مواضيع اليوم

لحظات تأمل

mohamed abdalalim

2010-06-09 20:20:43

0

لحظات تأمّـل

أنا لست من الملتزمين الالتزام الكامل بالدين الذي نستقيه من الكتاب و السنة النبوية ، و لا أقولها فخراً أو عزاً و إنما أقولها بعبارات يخالطها الأسى عن ما مضى و السعي لتدارك ماهو آت . كنت في حالة خلاء مع نفسي فبدأت استرجع شريط حياتي ، و مرّواً علي ّزملاء دراسة و زملاء علاقات اجتماعية و نحوهـ ممن توفّاهم الله و اخذ أمانته .

أصبحت في مرحلة تفكير عميق جداً و حتى لا يتغلب شيطان فكري و هواي على حقائق عشتها بدأت أحدد الأسماء في مخيّلتي .. و أتذكرها جيّداً .

مر علي زميلي الغالي ناصر "رحمه الله" الذي كان في الصف الثاني المتوسط حينها . كنت ألتقي فيه كثيرا ً و خصوصاً خارج المدرسة ، كان على الرغم من وزنه الزائد " رحمه الله " إلا أنّه مولّع في كرة القدم و في نادي الهلال . كان يحب أن يلبس فانيلة نادي الهلال رقم "15" و كان ينادي نفسه بـ " يوسف الثنيان " حينمت كنّا نلعب في الحارة . في رمضان من نفس السنة عندما كان في الصف الثاني متوسط ألتقيت فيه مره واحده .. و على ما اعتقد كان في الأيام الأخيرة من رمضان وقت الإجازة المدرسية . بعدها غاب عنّي لأن بيتهم يبعد نوعاً ما عن بيتنا . في ثاني أو ثالث عيد الفطر إن لم أخطئ و عندما استيقظت لأصلي صلاة الظهر وجدت أمي و أخوتي على غير العاده في حالة هدوء . تتراوح دمعاتهم و لكنني لم أجد لذلك تفسير و خصوصاً أنني استيقظت للتو من نومي ، ففضّلت السكوت قليلا ً . بعد ما غسلت وجههي و استيقظت جيّداً جلست في المجلس لأقرأ الجريدة على غير المعتاد . ! دخلت علي أختي و قالت : عظم الله أجرك في ناصر زميلك !! بعدها انتابني شيء لا أجده تفسيره وقتها و لا الآن !

حزنت و لكن كان حزني ممزوج باندهاش و ألم ! لقد توفي ناصر "رحمه الله" صباح اليوم الثاني من العيد ! فرح ناصر بآخر عيد فطر عاشه مع أحبابه و اصدقائه ! كان في ليلتها و كما يحكي أهله و ذويه يلعب البلايستيشن في الليل ! و في الصباح فارق الحياة بالموت الفجائي ! سبحان الله ! سبحان الله العظيم ! جل في علاه ! كم نذنب و نعصي ! و لا نعلم أجلنا ! كم نتعدّى حدود الله و لا نعلم متى سيطوى قيدنا من هذه الحياة !

ناصر كان الابن الاصغر لأبيه ! كان الكل يحبه ! خفّة دمه تجبرك على حبّه و احترامه ! ناصر انتقل إلى جوار ربه .. هذه هي العبارة التي تجعل لبكاء محبيه حد ! على الرغم من الألم ! بعدها و في صورة لا تبتعد كثيرا ً عن السابقة مرض زميلنا عبدالعزيز "رحمه الله " بعدها بـ ست أو سبع سنوات مرض فجائي تفاقمت معه حالته الصحية . مكث في المستشفى عدّة أيام و بعدها فارق الحياة ! كان عبد العزيز وقتها في الصف الأول الثانوي !

لم يكن كهلا أو شيخاً كبيرا ً ! بل كان في عز شبابه ! و انطلاقة فكره و نضجه ! لم يسبق و أن أشتكى من مرض ملازم ! بل هو مرض فجائي ! أخذ الله سبحانه و تعالى بعده أمانته ! كذلك الحال للشاب عبدالعزيز "رحمه الله" و هو شاب آخر كان يعمل في مستوصف قريتي التي أسكنها و أعيش فيها .

كان متزوّجاً و له ابنتان .. كان في مقتبل حياته الزوجية الجديدة . محبوباً و مميزاً و كانت يده لاتكف عن السلام حتى و إن كان في سيارته . بدون سابق إنذار مرض مرضاً أجبره أن يكون طريح سرير العناية المركزة عدّة أيام . بعدها فارق الحياة تاركاً خلفه سيارته الكامري الجديدة ! و ابنتاهـ ! و زوجته ! فارق الحياة بأمر من الجبّار العلي الكبير ! بأمر من الله عز وجل ! سبحانك اللهم ما أعظمك .. و سبحانك اللهم ما أقدرك . زوج خالتي الذي انطلق من الرياض إلى الأفلاج ليزور اخوانه هناك و أقاربه ، اصطحب معه ابنه الصغير (دخيّل) الذي كان في عمر السبع أو الثمان سنوات . كانت أمّه وقتها رافضة لأن يصطحبه و لكن الابن أصر على مرافقة والده ، و لكن لم يكن يعرف دخيّل أنّه سيرافق والده إلى غير عودة !

توفي زوج خالتي و ابنه (الوحيد) و (الصغير) "رحمهما الله" في حادث سيارة ! لم يكن ذلك بإشارات أو علامات من قبل ! لأن الأرواح التي نحملها هي أمانة لدينا من الله عز وجل و لا ندري متى سيأخذ الله أمانته ! ابن عمّي قبل أشهر الذي غادر البيت طيّباً معافاً و لكنه لم يرجع لأن الله قضى أمره سبحانه و لا راد لأمره إلا هو جل في علاه .

الأمثلة تطول و تطول و نحن نتّعظ قليلا ً ثم نرتد إلى ما كنّا عليه من تسويف و ضلال ! ليس من اسلوبي التخويف و التهويل ، و لست أحب هذا النسق ! و لكن الأنفس الميّتة تحتاج إلى ما يرويها ليرجعها إلى الحياة . نفسي و نفسك عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة تحتاج إلى ما يرويها لتعود إلى الحياة الأصلية و إلى الطريق المستقيم . اقرؤوا القرآن الكريم و سيرة الرسول الأمين صلى الله عليه و سلم و سوف تعرفون ما نحن عليه من طريق متشدد و منحرف !

اللهم ارحم موتى المسلمين و المسلمات المؤمنين و المؤمنات الذين شهدوا لك بالوحدانية و لنبيّك بالرسالة و ماتوا على ذلك .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !