شنّت صحيفة "الأهرام" المصرية هجوماً عنيفاً على أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد خطابه أمس في ذكرى العاشر من محرّم، فكتبت تحت عنوان " مناضلو الميكروفونات.. ترفقوا بأنفسكم وشعوبكم": "لقد كشفت بشاعة العدوان الإسرائيلي على غزة مدى تفاهة مناضلي الميكروفونات هؤلاء الذين يعشقون دغدغة الحواس.. وإشاعة الأوهام عن قدراتهم اللامحدودة في سحق الأعداء.. ووقف آلة الحرب الإسرائيلية. وحين تقع الواقعة لا نري إلا كلاما. وهذا ما حدث من السيد حسن نصر الله عاشق الخطب الرنانة.. يطلق لحيته وتتدلي خصلة من شعره الناعم على جبينه.. ويختبئ في الظلام يناضل بالكلام.. بل ويتجرأ على الدولة الكبيرة العظيمة مصر صمام الأمان في تلك المنطقة".
يا سادة، لقد عودتنا إسرائيل على تزييف التاريخ والوقوع في وهم هذا التحريف. وهانحن اليوم، للأسف، أمام مدرسة جديدة يرفع لواءها النظام المصري وأبواقه من الكتاب الأجراء. هم يوهمون الشعب المصري بأن من ينتقد النظام هو بحقيقة الأمر يلحق اللعنة والسباب على الشعب المصري الذي نعتز به الى أبد الآبدين. يا أيها النظام المباركي نعلمكم أن مهما حاولتم دك عقول الشعوب بالتزييف من خلال استحضار أمجاد الشعب السابقة وانسابه لكم، فذلك يعبر عن احتضار سياسي لا ترونه أنتم بل الشعوب تشعر به بشكل مؤكد، فلا نرى انفكاكا عن المقاومة ولا عن رموزها الشرفاء، فهؤلاء عندما قالوا فعلوا ولكن أنتم ماذا فاعلون؟! أقول لكم، أن التاريخ لا يرحم والنهاية قادمة بكل تأكيد.
يا سيادة الرئيس حسني مبارك، أنت تعلم علم اليقين، ومنذ زمن الرئيس الراحل انور السادات، مدى تملل النظام المصري الحاكم من القضية الفلسطينية والتبعات التي تلقيها على المنطقة وخاصة على نظامكم الحاكم! كيف لا تتململون وهذا النظام يستحكم على مقاليد السلطة بكل ما أوتيه من قوة وتكبر واستعلاء على شعبنا المصري الحبيب. هذا الشعب الذي ما كف نظامه عن ممارسة كافة السبل على جرفه بعيداً عن قضية الأمة، وهي القضية الفلسطينية، لا زال ينبض عزة ويقوى عنفواناً بهذه القضية، ويعتبرها قضية مسلمات ولا يحيد عن مناصرتها. هذا الشعب المصري العظيم الذي يضع وسط قلبه المسجد الأقصى وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية لا يستكين بسهولة بل تبقى ذاكرته مستيقظة دوما على ما توجبه عليه واجباته الشرعية والقومية بل والإنسانية في حق إخوانهم الفلسطينيين.
يا سيادة الرئيس، إن ما تمارسونه الآن هو أقرب إلى العهر السياسي والمتواطئ مع المشروع الدولي لتصفية القضية الفلسطينية، بل من الناحية الشرعية أيضاً وهو التخلي عن المقدسات الاسلامية والمسيحية لصالح اليهود والصهيونية العالمية. كيف لا ونظامكم المبجل لا يمانع تفتيت جغرافية مصر التاريخية إلى دوليات صغيرة كي تعود دول المماليك مرة أخرى، فأنت تعلم أن توريث الحكم لأبنائك لن يكون مستطاعاً على جغرافية كبيرة تمثلها مصر. ولا أدري من أقنع سيادتكم بأن تفتيت مصر الحبيبة هو مدخل استقرار واستمرارية لمقاطعة "المباركية" التي تحلم بها، كما يحلم بها متواطئو أوسلو من عباس وزبانيته في رام الله؟ وأنصح سيادتكم بقراءة التاريخ مرة أخرى فالتاريخ لا يرحم يا سيادة الرئيس ولا الآخرة ترحم أيضاً وأنت واقف يوم الحساب الإلاهي مترنحاً من شدة هول ما ستراه، فاتق الله يا سيادة الرئيس، واستحلفك أن تعيد حساباتك فالوقت لم يفت.. هداك الله إن كنت تعتقد فيه!!
سالم أيوب - salem102@hotmail.com
التعليقات (0)