وتحقّقَ الحلم وعادتْ فيروز.. عادتْ سيّدةُ الدنيا إلى بيروت، فاسْتعادت بيروت تاجَها وصارت سيدة العواصم من جديد. وكان الحفل التاريخي قبل أسبوعين تقريبا في مسرح "البيال"، حيث انتصر لبنان على وحش البشاعات وأشرق بوجهه الشفّاف الحالم. يحيا الفن الراقي ويحيا لبنان، يسقط أخطبوط الوراثات الزعاماتية العائلية والإقطاعية. تسقط أغلفة المجلات المحجوزة مسبقا لنجمات الابتذال والإغراء والعري المسطّح. يحيا الصّدق والنّقاء والبراءة، يسقط الزيّف والبريق والمرح القميء.
|
|
لبنان ينتصر على وحش البشاعات |
|
First Published: 2010-10-18
|
صباح الخير لبنان... فليصدحْ صوت فيروز ولْيصمتْ ضجيج هؤلاء الذين أرادوا إسكاتها ومنْعها من الغناء.
|
بقلم: علي مغازي - ميدل ايست أونلاين
|
|
حيثما تُولّي وجهك في لبنان فثمّة ذراع لأخطبوط الوراثات الزعاماتية العائلية والإقطاعية يمتدّ حولك. وهكذا لا يكونُ بوسعك إلا الاستسلام باخْتيار موقعك مع أحد الصّفوف أو الهروب بجلدك إلى فضاءات تسعُ روحَك المحلّقة.
وظلّ الفنّ رئة إضافية تمنح لبنان، هذا البلد الجميل، فرصة لتنفّس الهواء النّقي بعيدا عن عصبية الوراثات وصراعاتها التي تنتهي غالبا بإطلاق النّار في الشّوارع، أو الشّتائم عبر الميكروفونات، أو التّهم بين أروقة المحاكم حتى الدولية منها.
دائما كان لبنان ساحة لمعركة أو ساحة تؤدي إلى معركة. وكان الضّجيج يملأ الدنيا. فجأة ارْتفع صوت رقيق حالم يقول لنا: "فلْنصمتْ ولْنسمعْ فيروز". عبارة أطلقها فنّانون وعشاق للفن، وشابّات وشباب لبنانيون متجاوزون بالحب مللهم، وبالخير والجمال أعراقَهم، وبالفنّ المتفتح الرّاقي طوائفهم. وقفوا جميعا وسط بيروت معلنين احتجاجهم بصمت على القرار القاضي بمنع الفنانة فيروز من عرض مسرحية "يعيش يعيش"، استنادا إلى دعوة قضائية رفعها "ورثة منصور الرّحباني" ضدها متذرعين بما يسمى "حقوق الملكية الفكرية" حفاظا على "إرث والدهم".
إنه الإرث مرة أخرى ومنطق الوراثات، حاول أن يمتدّ إلى ساحة الفنّ النّقي فقطعه حاملو شعار "فلْنصمتْ ولْنسمعْ فيروز". قطعوه خشية أن يضاف إلى أذرع الأخطبوط الحاقد على أكثر المدن العربية أنوثة؛ بيروت الفيروزية.
صباح الخير لبنان... فليصدحْ صوت فيروز، ولْيصمتْ ضجيج هؤلاء الذين أرادوا إسكاتها ومنْعها من الغناء بقرار أصدرته محكمة وتفوّه به قاض متسلّح بقوانين لم يستطعْ فرضَها على زعماء الحرب فجاء ليفرضها على "جارة القمر".
وتحقّقَ الحلم وعادتْ فيروز.. عادتْ سيّدةُ الدنيا إلى بيروت، فاسْتعادت بيروت تاجَها وصارت سيدة العواصم من جديد. وكان الحفل التاريخي قبل أسبوعين تقريبا في مسرح "البيال"، حيث انتصر لبنان على وحش البشاعات وأشرق بوجهه الشفّاف الحالم.
يحيا الفن الراقي ويحيا لبنان، يسقط أخطبوط الوراثات الزعاماتية العائلية والإقطاعية.
تسقط أغلفة المجلات المحجوزة مسبقا لنجمات الابتذال والإغراء والعري المسطّح.
يحيا الصّدق والنّقاء والبراءة، يسقط الزيّف والبريق والمرح القميء.
تحيا شفافية فيروز.. تسقط الأثوابُ الشفّافة، والشفاه المكبرةُ، ومكبّرات الصّوت.. والصّوت المُعَالَجُ في حناجر فنّانات السيلكون.
علي مغازي ـ الجزائر
|
|
|
|
|
التعليقات (0)