مواضيع اليوم

لباس التقوى

ali youcef

2009-02-21 19:56:46

0

(يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسأ يوارى سوءاتكم وريشأ ولباس التقوى ذلك خير)

 

والسوءة ليست هى الأعضاء الجنسية كما يدعى البعض ولكنها الجسم البشرى كله
( فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه )


وبالطبع لن يدفن الأعضاء التناسلية ويترك باقى الجثة إذا كان معنى السوءة كما يزعمون ولكن معناها الأكيد هو كل الجسم لأن إبليس ظل يزين لآدم وزوجته لكى ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما—أى جسميهما--- وقد نجح فى ذلك وعصى آدم ربه وغوى.


وهكذا نرى أن مسألة تعرية الجسد البشرى وفضح مفاتنه وإظهار محتوياته هى هواية بل قل غواية شيطانية منذ عمر الزمان الإنسانى ولأن هذه التعرية خطيئة فقد بادر آدم وزوجته بالخصف من ورق الجنة العريض لتغطية جسديهما الذين تعريا تمامأ بفعل إبليس الملعون وكان مطلوبا من آدم وزوجته إعلان التوبة عما إقترفاه من معصيةوهى بالطبع معصية التعرى والسفور وإظهار المفاتن والعورات.


)
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه (


ثم طردهم الله جميعأ من الجنة(آدم وزوجته وإبليس) وأنزلهم إلى الأرض حتى يختبر قوة إيمانهما وصبرهما على ما سوف يصيبهما هما وذريتهما من صنوف الإختبارات وأنواع المعضلات (بسبب فساد إبليس) التى لا يصبر عليها سوى مؤمن بالله يتقه ويخشى عذابه ويفعل كل ما يرضيه لأنه الله خالق كل شىء بقدرته وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.


الملابس التى يرتديها الإنسان تقع فى بند الحريات الشخصية فلا يمكن لإنسان أن يجبر إنسانأ آخر أو يرغمه على إختيار نوع معين من القماش أو القيام بتفصيل طراز أو موديل لا يقبله ولا يوافق عليه فحرية إختيار الملبس مكفولة لكل إنسان دون قهر أو تدخل من الآخرين فهذا أمر يرجع لحريته الشخصية وذوقه تجاه مظهره أمام الناس والمجتمع فى أى مكان .


فهذا رجل يرتدى بذلة من الصوف وذاك آخر يرتدى بنطلون جينز وثالث يلبس جلبابا طويلأ ورابع يلبس عمة وقفطان وكاكولا .. وخامس يرتدى بالطو وتحته قميص وبنطلون , وعلى الناحية الأخرى هذه إمراة ترتدى فستانأ وتلك إمرأة تلبس تاييرا وبلوزة وثالثة ترتدى بنطلونأ وفوقه قميصأ ورايعة ترتدى جيبة قصيرة وبلوزة شفافة ومزركشة00وخامسة ترتدى جلبابأ وحجابأ وسادسة تلبس على وجهها نقابا ......وهكذا


كل ما سبق ينطوى تحت بند الحرية الشخصية ولا يتأتى لمخلوق أن يتدخل فيما لا يعنيه ولا يخصه وإذا كان منظر المرأة التى أمامه مثيرأ فعليه أن يلفت وجهه –إذا أراد--- إلى الناحية الأخرى أو يترك المكان ويرحل إذا كان الأمر يغضبه أو لا يتلائم مع فكره ودينه ومعتقده فليس من حقه التقدم لمنعها من المشى فى الشوارع او الذهاب إلى محتفل معين أو لشراء حاجياتها من السوق مثلأ وليس من حق الحاكم نفسه وضع قانون يلزم الرجل أو المرأة بزى معين أو ملبس من نوع خاص اللهم إلا فى حكومات القهر والظلم والجبروت تحت ستار الدين وطبعأ الدين برىء من كبت الحريات وقهر المعنويات لأن الدين لكى يطبق ويصبح دينأ عظيمأ لا بد ان يقدس الحريات الشخصية بكل أشكالها والوانها---- طبعأ تلك الحريات التى لا تضر الآخرين --- ويترك العقاب على الله للمخالفين ولا يتأتى لأى مخلوق أن يفرض عقابأ معينأ على ممارسة الحريات الشخصية فى الحياة الدنيا ولكن الدين يحرم شيئأ ويحلل شيئا ومن أطاع فله رضوان الله فى الآخرة ومن عصى فعليه غضب الله فى الآخرة ولا دخل للمخلوقات فى مسألة الحساب والعقاب بين الله وعبيده.


أنا شخصيا لا أحب التعرى والسفور والتباهى بالمفاتن  ,  ولكننى فى نفس الوقت أحترم أفكار الآخرين ولا أحقر من شأنها وليس من حقى ولا من حق غيرى توبيخ رجل أو سيدة لا يلتزمون بما ألتزم به وليس من حقى محاربتهم أو وصفهم بما لا يليق من أوصاف فمن أنا حتى أفعل ذلك وإننى ارى ان الحرية فى كل أشكالها هى نعمة من الله على البشر ولكنها قد تنقلب إلى نقمة إذا أساء الإنسان إستخدامها وجلب بها على نفسه عقوبة قانونيةأو جلبت عليه غضب الله تعالى.


طبعأ لا أقول أن التعرى جميل ومطلوب أو أننى أحترم الإبتذال أو إظهار الأجسام –أجسام الرجال والنساء---بشكل رخيص ومزرى فى أى مكان وبسبب وبدون سبب فهذا إبتذال يرفضه أى رجل وترفضه أى إمرأة يحترمان آدميتهما ولكننى أؤكد دائمأ أن الحرية جميلة ومطلوبة وهى منحة الخالق للمخلوق وبدونها لا يصلح وجود جنة ونار لأنه على أساس تلك الحرية التى تمكن للإنسان أن يلبس ما يريد ويأكل ما يريد ويعتقد كيفما شاء ويحب ما يحب ويكره ما يكره ....... هذه الحرية هى أساس الحياة ومن تسلب منه حريته لا أعتقد ان الله سيحاسبه يوم القيامة فعلى أى شىء وعلى أى اساس يحاسبه الخالق وقد سلبت منه حريته وأمضى حياته كدابة لا رأى له ولا فكر ولا عقيدة ولا إتجاه .


ولباس التقوى هو –من وجهة نظرى -  الضمير الحى (أى مراقبة الله تعالى فى كل شىء) ,  وهو لا يحتاج زيا معينأ أو ملبسا خاصا لأنه يلازم صاحبه حتى وهو عارى من ملابسه لأى سبب أو ظرف , لان لباس التقوى (الضمير الحى) إذا كان متوفرا فإن صاحبه يكون تقيا أى ملتزمأ بالتعاليم السماوية التى يستقيها من الكتاب السماوى الذى لا غنى للبشرية عن نوره وهدايته ولن يفعل هذا الإنسان فعلأ يضر به الآخرين أو يؤذيهم او يقتلهم أو يفجرهم أو يرهبهم أو يرعبهم أو يعذبهم أو يقهرهم أو يظلمهم أو يسرقهم أو يعتدى على حرماتهم بل ستجده --- صاحب الضمير الحى أو صاحب لباس التقوى--- سوف تجده متسامحأ طيبا رقيقا عطوفا معطاءاً كريمأ هادئا متزنأ يرفض إيقاع الضرر بالآخرين ويحافظ على مشاعرهم ولا يزعجهم ولا يخيفهم ولا يقهرهم ولا يظلمهم وهذ هو النموذج الإنسانى المطلوب وهذا هواللباس الذى يجب أن يسعى كل عاقل جاد لإرتدائه أما غطاء الجسد فهو واقع تحت بند الحرية الشخصية كما أسلفنا .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !