وباتت لغة التهديد بين سياسيي الحركتين هي الدارجة في ظل قرب موعد الإنتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية، بحسب القانون الفلسطيني. ففي الوقت الذي أكد فيه الرئيس محمود عباس أن موعد الخامس والعشرين من يناير المقبل سيكون يوم الإنتخابات في وقت أعلن فيه عدم ترشيحه لمنصب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، رفضت حركة حماس بالمطلق ذلك، وأعتبرته إبتزاز سياسي للضغط عليها من أجل الموافقة على الورقة المصرية.
وأكد الدكتور الأسطل أن المستفيد الوحيد من استمرار حالة الانقسام هي إسرائيل، التي تحاول طمس القضية الفلسطينية وإشغالنا بتوافه الأمور. وقال لإيلاف أطالب كافة وسائل الإعلام المختلفة بالارتقاء لمستوى التحديات ونبذ الفرقة والانقسام، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ليتمكن الجميع من تجاوز المرحلة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
ودعا وسائل الإعلام إلى نشر ثقافة الحوار والتسامح بين أبناء الشعب الفلسطيني، فلا بد من وقف حملات التشويه المستمرة بحق القضية والقيادات الفلسطينية، خاصة في ظل عدم ثقة دول كثيرة بالقيادات الفلسطينية، بسبب الإنقسام الحاصل بينهم.
ورأى عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس الدكتور يحيى موسى أن أي خلاف فلسطيني- فلسطيني من شأنه أن يؤدي إلى أثار سلبية على المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وحتى على المراقبين لمسار قضيتنا العادلة. وأعتبر أن الخلاف الفلسطيني الداخلي يرجع إلى توقيع إتفاقية أوسلو ذات الطبيعة الأمنية التي تقوم على إستنزاف الوحدة الوطنية.
وقال الخروج من الإختلاف برمته، بما فيه التراشق الإعلامي، لن يكون إلا من خلال إنهاء هذه الإتفاقيات، والعودة على برنامج يجمع كافة القوى الفلسطينية في إطار مقاومة المحتل الإسرائيلي، منوهاً إلى أن التراشق الإعلامي هو نتيجة لإختلاف جوهري في برامج الحركتين.
وأضاف الدكتور موسى نحن في حركة حماس لا نخون الشخص، إنما نخون عمله(..) فعندما يكون هناك تعاون بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإدلاء معلومات أو بيانات تنتهي بإعتقال المقاومين الفلسطينيين، فلا يوجد توصيف غير الخيانة. وكذلك عندما يتم السماح للسي أي إيه الأميركية بإجراء مقابلات لتجنيد عدد من الفلسطينيين، فهذا عمل خياني.
إلا أن الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ياسر عبد الغفور، رأى أن التراشق الإعلامي أحد أوجه الصراع بين الحركتين. وقال ليس فقط نتاج الانقسام الذي حصل عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منتصف سنة 2007، بل هو عملية رافقت الخلاف الأساسي القائم بين الحركتين، وساهم التراشق الإعلامي في تعميقه بشكل كبير جداً.
ونوه إلى أن الأمر لم يقتصر على هاتين الحركتين وعناصرهما فقط، بل امتد ليطال مجمل الحالة الفلسطينية، عبر الإحباط العام الذي تولد بعد انحراف بوصلة الإعلام لدى الجانبين، وإن كنت لا أستطيع أن أضعهما في كفة واحدة.
وأعتبر الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن الخطر يكمن في إنزلاق الإعلام الفلسطيني المتحزّب لإثارة اتهامات باطلة ونشر إشاعات. وقال هذا الأمر عمّق الأزمة، وفي الكثير من الحالات أستطيع الجزم من واقع المتابعة أن الإعلام وعبر ما تم ضخه خاصة عبر الإذاعات المحلية في مرحلة ما قبل الانقسام، تسبب في وقوع صدامات سقط فيها ضحايا. وأضاف لإيلاف المؤسف أن بعض الإعلاميين تحولوا إلى أدوات رخيصة في أيدي بعض السياسيين، والأسوأ في أيدي بعض قادة أجهزة الأمن عبر سلسلة مواقع الكترونية ليس لها هم سوى التشويه والتدمير الذاتي دون الالتفات للقضايا الوطنية.
وحذر الكاتب والمحلل السياسي عبد الكريم عليان، من ودور الإعلام المحلى في تصعيد وتغذية حدة السجالات التنظيمية بشكل يومي. وقال عليان الإعلام الفلسطيني يساهم بشكل مباشر في صناعة الأحداث ولا يكتفي بنقلها كما هي، فحملة التصعيد الإعلامي بين رام الله وغزة المستمرة، تزيد من توتير الأجواء وليس تهيئتها، خاصة في ظل الضغط العربي والمصري من اجل إنهاء الإنقسام بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية.
وأثار تأجيل تقرير ريتشارد جولدستون، كواحد من بين المفترقات الإعلامية الفلسطينية، من قبل مندوب السلطة الوطنية الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان العالمي التابع لمجلس الأمن الدولي، الذي يدين إسرائيل بإفراطها في إستخدام القوة ضد الفلسطينيين أواخر السنة الماضية، أثار زوبعة إعلامية لا زالت أثارها باقية في الإنعكاس ورقة المصالحة المصرية التي إقترحتها بين حركتي فتح وحماس، ورفضت بنوده حركة حماس حتى اللحظة.
ودعا الكاتب الفلسطيني عليان جميع الأطراف لوقف التصعيد الإعلامي الخطير، لأنه يزيد من الإنقسام. وقال لإيلاف بات إعلامنا يركز على الخلافات الداخلية بين حماس وفتح، وترك الفرصة للإحتلال الإسرائيلي أن يعيث فساداً في مدينة القدس، ويستبيح حرمة المسجد الأقصى، مطالباً بتوجيه بوصلة الإعلام نحو ما تقوم به إسرائيل من إنتهاكات يومية بحق المدن والقرى الفلسطينية.
ايلاف
التعليقات (0)