لا.. للهوية التي ستكون على حساب الاسلام.
الله سبحانه وتعال هو القاضي والحاكم بيننا وبينكم أيها الملحدين أيها العلمانيين وهو سبحانه لم يُلغي القبائلية، بل قال سبحانه:" ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
الانتماء الحقيقي للاسلام لا يلغى أياً من الخصوصيات فلنكن ما نريد ان نكون ولكن لا على حساب الاسلام.
أما التمسك بالهوية لم يلغيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نحن الأمة الوحيدة التي تقول سيدنا بلال الحبشي، وهذا سيدنا سلمان الفارسي رجلٌ من فارس، وهذا سيدنا صهيب الرومي ،وهذا سيدنا عمرو القريشي، وهذا سيدنا طارق بن زياد الأمازيغي ،لم تلغى هويتهم بل حفظها الاسلام حتى اليوم.
لنكن مسلمين قبل كل شيء وسوف نجد في خيمة الاسلام فسحةً للاعتراف بخصوصياتنا.
الدعوة الى التمسك بالهوية الأمازيغية من منطلقات دينية دعوة يكتب لها النجاح ليتمسك كل منا بهويته ولكن لنتحرك بعدها يدا ليد لحمايتها روح المواطنة وتفعيلها فانها دعوة لكل ما يحلم به المغاربة من بث قيم المحبة والاخوة واحترام الاخر والنبل والاخلاق الحميدة والفضل والاحسان والخير والعطاء والعفووالتسامح والهم المشترك على اساس الانتماء الاسلامي .
عندما يكون ولاؤنا للأسلام ، عندما تكون هويتنا للمغرب ، عندما نتحول الى خلايا هذا الجسد الواحد، سوف تكون التعددية عاملا للتقارب والتعاون والتعاطي والتماسك.
وقد لانكون مسرفين ان قلنا وليكن شعارنا وبشكل متوازي نبذ الانتماء للهوية اذا كان ذلك الانتماء يولد الطائفية في دلالاتها السلبية بدلا من التعددية الايجابية والاختلاف في وجهات النظر التي لاتفسد في الود قضية واذا كان التوظيف السلبي لمعنى الهوية يولد روح الفرقة والكراهية ويولد التباغض والتضاغن والتباعد والتنافر مما يناقض روح الاسلام واهداف الشريعة.
الانتماء للهوية جميل ولكن لا على حساب الأسلام ولا على حساب اخوة الاحبة وتماسك المجتمع ولا على حساب تعاليم السماء ورسالة الاسلام وهدفها في اصلاح المجتمع وانسانه، فهل يعقل ان نضرب الاسلام بعصا الاسلام بحجة الهوية؟
فالقران يحث على الاخوة "انما المؤمنون اخوة" والولاء للهوية بالصيغة السلبية التي تحث على الكراهية والفرقة سيكون مخالفاً للكتاب وعندها يضرب بعرض الجدار.
الهوية الأمازيغية ليست شيئاً كمالياً يضيفه الانسان الأمازيغي لنفسه اذا شاء ذلك أويستغني باسلامه ان أبى.
انها ضرورة وعامل حقيقي وواقعي لتفعيل الوحدة التي لا غنى عنها للخروج من المأزق.
وأخيراً فالدعوة للهوية الأمازغية وبث روح المواطنه ليست الا دعوة الى العودة الى الجذور المتأصلة في عمق المجتمع والانسان المغربي .الأمازيغ الذي عاشوا الغربة كانوا ومازالوعندما يسمعون اللغة الأمازيغية يشعرون فوراً باحساس غريب مفعم بالمحبة والعطف والمودة للشخص الذي يتكلم بتلك اللغة الجميلة.
هذه هى "الأمازيغية "، هذا هوالانتماء الذي حينها يعلوعلى الطائفية والقومية، فانت لا محالة تشعر من قربك من الشخص المتكلم ولا تساله عن قوميته وهويته .
انه أمازيغي وكفى.
انه مغربي بكل ما تحمله الكلمة من دلالات للغيرة والشهامة والنخوة " المغربية" التي لم ولن تفارق المغرب وأهله قط.
دعوانا في الانتساب ودعوانا في الانتماء إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم محبة وتسمية وافتخار لكن التصديق العملي هو المحك والاختبار.
وأمضي بكم إلى صورتين أقف معهما بإيجاز سريع لأربط بهذا الامتحان والاختبار (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
وعندما نمضي مع الخليل إبراهيم عليه السلام نجد الارتباط الوثيق لأمتنا به بل والانتساب العريق لنبينا صلى الله عليه وسلم إليه (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)