علي جبار عطية
الأربعاء 07-11-2012
اتاحت لنا عطلة العيد فرصة للتنقل بين المحافظات اما لزيارة الاقارب واما للسياحة والاستجمام وبرزت عندنا مشكلة الطعام في اثناء السفر وذلك لورود شائعات وحكايات تتحدث عن اكتشاف غش في تسويق اللحوم وضخها الى المطاعم وقيل ان لحوماً للحمير تقطع ثم تفرم وتضاف الى لحوم العجول لتشوى ككباب مما يفسر سر كثرة (الصفنات) لدى الكثير من العراقيين!
وتخلصاً من هذه الاشكالات يلجأ المسافرون الى طلب الدجاج المشوي على اساس انه لايمكن تحويل الحمار الى دجاجة كما لايمكن تحويل بليد الاحساس الى شخص رقيق المشاعر مثلما لايمكن تحويل المرأة المشاكسة الى امرأة حالمة!
ولابد من ثمن ! وهكذا ارتفعت اسعار لحوم الدجاج في المطاعم حتى وصل سعر الدجاجة المشوية في النجف الى (16) الف دينار عراقي مع المقبلات طبعاً!
وعمد بعض اصحاب المطاعم الى حيلة يصطادون بها الزبائن الغافلين وهي بعد ان يجلب اليك الدجاجة المشوية التي طلبتها يتبع ذلك بسؤال يبدو بريئاً : هل تريد رزاً ؟ فاذا انطلت عليك الحيلة وقلت (بلى) تأتيك الفاتورة باضافة سبعة الاف دينار الى سعر الدجاجة!
وهذا يدل على غياب الشفافية ليس في رواتب ذوي الدرجات الخاصة فحسب بل حتى بين أصحاب المطاعم خاصة في المناطق المقدسة فضلا عن ضعف الرقابة الحكومية فلو كانت هناك لوائح واضحة للاسعار كأسعار كشفيات عيادات الاطباء لعرف الزبون رأسه من رجليه ولما اضطر الى افراغ ما في جيبه من السيولة النقدية ثم القاء اللوم على مدرسة آكلي اللحوم مع الثناء طبعاً على أبي العلاء المعري وكل من يتبنى الفلسفة النباتية فيحرم نفسه من لحوم الحمير ذات الرائحة الزكية مشيداً باصرار بعضهم على تناول الفلافل والبيض المشوي في الحضر والسفر تيمناً بالمثل الشهير الذي يقول (رب اكلة منعت اكلات) متمنين ان تكون مطاعمنا سخية على زبائنها فتعطيهم المقبلات مجاناً كما تعلن بلافتات عريضة حتى لو لم يتناول الزبون وجبة!
التعليقات (0)