لبنان يلهث في الماراتون

لو يمشي لبنان كما مشى المشاركون في ماراتون بيروت اليوم لو يعلن انطلاقه ويركض باتجاه هدف تحقيق الدولة والكيان المنشود..لو يشارك السياسيون في مساحة اطول من 3 كلم ويلهثون وراء لبنان الذي نريد لو يتنافسوا في سباق من اجل الأحسن والأجمل والأمتن للبنان ..
جميل مشهد السياسيين في ملابس الرياضة يشاركون في حملة ضد المخدرات و ممتع كان مشهد مباراة لعبة كرة القدم الشهيرة في ذكرى الحرب قبل اشهر ..حقا ما ينقصنا في لبنان بعض من روح رياضية ورقي في المنافسة ..اول التهاني بالفوز في الرياضة تأتي من اول الخاسرين فتشد على يد الفائز و تطبع قبلة على وجهه واذا أتت التهنئة ولو بقليل من الغصة ولكن بروح رياضية صرفة..
يثلج قلب اللبنانيين جميعا مشهد السياسيين يلعبون كرة القدم او يشاركون في ماراتون فهم ملوا تصريحاتهم القبيحة ومواقفهم التي لا موقف فيها..يفضل اللبنانيون الرياضة للسياسيين وخاصة ان غالبيتهم لم يعد قادر على السير من قلة الحركة والهم المسيطر عليه ..وحبذا لو يحتل الرياضيون مكان السياسيين فينغلون حركة ونشاطا في الوزرات ومجلس النواب وان تنافسوا فبشرف وان تباروا فبروح رياضية وان تخاصموا فالملعب يوحدهم والهدف يشد أزرهم...
لو يمشي السياسيون في الماراتون ويتعبوا قليلا ليثلجوا قلوب اللبنانيين باسلوب سيرهم وحركتهم البطيئة وملابسهم التي قد تكون صنعت خصيصا لهم لهذه المناسبة ..اليوم تجتمع العائلة امام شاشات الاخبار لتراقب قبعة معالي الوزير والحذاء غير الرياضي لسعادة النائب و اللباس الرياض للسياسي العريق .الابتسامة ترتسم على وجوه مذيعي النشرات الاخبارية وعلى مشاهديها فتغيب عبسة المذيع وجدية خبره وخوف المشاهد على مصيره ومصير الوطن..
منذ تاريخه ولبنان يمشي ويركض ويلهث في ماراتون طويل لا مساحة له ولا هدف قادر على تحقيقه يمشي ببصيرة عمياء واقدام مشلولة وايدي قصيرة .يمشي وعين قادته لا ترعاه بل ترعى مصالحها واهدافها واطماع مرجعياتها من دول قريبة الجوار وبعيدة الجوار..يصارع الطرقات ولا يصل ,ينافس الزمن ولا يحقق هدفه فيلهث في ماراتون لا ينتهي ..ماراتوت قد يدخل كتاب غينس بسبب مساحته القياسية وزمنه اللا محدود..
انتهى ,لبترك السياسيون السياسة ويمشوا في كل ماراتون ويشاركوا في كل مباراة ويفرح المشاهدين ويلهثوا هم بدلا من ان يلهث البلد