دوام الحال من المحال...سمة الحياة التغيير فكل شيء سوف يزول بعد حين ولن تبقى الدنيا متوقفة عند لحظة من الزمن لأن التجدد هو الذي يضمن بقاء الكون مع فناء المكونات وخاصة الأحياء منها ....إنك ترى عوامل التعرية تنحت الصخر عبر العصور والأنهار تجري دون توقف ...والكائنات تولد ثم تكبر ثم تموت ...ولو بقيت ما وسعتها الأرض!! ونحن نولد ونعيش زمنا تحدده الآجال ونعيش خلال حياتنا أحداثا لا تتكرر ولا تنتهي بنهاية جيل ولا بنهاية حقبة بعينها ولكنها سلسلة لا بداية ولا نهاية لها إلا أن يشاء الله ويرث الأرض ومن عليها !! واذكر ما مر عليك من سنين حياتك وأحداثها تجد أن حياتك متفردة في أحداثها فلا تماثلها حياة غيرك بل تشابهها أو تختلف كثيرا عنها !! وإذا فالدنيا عبارة عن قصص مختلفة متعددة بعدد الناس متشابكة بأفرادها وكل مجموعة من الناس ترتبط في حياتها دون أي ترتيب منها فهي حياة مقدرة لا سبيل إلى تغييرها بإرادة الإنسان ....أنت تقابل عددا من الناس تعيش معهم ولا ترى غيرهم ومهما كان عددهم كبيرا فإنهم لا يزيدون عن بضعة مئات أو آلاف وتنشأ بينك وبينهم علاقات نسب ومصاهرة وصداقة وحب وقرب وجفاء وعداء وكل أنواع العلاقات البشرية ...أما سؤالك عن زمن كان قبلك أو يكون بعدك فهو تكرار لبحث أجراه غيرك سابقا أو يجريه لاحقا لكنه لا يختلف عما تراه بعينك مع اختلاف الأشخاص ...وما يريده الحالمون بمعرفة التاريخ السابق أو القادم ضرب من طلب المستحيل !! فهل تستطيع التحدث إلى من مات؟ لقد ذهب عنك أقرب الناس ولن يعود ولن ترى من القادم في زمن بعدك أحدا من أحفادك ولن تعرف ما يحل بهم ولا ما يصيرون إليه أو عليه!! كم نحن محدودون ومحاصرون في بقعة من الأرض وفي فترة من الزمن !! ربما نقرأ من التاريخ بعض ما حدث فيه فهل سألت نفسك ماذا في الأمس ما لا يكون في الغد؟ وماذا رأيت يختلف عما سمعت وقرأت؟ الأيام تتشابه والأحداث كذلك ولكنها لا تتطابق .... قصص تتكرر وأرقام تحيا وتموت وكائنات تولد وأخرى تفنى ومحاصيل تزرع وتؤكل وأرض تنقص من أطرافها وبحار تموج بكائنات وشوارع تغص بالبشر وأحشاء تخرج الحي وأرض تبلع الميت وأعمال صالحة وأخرى سيئة وكل ذلك لا تنتبه له ولا تفكر فيه حتى يغلفك الغد بغلاف الفناء أو بالأحرى بغلاف البقاء في أرض أخرى لا تعرفها وسماء غير التي تراها
التعليقات (0)