تذكرْتُكِ حلمًا طفوليًا ، يا امرأة تسومينَ العذاب ، وتحتسينَ الدمعَ بينكِ وبين نفسكِ ..
تذكرْتُكِ رمحًا يتسللُ إلى الأحشاءِ في غفلةٍ من الشمس ، كأنكِ شعاعٌ منها .. تنامين ، وتأكلين ، وتشربين .. وحينما يقترب المطرُ ، تهبُّ الريحُ العاتية لتجرفَ الغيمَ ، وتجرفَ الأمل ..
تذكرتُكِ حينما تتنهدين ، وفي العينين آهاتُ جيلٍ مكسور ، سحقتْه الأقدام ، فظلّ ينازعُ البقاءَ ، وينازعُهُ البقاءُ ..
تذكرتك يا امرأة ، تسكنُ جسدَها آلامُ المخاض ، وآلامُ الأحبّة ، وآلامُ الدرب ، وآلامُ الأمة ..
تذكرتك ، وأنتِ تتنعمين بلسانكِ ، مؤكدةً ذلك بكلِّ أدوات التوكيد ..
ثم ، وعقبَ نداءٍ خافتٍ تسمعينَه ، تنقلِبُ وظيفة المؤكدات من النفي إلى الإثبات ، وتبتدئ دورةٌ جديدةٌ ، يكونُ خط مسارها بين العينين والشفتين ..
آه ، يا حبيبة ً ينامُ الحبُّ في أحضانها ..
أتذكرين ؟؟ .. أم صارت الذكرى أسمالا بالية على جسد الأيام
؟؟
تمرّين بها في ليلةِ شتاءٍ ، فيزوغ البصرُ منكِ عنها ، إذ ما عادت الذكرى سوى مؤشر يمتدُّ بين البُعد والبُعد في فضاء الكون ..
آه لو تدرين أنَّ دروبَ الصمت ، ما كانت إلا كفنا نرتديه ، ونتمدّد في حفرة ، تسمى " قبرًا"..
انزرعْتُ في العينين ، ومنهما إلى القلب .. ثم انزرعْتِ في العينين ومنهما إلى القلب ..
ثم اقتُلعْتُ من العينين ، وبقِيْتُ في القلب .. وبقيتِ في العينين وفي القلب .. فحَقَّ بذلك أن نقفَ في المحراب ، عابدَيْن خاشعَيْن ، نرتشفُ من مَعِين الخلود ، ونعيش الأمسَ في اليوم من أجل الغد ..
فيكِ أقتلُ نفسي ، أستبيحُ الصدَّ ، وأمزّقُ عُرْيَ الصدر بين النهد وأخيه .. أحملُ المشعلَ ، أنيرُ المَجاهِلَ ، وأتسلّق جبالا مكتنزة ، تزحفُ خلفي أوصالٌ ما اجتزأتْ عني ، ثم أتمدّدُ ، أتمرّغ ، أحلمُ ، تحلمين .. أعيشُ فيكِ .. لكِ .. معكِ ..
أقرأ في الكتاب المفتوح أنشودةً صارتْ وقودًا في المَشاعل .. فتزمجرُ النارُ ، وتزأرُ أسَدًا عضّه نابُ الجوع ، بعد طول سَقم ..
لأنَّ البشرية كلها حبيبةٌ له ، كان يموتُ في النهار ، لتعودَ إليه الحياةُ في الليل ، ثم ليعاودَ بعده الموت ، والحياة ثانية ..
هل تذكرين حبيبتي ، منْ أضاءَكِ شمعةً في عيد اللقاء ؟؟..
أوَلمْ نكنْ مشروعَ حبٍّ ناجح ؟؟!!
سيدتي .. كوني ما تكونين ..
فالعارُ أن نعيشَ وَهْمَ الحبِّ في عصر الحب ..
التعليقات (0)