لتسمعها أذن اللبيب
كيف بنا أن نعطي وكيف بنا أن نعمل بجد ونحن نرى أن من يمتلك ملعقة الواسطة متربع
على عرش الإدارة دون عناء يذكر أو جهد يظهر .مجرد امتلاكه عدة حروف تبدأ بالواو
وتنتهي بالتاء المربوطة ربطت بحبالها عنق كل باحث للعطاء وكل من هو أهل للإنتاج لتجعل
منهم كما هو ظاهر اليوم (حمير المكده )
((انهى))
أنهى مرحلته الدراسية الجامعية والسرور بارز في محياه فنتيجته تؤهله لان يكون معيدا
في الجامعة ليبدأ مشواره الطموح في العطاء وخدمة بلده الذي طالما خالج فكره منذ أن
بدأ بالتعليم مشواره جد واجتهد ليحصد نتيجة سهره ويأكل من ثمر أسقاه فأينع ليصدم
بمكالمة هاتفيه تخبره أن صديق له صاحب المعدل الأدنى منه قد حصل على القبول
ليكون معيدا بدلا منه فأصابه نوع من الإحباط فليس هناك مستقبل للشكوى ولا معينا
للبلوى .فضل الصمت وتوارى عن الأنظار ليبحث له عن مكان آخر .
((تخرجت))
تخرجت من كلية التربية بمعدل منيف مفعمة بالحيوية فقد حان وقت قطاف تكبد
المشقة ونهل ثمار العناء أخذت تستقبل التهاني والتبريكات ثم أخذت قسطا من الراحة
لعلمها أن القادم تحد للنفس فلما تقدمت للتعليم والثقة تملأ النفس وتخطو خطوات
الأميرة في قصرها بدأ الحلم الذي طالما اخذ يراودها ورسمت له الخطط في مخيلتها
لتستيقظ على تيار كهربائي صعق النبض الحي بداخلها فبعد طول انتظار دون أن
يصلها اتصال تجد صاحبة لها أدنى منها تتربع على عرش التعليم وفي مدرسة جدارها
ملاصق لبيتها لا لشيء إلا لأنها من عائلة معروفه ومعارفها من الطبقة المرموقة
((سُرقت))
سُرقت سيارته التي ابتاعها بعد تقتير وتوفير كان مسرورا بها مبتهجا عند مركبها
كان يجري وراء سارقها ويصرخ وأخاه يهاتف الأمن تجمل به موظف السنترال وأعطاه
التعليمات (لابد أن يتوجه لأقرب قسم حوله )فما كان منه إلا أن اخرج مسدس من جيبه
ورمى إطارات سيارته لتقف السيارة وتقتاد الشرطة السارق والمسروق إلى زنزانة سرعان
ما خرج منها الجاني وبقي المجني على سيارته يعاني الآم دفاعه عن حلم تعبه
وكدحه ومكدته
((جرمه))
فعل جرما فذهب إلى قسم الشرط ليسلم نفسه ويريح ضميره بكل طواعية ودون أكراه
أو تأثير هكذا من تلقاء نفسه فقبض عليه ووضع رهين للتحقيق .ينتابه شعور بالراحة
فتسليمه لنفسه يخفف من مدة سجنه ويجعل الآخر يتعاطف معه .فيصدم عندما يقرا
المقدمة لمحضر التحقيق معه (تم القبض عليه في اليوم الفلاني والتاريخ الهجري العلاني )
((نهب))
نهب المال العام وادخل سلعا تجارية مقلده وغش المسلمين على أنها صناعة أصليه
فقُبض على معاونيه بخطة من احد موظفي المكافحة الذي انتحل شخصية خليجيه
وبعد المخاطرة لحماية اقتصاد البلد وحماية المستهلك قبض على مستوردي البضائع
المغشوشة فهرب احدهم على قدميه وبقي الآخر في قبضة المكافحة .ارتشف الموظف
نشوة الفخر بانجازه ففوجئ باتصال هاتفي يأمره بإغلاق المحضر ورمي الأوراق في حاوية
النفايات المجاورة .فتمتم قليلا ثم استسلم للأمر وبدا يترجى صاحب الأمر بأن لا يقطع رزقه
وان لا يحرم لقمة العيش فلذة كبده لعله يكتفي بمصادرة إحدى العربات الكبيرة ليحفظ ماء
وجهه فقد كان المتصل من أصحاب الألقاب النايفه.تفضل عليه الكبير ولبى رجاءه
ليرتفع المتصل صاحب الأمر بعد حين إلى مرتبة مرموقة في الاماره
((سُرق))
سُرق بيته وحمد الله أن زوجته تقلدت مجوهراتها معها ذلك اليوم لتحضر بها حفلة
زفاف قريبتها هاتف الشرطة فحضروا مسرعين وللنداء ملبين وبعد كشف وفحص استمر
لعدة دقائق .اخبروه بالذهاب معهم إلى قسم الشرطة المناوبة .فوجد الضابط مستغرق
في نوم عميق ليستيقظ ويدعك عينيه ويتمغط قليلا ليسأله عن تفاصيل القضية .ليرد عليه
في النهاية .احمد ربك لم يذهب لك شيء يذكر .سيقع السارق ذات يوم في شر عمله
دون إن تتابع القضية اذهب وصلي ركعتين لله شكر
((اسفي))
للأسف ليست أعمال فرديه فهذه واقعة لا واقعيه تحدث صباح مساء لعل اغلبنا مرت به
وان لم يكن فسمعها من أفواه أصحابها .هناك خلل في الموظفين وخلل في النظام كبير
نحتاج لدراسة من المخلصين مستوفيه كافيه لوضع الآليات والحلول قبل أن نغرق بالشرور
وللأسف أن المستفيدين هم المنادين بالوطنية لان هذه الأفعال تضر بالبلد وتخدم مصالحهم
الشخصية
نحن اعداء البلد لاننا ننفض الغبار عنه ونبرز الاخطاء للملأ
علها تنصلح
تحياتي
التعليقات (0)