الثوار الذين ألهبوا مشاعر الشعب المصرى ليقوم بثورته فى 25 يناير ,كانوا هم الطليعة الثورية المؤمنة بقيم الحرية والعدالة والدولة المدنية , هؤلاء الثوار لم يخرجوا من عباءة حزب أو تنظيم , ولكن جمعتهم قيم الحرية التى استلهموها من عن طريق آليات التواصل الانسانى الحديث الذى لم ينبع من أرضنا وليس من ابداع ثقافتنا التى تخصصت فى ابداع فتاوى الكراهية ونبذ الآخرين . وبعد أن بذل الثوار دمهم الغالى وخلعوا الطاغية من مقعده دخلت التيارات المنظمة الى الساحة مستغلة تهاون الحكام الجدد , ومستفيدة من الثقافة الظلامية التى رعاها نظام مبارك المسيطرة على العقل الجمعى . الأخطر من ذلك أن هذا التيار قد سيطر على الساحة ممتطيا ظهور اعلاميين أدعياء ثقافة وتحرر , وهم فى واقع الأمر مجرد باحثين عن الشهرة والمال والجماهيرية الزائفة والانتشار . فقد تكالبوا على أصحاب الصوت الأعلى من السلفيين وخريجى السجون من القتلة ومن رموز جماعة الاخوان ليكونوا متحدثين دائمين فى برامجهم وليطرحوا أفكار الدولة الدينية ويحتكروا تفسير النصوص , ويتظاهر المذيعون بالقدرة على حوارهم وجدالهم الا أنهم فى النهاية يعجزون عن أن يكون لهم فكر مواز أو مقاوم وينتهى البرنامج عادة يتسيد فكر السلف المقدس , . . الآن مصر فى أحضان الحكم الدينى أو تتجه اليه , مع أن دعاته كانوا من المعترضين على الخروج على الحاكم ولم يشلركوا فى الثورة الا بعد أن تأكد نجاحها . فليحكموا اذن ولتدخل مصر فى نفق مظلم لعدة عقود . ولا عزاء للثوار
التعليقات (0)