لم يقاسي شعبٌ مضطهد من شعوب هذا العالم الواسع ! مثل ما قاسى شعب العراق ولازال يقاسي شتى ألوان المآسي والذُلْ والقهر والأستعباد ، كما لايوجد شعب في هذا العالم ! يرضى ويقبل وينبطح للظالمين رغم كل هذه المظالم التي تمر به ورغم كل ألوان الأستِهانة والأسْتِغْفال والمُعانات من البؤس والجوع والعَوَزْ والفُقر والحِرمان ... مثل شعب العراق !! شعب ٌ آثَرَ الذِلَّةَ على العِزّة ، والهَوانَ على الكرامة ، والفُقْرَ والعَوَز على الغِنى ، والأنبطاح على النهوض ، حقوقه مسلوبة ، أرادَتَهُ مُكَبَّلة ، فَمَهُ مُكَمَمْ ، حُرِيَّتَهُ مُقَيَّدَة ، وطنه مغصوب ومستباح ، جائع ، خانع ، مُسْتَعْبَدْ ، ذليل ، نائم ، هذه الغفلة وهذا الصمت المطبق على الشعب العراقي المتشرذم ، طوائف ، أثنيات ، ملل ، نحل ، يحكمه الجهل وقلة الوعي ، تحكمه العقيدة المحرفة والدين المزور ، تحكمه العصبية والعاطفة الجاهلية ، نبذ العلم والثقافة ، نبذ الوطن والوطنية ، نبذ الحق وسار في ركب الباطل ، نبذ التطلع والتطور ، نبذ الحرية والتحرر حتى أضحت من منسيات ذاكرته ولم يعد لها مكان في حياته ، وأصبح هذا الصمت : في أدبياته ومن مبادئه ، لا يرضى أن يستقيم لوحده ولا يرضى أن يقتدي بأبناء دينه وجلدته ، بارع في في البكاء على نفسه ، وبارع بتمثيل تطبيق شعائر الحسين ( عليه السلام ) بكاء ، لطام ، طباخ ، متبرع ، خادم ، لكنه يعلم جيداً : أنه فارغ من مضمون شعيرة واحدة من شعائر الحسين ( عليه السلام ) رغم ترديدهم ورفعهم سنوياً مقالة الحسين ( عليه السلام ) : شعار ( هيهات منا الذلة ) مع ذلك هم ينافقون ويعلمون ويعرفون أنهم ينافقون وأنهم أوقعوا أنفسهم في قعر الذلة ، يذكرهم الحسين ( عليه السلام ) سنوياً بضرورة طلب الأصلاح وعدم السكوت على الظلم والظالمين ولابد من الأنتفاض والثورة على الظالمين والطغاة المتجبرين ، لأنه ( عليه السلام ) : ( لم يخرج أشراً ولا بطراً ولكن لطلب الأصلاح في أمة محمد ( صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ) وأن يسير بهم بالمعروف وينهى عن المنكر ) فهل ياترى الشعب العراقي والشيعة خصوصاً تعمل أو عملت بجزئية قليلة أو بسيطة من رسالة الحسين ( عليه السلام ) تلك الرسالة التي أقتبسها وعمل بها وطبقها أُناس :هم من خارج الأسلام وحظيرته ، وأهل الأسلام غافلون ونائمون ومنبطحون ولا يعلمون ، فمتى يعوا ويعرفوا ويفهموا أن مثلهم : ( ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )(1) ، هذه الأمة عموماً وهذا الشعب !! الشعب العراقي خصوصاً لايعلم : أنه قد أُعطي الشرعية كل الشرعية مباشرة من الأمام المعصوم ( عليه السلام ) نفسه ، ولا يحتاج معها الى أي شرعية أخرى يأخذها أو يسأل عنها من أحد آخر مهما كان عنوانه ومكانته في الأسلام والمجتمع ، فهل توجد أمة أو شعب في هذا العالم يمتلك مؤمناً ومقوماً ومنهاجاً ثورياً وشرعياً مثلما يمتلك شعب العراق ؟ مع ذلك ! هو يُحْرَقْ وَيُقْتَل يومياً ، ويُهان ويُذل كلَّ وقت وكل ساعة دون أن يَتَحَرَّك أو يًحرِك هذا الشعب أي ساكن !! لينطبق عليه كلياً قول - الطغات - الكافرين - الدمويين - المتجبرين - : ( عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو أسرائيل فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة )(2) كذلك الشعب العراقي قتلوه لم يتكلم ، غصبوه لم ينتفض ، سحقوه لم يصرخ ، سرقوه لم يشتكي ، نهبوه صامت لايحكي ، فمتى يتكلم أو ينتفض ويثور ؟ فالحكام الظغات - المتجبرين - المتكبرين - السَرَقَة - الجلادين - ينامون لَيْلَهُمْ مِلْيَء جِفونهم وهم مُطمَئِنّون : أن لا قائمة تقوم لهذا الشعب ضِدَّهم وعَلموا وأيقنوا أنهم أمامَ شَعْب خانع جبان تَعَوَّدَ لِبْسَ لِباسَ الذِّلة والأسْتِعْبادْ وعَرَفوا أنَّهُ: ( ميلوك الغير العراقيين ) .
(1) آية 5 : سورة الجمعة .
(2) مذكرات جولدا مائير . ( رئيسة للكيان الصهيوني للفترة من
1969 وحتى 1974 ) .
صفاء الهندي
التعليقات (3)
1 - مصر
محمد نصر - 2013-08-03 03:57:37
اصبتى الحقيقه فلا كل ثقافتنا و موروثاتنا وما تحويه من رفض الظلم و الثوره عليه اصبحت فى تابوت الموتى
2 - ملاحظة
صدام حسين - 2013-08-05 01:59:14
يا ماجدة ....تريدي الناس يقراون لك غيري الصورة المو مناسبة ..حتى يركزو في المقال بس
3 - العراق
ماهر محمد - 2013-10-15 21:53:11
كلام صح