مواضيع اليوم

لحظات من دفاتر العشق

يوسف رشيد

2010-06-19 17:06:13

0

تذكرْتُكِ حلمًا طفوليًا ، يا امرأة تسومينَ العذاب ، وتحتسينَ الدمعَ بينكِ وبين نفسكِ ..
تذكرْتُكِ رمحًا يتسللُ إلى الأحشاءِ في غفلةٍ من الشمس ، كأنكِ شعاعٌ منها .. تنامين ، وتأكلين ، وتشربين .. وحينما يقترب المطرُ ، تهبُّ الريحُ العاتية لتجرفَ الغيمَ ، وتجرفَ الأمل ..
تذكرتُكِ حينما تتنهدين ، وفي العينين آهاتُ جيلٍ مكسور ، سحقتْه الأقدام ، فظلّ ينازعُ البقاءَ ، وينازعُهُ البقاءُ ..
تذكرتك يا امرأة ، تسكنُ جسدَها آلامُ المخاض ، وآلامُ الأحبّة ، وآلامُ الدرب ، وآلامُ الأمة ..
تذكرتك ، وأنتِ تتنعمين بلسانكِ ، مؤكدةً ذلك بكلِّ أدوات التوكيد ..
ثم ، وعقبَ نداءٍ خافتٍ تسمعينَه ، تنقلِبُ وظيفة المؤكدات من النفي إلى الإثبات ، وتبتدئ دورةٌ جديدةٌ ، يكونُ خط مسارها بين العينين والشفتين ..
آه ، يا حبيبة ً ينامُ الحبُّ في أحضانها ..
أتذكرين ؟؟ .. أم صارت الذكرى أسمالا بالية على جسد الأيام
؟؟
تمرّين بها في ليلةِ شتاءٍ ، فيزوغ البصرُ منكِ عنها ، إذ ما عادت الذكرى سوى مؤشر يمتدُّ بين البُعد والبُعد في فضاء الكون ..
آه لو تدرين أنَّ دروبَ الصمت ، ما كانت إلا كفنا نرتديه ، ونتمدّد في حفرة ، تسمى " قبرًا"..


انزرعْتُ في العينين ، ومنهما إلى القلب .. ثم انزرعْتِ في العينين ومنهما إلى القلب ..
ثم اقتُلعْتُ من العينين ، وبقِيْتُ في القلب .. وبقيتِ في العينين وفي القلب .. فحَقَّ بذلك أن نقفَ في المحراب ، عابدَيْن خاشعَيْن ، نرتشفُ من مَعِين الخلود ، ونعيش الأمسَ في اليوم من أجل الغد ..


فيكِ أقتلُ نفسي ، أستبيحُ الصدَّ ، وأمزّقُ عُرْيَ الصدر بين النهد وأخيه .. أحملُ المشعلَ ، أنيرُ المَجاهِلَ ، وأتسلّق جبالا مكتنزة ، تزحفُ خلفي أوصالٌ ما اجتزأتْ عني ، ثم أتمدّدُ ، أتمرّغ ، أحلمُ ، تحلمين .. أعيشُ فيكِ .. لكِ .. معكِ ..
أقرأ في الكتاب المفتوح أنشودةً صارتْ وقودًا في المَشاعل .. فتزمجرُ النارُ ، وتزأرُ أسَدًا عضّه نابُ الجوع ، بعد طول سَقم ..

لأنَّ البشرية كلها حبيبةٌ له ، كان يموتُ في النهار ، لتعودَ إليه الحياةُ في الليل ، ثم ليعاودَ بعده الموت ، والحياة ثانية ..


هل تذكرين حبيبتي ، منْ أضاءَكِ شمعةً في عيد اللقاء ؟؟..
أوَلمْ نكنْ مشروعَ حبٍّ ناجح ؟؟!!
سيدتي .. كوني ما تكونين ..
فالعارُ أن نعيشَ وَهْمَ الحبِّ في عصر الحب ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !