علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــ
الدنيا مازالت بخير…
ذلك ما لمسته بيدي قبل عيد الأضحى عند دكان القصاب.. اذ طلبت منه ان يشوي لي كبابا فأعطاني موعداً هو نصف ساعة فلما جئته في الموعد اعتذر مني وقال: لا استطيع ان اعطيك ما طلبته لأن اللحم فيه رائحة نفط! واعطاني عينة مشوية منه!
ثم قام باغلاق محله والمطعم الذي يمتلكه وذهب.
فوقعت بين حيص وبيص وتداركت الأمر واشتريت دجاجة مشوية لكي لا أعود خالي الوفاض بل اعود بدجاجة مشوية!.
وفي اليوم التالي اصررت على المرور على صاحبي القصاب وطلبت منه التفاصيل: قال لي: لقد اكتشفت ان لحم العجل الذي اشتريته من علوة الشعلة كله فيه رائحة النفط ويبدو ان العجل القتيل كان قد شرب نفطاً قبل ذبحه فاختلط مع لحمه ولما فحصت بقية الأجزاء وجدت النفط قد سرى الى بقية جسمه ولتجنب القاء الاتهامات القيت اللحم كله والذي تبلغ قيمته نحو خمس مئة الف دينار في المزبلة!.
واضاف: لقد رآني احد الأصدقاء وأنا اغلق المحل فدعاني الى وجبة سمك على كورنيش الكاظمية وبعد ان انتهينا من تناول تلك الأكلة العراقية اللذيذة فاجأني بأن اخرج رزمة من فئة الأوراق النقدية الكبيرة ورجاني ان اخذ منها ما اريده لكني قابلت كرمه المفرط بالشكر وقلت له: أعد مالك الى جيبك فعندي خير كثير.
وأردف وهو يلتفت الي: لقد بدأت حياتي عصامياً وكنت لا امتلك اجرة نقلي الى كربلاء كل خميس وكان خالي يمتلك ثلاثة محال ولم يساعدني بشيء لكن بفضل اصراري على الاستقامة اصبح لدي هذا المحل وهذا المطعم بينما صار جيب خالي خالياً وخسر كل شيء وهو الآن يعاني من توفير قوت يومه!!.
اعجبتني صراحة هذا القصاب وعددت ما قاله رسالة لي لأنه عقب على خسارته بالقول: هذه مجرد غرزة ابرة بالنسبة لي اشكر الله واحمده عليها..!.
أقول: وصلت الرسالة لي لأني حزنت على سقوطي في الوحل بعد آخر مطرة وانكسرت ساعتي وعطب هاتفي النقال والمفروض الآ أحزن واحل مشكلتي بتناول سمكة مسقوفة!.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)