لحظة من فضلكم
ترتيب أولوياتي كان دائماً هو إسقاط أيديولوجية الإخوان في الشارع، ثم إسقاطهم من على كراسي الحكم، ومحاولة قلب هذا الترتيب جري وراء سراب إن تحقق ستكون الكارثة القادمة لا تقل كثيراً عن الكارثة الحالية. . ثمة شواهد كثيرة تجبرني على الثبات على هذا الموقف، وتمنعني من الانجراف وراء حماسة التخلص سريعاً من الكابوس الراهن. . عفواً يا سادة، لست معكم ولست منكم!!. . لن أنزل يوم 30 يونيو لأشارك في فعاليات يجني ثمارها فلول اليسارجية والعروبجية الذين احترفوا اللعب على كل الحبال، والذين هم أساس وقوع الشعب المصري فريسة لفكر منكفئ على ذاته كاره للحياة. . لن أكرر خطيئة خروجي في هوجة يناير ومشاركتي فيها. . إلى هنا وكفى!!. . ربما يكون التراجع عن المواقف بمثابة انتحار أدبي، لكنني أفضل هذا الانتحار على اعادة اقتراف ذات خطيئتي في 25 يناير، يوم ساهمت في ثورة يتصدر مسيرتها ذئاب الظلام، أو هؤلاء الذين لا يقلون ظلامية من عينة حمدين الصباحي وخالد يوسف وابراهيم عيسى وعمرو حمزاوي. . . . . إلخ.
لا أرى ثمة فائدة ترجى من شعب لا يوجد فيه من يجرؤ أن "يقول للغولة عينك حمرا"!!. . العلمانية الليبرالية هي شاطئ النجاة، وإذا كان التوجه إليها غير متاح الآن في مصر، فلابأس من أن نرزح فيما نحن فيه أو في أمثاله، حتى تتيسر لنا استقامة التوجه إلى حيث ينبغي أن نمضي. . على طريق د. فرج فودة أنا سائر، راجياً أن أستحق أن ألقى ذات مصيره.
كمال غبريال
التعليقات (0)