لحظة القبض على غباغبو
أخيرا تم القبض على "رولان غباغبو" الرئيس العاجي الخاسر في إنتخابات نوفمبر 2010م . وجرى أسره في داخل مقر إقامته بفندق نادي الجولف السياحي في العاصمة الإقتصادية العاجية (أبيدجان) ... ونعيد للأذهان أن الرئيس السابق "رولان غباغبو" قد رفض الإذعان لنتيجة الإنتخابات التي أشرفت عليها هيئة الأمم المتحدة وجاءت نتيجتها لمصلحة منافسه المسلم "الحسن وتارا" . علما بأن أغلبية شعب ساحل العاج هم من المسلمين ولكن ظلت تحكمهم أقلية مسيحية هشة أفلح الإستعمار الفرنسي وكنيسته في زمان سابق بتصعيدها سياسيا وإقتصاديا بعد تحويلها من الإسلام إلى المسيحية ع، بر توفير الرعاية الصحية والتعليم المجاني داخل الكنائس التي تم تشييدها على حساب الشعب العاجي المسلم وتحت أسنة رماح القوات الفرنسية الغازية التي كانت تمتص دمائه من خلال إحتلالها الجائر لأرضه ذات المحاصيل الزراعية المتعددة وأهمها البن والكاكاو.
موقع ساحل العاج على الخارطة الأفريقية
يبلغ سكان ساحل العاج 21 مليون نسمة تقريبا وعاصمتها السياسية إسمها موسوكرو والإقتصادية أبيدجان التي كانت سابقا عاصمتها السياسية وتبلغ مساحة الدولة 322,462 كيلومتر مريع .نالت إستقلالها عام 1960 من فرنسا ويعيش ربع سكانها تحت خط الفقر بمعدل دخل يبلغ دولار واحد وربع الدولار يوميا. وتعيش فيها جالية لبنانية مسيحية (من الطائفة المارونية) كبيرة تعمل في مجال الزراعة. وتعتبر همزة الوصل بين ساحل العاج والأسواق الفرنسية. علما بأن الطائفة المارونية الأقلية هي الطائفة العاجية التي تحكم ساحل العاج وتتحكم في إقتصاده ومفاصله المالية بدعم من فرنسا وينتمي إليها الرئيس غباغبو.
يلاحظ أن مسمى ساحل العاج كان إسما عربي الأصل . أطلقه عليها التجار المسلمون الذين كانوا أول من وصل إلى بلدان غرب أفريقيا ونشروا وسط شعوبها نعمة الإسلام دون إحتلال أو حرب ... ثم جاء الإحتلال الفرنسي في العصور الحديثة خلال عام 1835م ليستغل الأرض والبشر لمصلحته الخاصة ولأجل رفاهيته وحده . وقد تماهت معه تلك الطبقة التي تحولت بفعل ضغوط الكنيسة من الإسلام إلى المسيحية ونطقت باللغة الفرنسية وعملت على محو اللغة العربية من أذهان وألسنة الشعب . ثم إمتد سعيها حتى أفلحت في تغيير مسمى البلاد ليكون فرنسيا فجعلته "كوت دي فوار". وفرضت هذه التسمية بالقوة (على الطريقة الفرنسية المعهودة) بحيث تتم محاكمة كل من لا ينصاع لهذا المسمى في الداخل . وترسل الإحتجاجات الرسمية لكل دولة أجنبية لا تتعامل به . ويتم مقاطعة كل شركة لا تكتبه في مراسلاتها عوضا عن مسمى ساحل العاج.
رولان غباغبو أيام كان في السلطة خلال إحتفال وهمي مع حاشيته بفوزه الكاذب في إنتخابات نوفمبر 2010م ..... هيبة المنصب وغرور الجالس على الكرسي الرئاسي ..... ولكن وكما يقول المثل السوداني (الدنيا ما دَوّامَــهْ) .. أي بمعنى أن الدنيا لا تدوم على حال واحد ولأجل ذلك فلنتحاشى الغرور
رولان غباغبو بعد القبض عليه داخل حجرة نومه في فندق ملعب الغولف يرتعد خوفا هو وزوجته ..... زالت هالات الرئاسة وهيبتها بأسرع ما يكون ولم يتبقى منها سوى هذا الإنسان المتواضع المرتجف والمرتعد خوفا على حياته .... هناك قيادات تصنعها المناصب الزائلة وهناك قيادات يصنعون المناصب ..... اللهم لا شماتة ولكن الهدف ضرب الأمثال وإتيان العبر لكل مغرور بالسلطة.
بعض أتباع الرئيس المخلوع رولان غباغبو يرتعدون خوفا بعد إخراجهم مطرودين شر طردة من فندق ملعب الغولف الذي كانوا يقيمون فيه إلى جواره وينعمون بالأكل والشرب على حساب دافع الضرائب العاجي ... ذهب الراس وتاهت الذيول.
جندي من أتباع الرئيس الشرعي "الحسن وتارا" يسجد لله (على الطريقة المصرية) على أرضية بهو فندق انادي الغولف معبرا عن فرحته بعد سماعه خبر القبض على غباغبو ..... يجهد المسلمون أنفسهم دائما في تعليم غيرهم أن الشكر لا يكون إلا لله وأن الخوف لا يكون إلا من الله.
مواطن عاجي شاب يحمل علم بلاده ليعبر عن فرحته بنبأ القبض على رولان غباغبو
منظر من سواحل ساحل العاج حيث الطبيعة البكر الخلابة المطلة على المحيط الأطلسي
فندق سياحي في مدينة أبيدجان
صلاة العيد في مسجد أبيدجان بساحل العاج ..... حاول الفرنسيون المستحيل كي يغير الشعب العاجي ديانته ولكن هيهــــات فحلاوة الإسلام لا تعدلها حلاوة .
منتخب ساحل العاج لكرة القدم الذي يلقب بمنتخب الأفيال .. تأهل لنهائيات كاس العالم التي أقيمت مؤخرا (2010م) في جنوب أفريقيا
التعليقات (0)