سبب تصاعد العنف عندنا هو تناول اللحوم غير الخاضعة للضوابط الشرعية والقانونية الامر الذي يجعل المرء مضطراً الى ان يكون نباتياً مسالماً ينتهي به الامر الى ان يكون نحيلاً كعود البخور الهندي طبعاً ! ولاحل غير هذا فحين يغيب (ضمير) المستورد يحضر (حمير) القصاب!
التعليقات (0)