لبنان دراما تشويه وإساءه
ليست وحدها الحالة السياسية والإقتصادية المتردية هي مايميز لبنان بل يٌضاف إليها تردي الدراما والسينما والكوميديا في عملية أقرب ما يصفها المراقب بأنها عملية تشويه وإساءه باتت متعمدة في كثيرٍ من الأحيان .
الفن وسيلة حضارية إنسانية الهدف منها تسليط الضوء على كثير من القضايا ومعالجة الكثير من الظواهر بأساليب متنوعة ومتعددة وكما هو وسيلة معالجة ومناقشة فإنه " الفن بمختلف إتجاهاته وأنواعه ومدارسة" مرأة للمجتمعات وصورة تعكس ما بداخل المجتمعات من تفاصيل وجزئيات قد لا تراها العين المجردة , الفنون تاريخ وعملية إنسانية ومعرفية وتنويرية لكن ما يشاهده المتابع بالدراما اللبنانية والكوميديا وبعض الاعمال المسرحية من مشاهد وقصص مسيئة للمجتمع اللبناني وللفن الإنساني وللمرأة والفتاة اللبنانية بوجه خاص بعيدة كل البعد عن الفنون وغياتها وقيمها الإنسانية , غالبية المشاهد والقصص تتحدث عن الخيانات الزوجية وتظهر المرأة على أنها هي الطرف الأول في الخيانة وعلى أنها صاحبة الهوى والقصص والبطولات الغرامية في مشهد سييء يشوه الواقع ويظهر لبنان على أنها بلد الغرام المباع بحفنة دراهم ؟
الدراما والكوميديا والسينما والمسرح جزء مهم من الفنون, في لبنان باتت الفنون البصرية المتلفزة والغير متلفزة والأفلام السينمائية والفوتوغرافية الخ فنون تعرض اللحم الرخيص وتكشف سوءة الأجساد المثيرة وتكشف خبايا المجتمع في قالب ممتزج بالسذاجة والتشوية وكأن لبنان خلت من كل شيء جميل وخلت من القيم وباتت تعاني من التفسخ وكأن أبواب المنازل مفتوحة لمن أراد الولوج لكتابة فصل جديد من فصول الغرام المحرم والنتن برضى الزوج وبغير رضاه .
لبنان ليست إستثناءً فالعالم العربي يعاني من تشويه الفنون البصرية لواقع المجتمعات وتعاني القضايا الإجتماعية من التشويه والإبتذال وعدم الجدية في الطرح والنقاش وإيجاد الحلول العملية لها وتلك مكارثية أصابت الفنون وأصابت المجتمعات وقيمها وتاريخها في مقتل فالفنون وسيلة كاشفة وليست وسيلة تشويه وزيادة الطين بله .
الدخلاء على الفن كصناعة وموهبة وجهد إنتاجي إنساني وغياب الرقابة الذاتية والرسمية وعدم وجود المواهب الحقيقية جعل من الفنون وسيلة من لا وسيلة له ومركب يمتطيه كل من أراد البحث عن الشهرة والمال والإثارة الجسدية والمتعه اللحظية .
فنانو لبنان كان لهم وقفه أمام الإبتذال والتشويه المتعمد للمرأة اللبنانية بوسائل الإعلام فكان بيان نقابة الفنانين 2006م حجر حرك المياه الراكدة بمحيط وسائل الإعلام لكن ذلك البيان ونحن على مسافة قريبة من العام 2015م لم يغير واقعاً ولم يٌعيد للفنون مكانتها الحضارية والإنسانية , ثمان سنوات مرت ومشاهد الإبتذال وقصص الخيال والخرافات والإساءات تتزايد عاماً بعد عام حتى بات المشاهد والمراقب يظن أن لبنان أصبحت عبارة عن كبارية مشرع الابواب ؟
التعليقات (0)