وصلتني رسالة على بريدي الالكتروني تحمل دعوة الى كل مستعملي الهاتف النقال في المغرب الى اغلاق هواتفهم يوم الأحد 30 ماي 2010 احتجاجا على الارتفاع الكبير لأسعار الاتصال. وكان عدد من المغاربة المحتجين على هذا الوضع قد فتحوا صفحة على " الفيس بوك "، تدعو الى الانخراط المكثف في هذه المبادرة من أجل الضغط على شركات الاتصالات في المغرب وحملها على اعادة النظر في نظام التسعيرة المعمول به.
والواقع أن أسعار الاتصالات الهاتفية مرتفعة جدا في المغرب، وذلك على الرغم من المنافسة القائمة بين ثلاث شركات تتقاسم السوق. فقد أكدت دراسة لمجموعة: " المرشدون العرب " تم الكشف عنها يوم 3 ماي 2010 أن " أعلى معدل لسعر الدقيقة للاشتراكات المدفوعة مسبقا والاشتراكات الشهرية كان في المغرب. " وذلك بالمقارنة مع الدول العربية.لذلك فان خطوة من هذا القبيل تعتبر موقفا ايجابيا يعبر عن ثقافة الاحتجاج و رفض الاستغلال التي أصبحت تنتشر في مجتمعنا بشكل متزايد. فالأسعار بلغت خلال السنوات الأخيرة حدا لا يطاق من الارتفاع، مما أثر بشكل سلبي على القدرة الشرائية للمغاربة. ورغم أن نسبة كبيرة من المواطنين يعانون من تبعات هذا الارتفاع، فان شركات الانتاج والتسويق كانت تبرر رفع الأسعار بمتطلبات السوق العالمية. وفي كل الحالات يكون الانسان البسيط والمغلوب على أمره هو دائما من يدفع الثمن صاغرا أو راضيا.
وفي شأن الاتصالات، يبلغ عدد المشتركين في الشبكات الهاتفية الثلاث حسب احصائيات سنة 2009 ما يناهز 25 مليون شخص، وهو رقم يؤشر الى حجم الأرباح الطائلة التي تجنيها شركات الاتصال، خصوصا وأن الهاتف النقال أصبح الوسيلة الأساسية للتواصل سواء عبر الكلام أو بارسال الرسائل القصيرة. ويأتي تحرك هذه المجموعة الداعية الى الاحتجاج من خلال اغلاق الهواتف النقالة ليوم كامل كرد فعل غير مسبوق في هذا المجال، وسيمثل فرصة لجس نبض الشارع المغربي ومدى قدرته على الاستجابة لمثل هذه النداءات. لكن اللامبالاة و غياب الاعلام اللازم بهذه المبادرة تمثل معيقات من شأنها أن لا تمنح لهذه الخطوة فعالية ذات تأثير كبير. لكنها تظل رغم ذلك خطوة ايجابية في ظل الصمت المطبق الذي اختارته وسائل الاعلام، والتي تتحاشى التطرق بجدية الى هذا الموضوع نظرا لأنها تستفيد في معظمها من عائدات الاشهار التي تتعاقد عليها مع شركات الاتصالات.
سيكون يوم 30 ماي 2010 مناسبة لأن أجرب يوما بدون هاتف نقال بعدما قامت بيننا لسنوات طويلة علاقة ود وألفة كبيرة. لكن لا يهم، فقد تكون استراحة هاتفي وهواتف غيري مناسبة يعيد فيها أصحاب القرار النظر في قراراتهم. محمد مغوتي024/05/2010.
التعليقات (0)