مواضيع اليوم

لا يهمّ إلا الجنس اللطيف

جمعة الشاوش

2010-04-20 10:41:44

0


لا يهمّ إلا الجنس اللطيف.ا..

لا أدري هل لا تزال النساء،كلّ النساء،يَقبلن نعتهنّ بالجنس أو النوع اللطيف والناعم وتسميتهن ب وردة وياسمينة وريحانة وزهرة وبهجة وبسمة وولاّدة وعفاف وحنان... وشهرزاد وحواء،وغير ذلك من النعوت والألقاب والأسماء الجميلة التي توحي جميعها بأنّ المرأة كائن بشري متميّز عن الرجل برقّته ولطفه ونعومته وخصوبته...
أدّعي أنه لم يعد متاحا أن نعمّم هذه النعوت والصفات على كلّ أنثى،فالنوع الاجتماعي للمرأة لم يعد وحده مبررا لتخصيصها بكلّ ما هو جميل في الحياة،فهي في حداثتها تهافتت على كلّ ما يجعلها تتساوى مع الرجل حتى إن كلّفها فقدان أنوثتها،دون أن تتنبّه أو تدّعيَ ذلك بسابق إصرار وإن كان ثمّة ما يُدلل عليه في سلوك الكثير من النساء بما يتراءى لي ولأمثالي من الرجال،وربما من النساء أيضا،أنه اعتداء صارخ على الأنوثة وجناية في حقها،تماما كما هو الشأن لرجولة تتأنّث بسلوك يهدّد الذكورة أو الفحولة بفقدان خصائصها الطبيعية:الرجل والمرأة،كلاهما النصف الثاني للآخر،كلاهما متمّم لآخر،النساء شقائق الرجال...
أرجو ألاّ أضطرّ لهدر الوقت في درء شبهة المتزمت والرجعي والمتخلف عني، مادمت أصرّ على أنّ المرأة امرأة والرجل رجل،وأنه لا يجوز أن نشرّع الرجولة للمرأة والأنوثة للرجل...
أما يبرر صيحة فزع أعلنها فهو الخشية من أن تتمادى المرأة في إتقان كلّ الفنون الرجالية والقتالية بتعلّة حرية المرأة وحقها في المساواة مع أخيها الرجل وضرورات العصر ومتطلبات الحداثة وما إلى ذلك إلى الحدّ الذي يفقدها خصوصيتها ويحرمها من أنوثتها وينحدر بها إلى الخشونة والتخشب والقسوة والعفونة والجدب،فلا هي أنثى ولا هي ذكر...
لا أخال نضال المرأة من أجل حريتها ورفعة شأنها وتقدّمها وحداثتها في أن تفعل كلّ ما يفعله الرجل،بل إنّ من السلوك الرجالي ما هو مذموم،فكيف إن أتته المرأة غضضنا الطرف عنه وجمّلناه حتى نُدلّل على نصرتنا لحريتها وتفتحنا؟..
المساواة الحقيقية الجديرة بالنضال من أجلها هي تلك التي تعني الإنسان من حيث هو إنسان بصرف النظر عن نوعه ولونه ودينه وعرقه،وهي تلك التي توفر له العدل والكرامة والمعرفة وتصرف عنه الشر والظلم والفقر والجهل...
أما التفوّق فهو مطمح نبيل وحق مشروع للمرأة كما للرجل...والأنثى المتفوقة أخلاقا وعلما وعطاء هي أروع جمالا وأوفر حرية وأكثر حنانا وأرهف حسا وأرفع ذوقا وأقدر على الإمتاع والاستمتاع...
إذا كان نضال المرأة من أجل مساواتها بالرجل مثابرة من أجل التفوّق عليه في إشاعة البهجة في بيتها،وإشباع نهمها من المعرفة،وإنجاب النسل الصالح،وإثبات جدارتها في الحكم الرشيد...فإنّ هذه المساواة المنشودة مطلوبة ومحمودة.أما إذا كانت تسابقا مع الرجل في تكالب محموم من أجل عبادة الجسد إذلالا له وتحريفا لوظائفه الطبيعية،ومن أجل هيمنة عبثية مغشوشة تروم خلط الأوراق وقلب الأدوار والمهام رأسا على عقب لإثبات أنّ المرأة يمكن أن تقوم بكلّ وظائف الرجل بلا استثناء والاستغناء عنه، ويمكن أن تكون لها عضلات مفتولة بتعاطي أنشطة تنمي فيها الخشونة أو أنها ليست معنية بالإنجاب عنايتها بمتعتها الجنسية ورشاقة قوامها،ولا هي معنية بالرضاعة عنايتها باستدارة نهديها وتوثّبهما...إذا كان مفهوم حرية المرأة ومساواتها بالرجل،يعني فيما يعنيه كلّ ذلك وما شابهه واتّسق معه في تحريف رسالة المرأة ووظائفها الطبيعية فإنّي أميل إلى الظنّ أن هذا الصنيع لا يمكن أن يكون أنثويا لأنّه يستهدف الأنوثة ويغتالها، والاغتيال اسم مذكّر كما الاستبداد يستعمل مكرا شيطانيا(الشيطان مذكّر) لإخراج حوّاء من مباهج "جنة الدنيا"...لكنه ليس قطعا ذكرا لأنّ الذكر لا يستطيع أن يعيش بلا أنثى...أو هذا ما فهمتُه من طرد آدم من الجنّة...من أجل دنيا حواء،فحوّاء جنته كما أنها قد تكون جحيمه...
برّاًً بالمرأة وتحصينا لها ولكرامتها أن تعي أنّ جرّها إلى التشبّه بالرجل وإتيان سلوكه الذكوري يجعلها تفرّط في أنفس ما وفّرته لها طبيعتها من خصوبة وعطاء إنساني رفيع لاهثة وراء ما يُغري الرّجل بالاستقالة عن مهامه وأدواره لينعم باسترخاء ينشده وجهد قليل يبذله...
في كلّ الحالات فإنّ الفهم الخاطئ لحرية المرأة إن كان فعلا خاطئا كما ذهب في ظني،فإنّ مسؤوليته لا تقع على المرأة وحدها،بل يتقاسم معها إثمه الرجل لأنه شريكها ومحرّضها،وربّما،متآمر عليها...
والمرأة،اليوم ومنذ الأزل،كانت ولا تزال تزهو بأنوثتها وتدافع عنها وتثأر لها إن لزم الأمر،وهي،فيما يبدو أحيانا،من إذعانها لمشيئة الرجل ونزواته وأوامره،إنّما هي بحدسها الأنثوي ومواهبها الملائكية تكون الفاعلة والمسيطرة،كما شهد التاريخ بذلك ولا يزال...
أختم بهذه الرواية المستفزّة الساخرة أو النكتة المعبّرة على تسليم الرجل بسطوة المرأة وهيمنتها عليه:
يُروى،في قديم الزمان،أنّ زوجة ملك لفتت نظر زوجها إلى ما يُشاع من خوف رجال المملكة من نسائهم وضرورة تدبّر الأمر ومعالجته بتعيين وزير ينكبّ على هذا الملفّ الشائك بعد التأكد من أنه لا يخاف زوجته ولا يُذعن لأوامرها،فاستحسن الملك نصيحة زوجته واتفق وإياها على دعوة صفوة من رجال المملكة إلى القصر بحضور نسائهم دون البوح بالغرض من هذه الدعوة ليتمّ البحث عن الرجل الذي لا يأتمر بأوامر زوجته ولا يخافها...وصادف أن كانت في القصر مرضعة تناهى إلى سمعها هذا الحوار فسعت بخبرتها ودهائها إلى حضور لقاء الدعوة الملكية المحددة وزوجها...
بادر الملك ضيوفه بالقول:"من يخاف زوجته فليقف إلى جانبي"
فهرع كلّ الحاضرين من الرجال إلى جانب الملك إلا واحدا فقط(زوج المرضعة).
استفسره الملك ممتحنا إياه لعدم تحوّله إلى جانبه...
أجابه الرجل:"إنّ زوجتي هي التي أوصتني بذلك وأنا لا أعصي لها أمرا يا مولاي..."

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !