مواضيع اليوم

لحسن حظهم صار هو أشهر عشاقها

ممدوح رزق

2013-08-31 17:01:09

0

 تقول الأسطورة أن قاصا أحب شاعرة ـ يقال أن كثيرين أحبوها ولكن لحسن حظهم صار هو أشهر عشاقها .. لم تكن الشاعرة تحبه ـ هناك من يؤكد أنها لم تحب أحدا، وإنما كانت ولازالت تستمتع بكثرة من يحبونها .. حاول القاص أن يجعل الشاعرة تحبه لكنها ـ لأسباب لها علاقة بالأنوثة وبالشعر ـ أوقفته ذات مرة وطلبت منه بعصبية التوقف عن ملاحقتها .. عند هذا الحد كان يمكن للحكاية أن تكون عادية لولا أن القاص قرر بعد الاستجابة لأمرها أن يكتب كتابا عنها .. تحولت الحكاية إلى أسطورة بالفعل حينما قرأ الناس الكتاب، وعرفوا المدى الذي لم يتخيلوه أبدا لهوسه بها ومعاناته معها .. أيقنوا أنه رجل طيب وأنها امرأة نادرة .. طيب لدرجة أنه سيفرح كالمجنون حينما تقول له بعد سنوات وهي تبتسم بإعجاب ( يخرب بيتك ) تعليقا على قصة قرأها في نادي الأدب .. نادرة لدرجة أنها لم تذكر اسمه ضمن الكثيرين من أبناء جيلها الذين تحدثت عنهم في شهاداتها العديدة عن الماضي .. ولأن الأساطير تعيش وتضمن خلودها وفقا لخيال الذين تمر من خلالهم عبر الزمن؛ فيمكن لها أن تظل باقية إذا رأى أحدهم أن كل ما حدث بين القاص والشاعرة كان تمهيدا لأن يتحولا إلى تمثالين باردين كلا منهما ملتصق بأرض بلد مختلف بينما الذاكرة القديمة ليست الشيء الوحيد الحقيقي الذي يربط بينهما بل الفيس بوك باعتباره داعما لوحشية المسافات .. لماذا يمكن لأحدهم أن يعتبرهما تمثالين؟! .. ربما لم يجد في عيونهم أبدا من قبل لهفة للاقتراب من البشر مثل تلك التي كانت في عينيه ولم ينجح في التخلص منها حتى الآن .. بالعكس .. كان يراهما منذ بداية الأسطورة محصنين بغلاف سميك وقوي من الاكتفاء الذاتي المطمئن .. تلك معجزة التماثيل التي تقدر ـ رغم كل هزائمها ـ على عدم كشف ثغرات ضعفها لاستهلاك الآخرين، وألا توزع الفرص للجميع بالعدل حتى يكونوا أصدقائها .. ما أجمل أن تكون تمثالا

 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !