يتواصل شهر رمضان بكل ما من المفروض أن يرمز اليه من محبة و سلام و سكينة، و العالم يغلي، حتى الكرة الأرضية بيابستها و محيطاتها تغلي جراء انحباس حراري سببه انسان لم يرحم أخيه الإنسان ليرحم طبيعة سخرت لأجله..العالم يغلي بالكراهية و الحروب و المآسي و الظلم و الفقر و غلاء المعيشة.
فهل يشعر أولئك المعذبون في الأرض برمضان و يمنحهم السكينة و الفرح و لو الى حين؟؟..لكن أولئك المحاصرون في قطاع غزة هل هم بحاجة أصلا الى شهر صيام؟؟ ربما على الأقل يشعرون ب "تضامن" اسلامي في الجوع حتى و ان كان موسمي.
ربما يشعر به الأفغان بعد حقنة التخدير المسمات "انتخابات" فتوهم ذلك الشعب المسكين بأن له بلد طبيعي تقام فيه الإحتفالات بمقدم الضيف الكريم..فلا تفجيرات و لا قصف جوي قد يفسد اجتماع عائلي حول مائدة الإفطار كما كان يفسد حفلات الأعراس، فالبلد أنجز انتخاباته الرئاسية و الحمد لله رب العالمين.
أو ربما هو موعد أكيد من السلام للعراقيين الذين يعبد لهم سياسيهم الطريق نحو انتخابات أخرى على أشلاء أبنائهم من ضحايا تفجيرات هم أبطالها الذين خبروا طويلا فن الضحك على الذقون، فالمتهم جاهز على الدوام، اما "وهابي" من الأراضي السعودية أو "بعثي" من الأراضي السورية، و لكن كل ذلك ليس مهم .. المهم أنه رمضان جديد "يستمتعون" به دون "الطاغية" صدام حسين.
و الأكيد أنه لن يتسنى للكثيرين من أهل الصومال التنبه لدخول رمضان و خروجه ما لم يمنحهم "الأخوة الأعداء" فيه فاصلا من الهدوء حتى و ان كانت ضمن "استراحة المحارب"، فعلى ما يبدو أن لا أمل في الأفق يدلل على أن المأساة الصومالية ستطوي فصولها قريبا.
أما ما يحصل في اليمن" السعيد" فلوحده حكاية، حكاية لسنا ندري هل هي مستجدة أم أن جذورها ضاربة في تاريخ أمة يحرص أعدائها على استحضار ما يمكن من خلاله أن يجعلها تنهش لحم بعضها البعض، طبعا مع مساهامتها الفاعلة في ذلك من خلال "دواعم" اسمها انعدام تنمية و عدالة.
اذا القائمة تطول بطول معاناتهم التي نرجو من الله أن يخفف منها على امل أن تزول عندما يعي من يتسبب فيها أنه لن يعيش أكثر من عمره، ليسأل من رب العالمين من أجل ماذا أهدر دم انسان مثله؟؟؟
التعليقات (0)