مواضيع اليوم

لجنة أمن و سلامة يا وزارة التربية و التعليم

ليالي الفرج

2013-04-19 16:34:10

0

لجنة أمن و سلامة يا وزارة التربية و التعليم
ليالي الفرج

 

          تلقينا خبر و فاة الطالب باسل المرزوق في الرابعة عشر من عمره ،بعد تعرضه لحادث غرق - خلال رحلة مدرسية في أحد المسابح في إحدى الاستراحات الخاصة في مدينة سيهات- وعرجت روحه إلى بارئها و خلفت الألم و الحزن في قلوب الجميع ، فلم تكن هذه المأساة على مستوى عائلته و أصدقائه فقط ، بل انزعج واشمئز الجميع من السيناريو الذي لف هذه القضية بكل تفاصيلها المؤلمة.


لستُ هنا في موضع الناقد أو توزيع التهم على هذا الطرف و ذاك ، لكن ما دعاني لكتابة هذه السطور هو قناعتي في أن السلبيات المُدمرة - التي تطال الأفراد خاصة فئة النشء من أبنائنا و فلذات أكبادنا و الذين هم شموع هذا الوطن و بناؤه وعلُّو شأنه والذين تزدهر بهم الأوطان و تعتلي لمراتب العُلا – يجب أن يتمخض من هذه السلبيات ما هو ايجابي على مستوى التطبيق لا على مستوى التنظير والنقد الغير فاعل، ولا يُجدي الاستنكار الهلامي في مثل هذه الحالات .
يقول الله في محكم كتابه الكريم:(وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) يونس/ 61
الإيمان بالقضاء و القدر و التسليم به أمر يقطن قلوبنا و نحنُ شعب يؤمن بالقضاء و القدر كأمر مسلم به، و هي ثقافة نستلهمها من ديننا الحنيف و تاريخ هذا الدين الحافل بالقصص و العبر، و اللهم لا اعتراض على أمرك و قدرك ، لكن الإسلام دعانا بالأخذ بالأسباب أيضاً ، و هذا ما يستشعره العقل مع التسليم بقضاء الله و قدره .
كما نعلم - و لربما البعض يجهل - عندما صدر قرار من وزير التربية و التعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود باستحداث إدارة عامة تحت مسمى "الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية" وترتبط تنظيمياً بمكتب الوزير، و إنشاء إدارات للأمن والسلامة المدرسية في إدارات التربية والتعليم بجميع المناطق والمحافظات وترتبط تنظيمياً بمديري إدارات التربية والتعليم.و حسب التصريح الرسمي أنها خصصت ميزانية تقدر بمئات الملايين ما بين تأمين لمستلزمات الأمن و السلامة للمدارس و اجراءات أخرى تتعلق بأمور السلامة للمدارس .

هذا الاجراء و القرار ينقصه ما يُفعِّل دور هذه الإدارة بشكل عملي و فاعل خاصة أن تحقق الأمن و السلامة يحتاج بالإضافة لتوفير مستلزماته فإنه يحتاج لكوادر تُدير هذا الجانب و تُشرف عليه بشكل مباشر .
تحتاج هذه الإدارة بمبادرة أكثر توسع و هي إنشاء مكتب (للأمن والسلامة) في كل مدرسة ، أسوة بمكتب الإرشاد الطلابي، بكوادر متخصصة و لنضع عشرة خطوط على كلمة متخصصة .


يتمثل دورها في ما يلي:

1- نشر ثقافة الأمن و السلامة بين الطلاب و المعلمين من خلال دورات عملية يُطبقها الجميع بشكل الزامي و دوري، مثل كيفية التعامل و التعاطي مع حالات ( الحريق – السقوط الشديد – الإختناق – الغرق – المس الكهربائي .... الخ ) .و لا بأس لو شبهنا ذلك برخصة السياقة و التي تستدعي الإختبار عند كل تجديد للرخصة.
2- الإشراف على الرحلات المدرسية ، وهي المسؤولة و المُخولة بإعطاء الموافقة من عدمها للرحلات المقررة استناداً لآلية معينة و ذلك بعد الإشراف و الاستطلاع على المكان المقرر الذهاب له ،فإن كان يفتقر لسبل السلامة فلا تصدر الموافقة و العكس صحيح .
3- تواجد هذه الكوادر في الرحلات الخارجية و دورها المتابعة و الإشراف المباشر و الدائم طوال فترة الرحلة و لا تدع مجالاً أن يبقى الطلاب بمفردهم ، فهم في عهدتها لحين انتهاء الرحلة .
4- مسح و تمشيط أقسام المدرسة بشكل يومي للملاحظة ، ولتلافي أي أمر قد يؤدي لإصابات أو أوضاع غير آمنة و لربما تتطور لتؤدي لكارثة ما.

هذا الطرح لم أدرجه في هذا المقال من باب التفكه و التندر و ليس من أحلام سندريلا البائسة ، فميزانية المملكة قادرة على تطوير منشآتها التعليمية بما يكفل الحماية للأفراد و يجنبهم و أولياء أمورهم مآسي لا تندمل أبداً .
قبل أن أنهي حديثي أختمه بتقديم أحر التعازي و المواساة لعائلة المرزوق بفقيدها و أسأل الله أن يلهمهم الصبر و السلوان،و أحسبهم من الصابرين المحتسبين بإذن الله .

 

 

 

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !