لبس لباس الدين وهو شيطان خسيس !؟
قال لي صديق : سامر على أختي أعطيها بعض الإغراض وكسوة للشتاء , و أريد أن اريك شيء بما انك صديق قريب جد , , فحاولت الاعتذار , ولكنه صمم .. ذهبنا الي بيت رث مظلم خرج منه أطفال ثيابهم رثة لا تقيهم برد الشتاء , يأسى لهم كل من شاهدهم .. فقال لي صديقي هذا بيت زوج أختي الذي يملك عشرات الملايين رجلا كنا نحسبه " موسى فطلع فرعون " .. قلت له : الم تسألون عنه قبل تزويجه , كان عليكم السؤال في عمله وحتى إمام مسجد الحي .. فضحك طويلا ! ثم قال : المشكلة انه إمام المسجد ! والمؤذن في نفس الوقت حتى يؤجر بيت المؤذن ! وجعل مهمة الأذان لعامل النظافة .. أطرقت برهة أفكر هل هذا الرجل " اقصد الإمام" الذي بداء عمله الدنيوي الديني يأمل رحمة من الله سبحانه .. ثم أخذت نفسا عميقا وقلت كمل يا أخي.. قال: تصور انه لا يصرف على بيته, وحينما أقول لا يصرف اعني الآكل و الملبس, يأخذ الصدقات ويخزنها في بيته ثم يبيعها, يضرب أختي بسبب وبدون سبب, أبنائه يكرهونه.. لا حول ولا قوة إلا بالله .. قلت له: حسبك حسبك يا أخي, هل هذا الرجل بحفظ القران .. قال نعم !.. هنا أخذت أفكر .. هل سعة العلم في الدين تغني عن طيب النفس وشرف الخلق ؟ كلا, إننا نمقت الذكي الشرير , ونعتقد أن النفس الصغيرة لا تزيدها المعرفة بأخلاق الدين الحنيف إلا قدرة على الأذى , وطاقة في الإساءة .. أنا لا أعمم , بل أقول مثل صاحبنا هذا الإمام الشرير .
إذا لم يكن الدين كبحا للهوى و الطبع السيئ , فلا جدوى منه , وقد أكد القران الكريم أن التزكية المنشودة هي التربية الصحيحة , هي تصفية المعدن الإنساني من شوائبه , وجعل الغرائز والطباع تحت رقابة العقل المؤمن فلا تطغى ولا تجمح .. وليس التدين الجاهل ..كما قال تعالى (افرأيت من اتخذ إلهه هواه , وأضله الله على علم, وختم على سمعه وقلبه¸وجعل على بصره غشاوة , فمن يهديه من بعد الله , آفلا تتذكرون )الجاثية .
وقد زاد صديقي هذا من متاعبي النفسية حينما قال : أن أخته مريضة بالسرطان وانه يخاف على أبنائها إذا ماتت .. فعزمت في نفسي أن أقوم بشيء فانا لا أستطيع أن أشاهد مثل هذه المأساة واسكت, ولكني أخفيت ذلك على صديقي .
وحين حانت صلاة المغرب من الغد ذهبت إلي مسجده الذي يصلي به , فانا اعرفه , فبيت أخته هو بيت أمام المسجد .. جلست في أول صف , ويعلم الله أني راءيت صورة شيطان بلباس إمام .. على العموم صلينا , وانتظرت حتى خف المصلين , ثم تقدمت له وقلت له يا شيخ عندي مشكلة أود منك النصح ؟ قال : فورا أنت تصلي معنا الصلوات المفروضة هنا ؟ قلت : لا .. قال أنت إذا تسكن في غير حينا قلت : نعم .. قال : وهل تصلي الصلوات المفروضة في مسجدكم ؟ قلت لا .. بعضها حسب الظروف , فاخذ يؤنبني ويشرح لي فضل الصلاة في المسجد ....الخ وحين انتهى قلت جزاك الله كل خير .. ولكن عندي مشكلة أود أن تشير علي بها .. قال ما هي : فقصصت عليه نفس تفاصيل حياته بطريقة محورة .. ولم أكمل حتى استشاط غيضا , وقال : انه فلان من أرسلك أليس كذلك ؟ فأقسمت له إيمانا مغلظة أن هذا غير صحيح .. ثم قلت له يا شيخنا الفاضل , اقبل نصيحة أخوك الصغير .. الا تذكر حينما قال عمر رضي الله عنه "أخطاء عمر وأصابت امرأة " من نحن عند هذا الصحابي الجليل .. ان الله سبحانه وتعالى الذي تخر له ساجدا يعلم ما في قلبك وكل ما تقوم به , ألا تعلم أن إشكال العبادات لا تصنع التغيير الحاسم , انك تعتقد أن صلواتك بالناس في المسجد , وهيئتك وحدها من ستدخلك الجنة ( ولو أن هذا في علم الله ) إلا أن الله علمنا أن لا ننافق الناس , فما بالك نفاق الله سبحانه , أن لم تمح الصلوات الحسد والبخل و الظلم , فلا صلاة لك .. تذكر يا أخي قصة البغي التي دخلت الجنة بسبب هرة .. فنظر لي نظرة احتقار وقال : حافظ على صلواتك أولا ثم انصح .. قلت هل تضمن لي ذلك حتى لو كذبت وظلمت ودلست وشهدت شهادة زور ..إذا ضمنت لي ذلك سأكون خلفك في كل صلاة .. قال : انك ألان تتهمني بشهادة الزور وهذا أمر خطير .. قلت : ما معنى تسجيل ابنك مؤذن واستلام البيت وتأجيره !؟ "فاختلف لونه" وقال : أنت ماذا تريد ؟ أصلح حالي مع أهلي سأفعل وكفى .........لي تكملة
التعليقات (0)