صبراً جميلاً يا ابنةَ الأهوالِ والأرزاءِ والنكباتِ
الكلُّ يقرئكِ السلامَ يا بغدادُ من عمقِ السباتِ
عانقتِ في الزمنِ الرديءِ طارفةَ الرّدَى والنائباتِ
سجّلتِ في الأسفار معجزةَ النار التي لم تعرفِ الخَـبْـوَ
وتلك أمُّ المعجزاتِ
تتمرّدينَ وترفضينَ خنوعَ الأمس
تتطهرينَ من وعثاءِ السنين وآثام الجناةِ
وتعاقرينَ نشوةَ النصر على الضفاف
تختالين بابلية القسماتِ
مرّتْ عهودُ ( نيرونَ ) حالكة السواد ولم يكن
فيها بصيص النور لكن الصبح آتِ
إذا سعى إليكِ ( هولاكو )
يجرُّ جيوشَـه نحو الهلاك
فأنتِ مقـبرة الطغاةِ
تعويذةٌ على صدر الزمان يمنحُها الولاء
يوم انبلاج الدهشةِ العذراء لمـّا (شهريار )
نضا اليقينَ
تنداحُ دائرةُ السرورِ إلى الصباح
ليميسَ ليلُكِ الأسنى
يعودُ إلى "الرشيد" جمالُهُ
يردّدُ "السعدون" أنغامَ الشداةِ
في الشطِّ "للمسقوفِ" دنيا تزخرُ بالغناء
بارتماءِ الضوءِ في حضن المساء
وارتداءِ النخل ثوبٍ من بهاء
والساهرون تسربلوا ـ غرقى ـ بفيضٍ من هناء
قد كنتِ في الماضي القريبِ مع الوفاق على وفاق
والآن تخضلُّ الأيادي
يلغُ الأعداءُ من دمكِ المراق
لي فيكِ يا بغدادُ فواجعُ الخيباتِ في وقتِ الفِراق
وإذا أعودُ إليك تنفرجُ الكوى
عن فرحتي يوم التلاقي
أنسى وتنساني الهمومُ
أتجرّعُ الأفراحَ حتى ثمالتها
فإذا العبوسُ يذوبُ في البسماتِ
( عمّي يا بياع الوَرِدْ ) يشدو بها المذياع
والليلُ يغرقُ في صبوةِ السهد
يمنحُ المنَّ والسلوى للفقراءِ في الطرقاتِ
ومآذنٌ تدعو مع الفجر العبادَ إلى الصلاةِ
ألثمُ في شوارعكِ انبثاقَ الضوء
انتثارَ الفجر
خيوطَ الشمس وئيدةَ الخطواتِ
تهدي إلى الأطفال دفءَ الأمنياتِ
تهب الحياةَ نبضَ الحياة
تستيقظُ الآمالُ يعانقُها الندى
فتنثرُ زهوَها على الشرفاتِ
تستيقظُ الأحلامُ على وجوه الأمهاتِ
فغداً يعود الراحلون .. من غيبةِ الأحزان ..
من الشتاتِ
وحينها
يهديكِ باقاتِ ( الرازقيّ ) والقبلاتِ
التعليقات (0)