كان علي لاريجاني على موعد لكي يطرح فكر الخوميني في بلد الربيع العربي الأول الذي حصد من خلال ثورته السلمية دستوراً حضاريّاً . فقد حضرحفل التوقيع على الدستور التونسي الجديد في المجلس التأسيسي لهذا البلد ليستغلّ بكلّ وقاحة المنبر الديمقراطي في أول دولة يؤسس مجلسها لنهج ديمقراطي في دول الربيع العربي في إطار خدمة المشروع الإيراني التوسعي في العالم العربي. والكل يعرف أنّ إيران تفتقر للأسس الأولية في الحكم الديمقراطي ولا يطرح في المجلس الإيراني الذي يترأسه لاريجاني كلاماً يتعارض مع النظام الحاكم في إيران.
فقد شنّ لاريجاني في التأسيسي التونسي هجوماً شرساً على جميع الدول التي لا تتفق مع نهجه الهمجي في التعاطي مع الشعوب في إيران متهماً الغرب في تعطيل عجلة الثورات العربية . في حين لم يتطرق ولو بكلمة واحدة عن دور بلاده القذر في تعطيل ثورة الشعب السوري الذي ثار من أجل الحرية والكرامة وهي نفس الأهداف التي ثار من أجلها شعب تونس.
ظلّ نظام الملالي الإيراني يدفع المال و الرجال والسلاح لقمع ثورة الحرية في سوريا فعن أي مبادئ يتكلّم هذا الرجل أم أنه يصبّ جُلّ اهتمامه على قصر ذاكرة الشعوب لكي يبثّ سمّ أفكاره في إعلام الدول الحرة. أرى أن لا مكان للاريجاني الذي يمثّل نهجاً دموياً في الحكم ويرث من الخوميني فكراً ينفي الأخر في مجلس كهذا . لأن النظام الذي ينتمي اليه لاريجاني لا يعترف بالأخر ولا برأيه فقد ينفي من الوجود أي شخص قد يختلف معه في الرأي والمعتقد فطرح مثل هذه الأفكار الخومينية في مجلس اختارالشعب أعضاءه عبرعملية ديمقراطية وحضارية لم تحصل في إيران بتاتاً ليس صحيحاً ويتعارض مع تطلعات الشعوب التي ثارت ضد الطغيان. لذلك كان بالأحرى أن لايحضر لاريجاني مثل هكذا حفل أو كان على الأقل يوضع في موقف يحاسب فيه نظامه فيما يقترفه بحق الشعب السوري من ثمّ يطرد ويذلّ كي يصبح عبرة للأخرين فقد كان هذا الرجل يجلس في المكان الخطأ وكان بالأحرى يطرد هذا الرجل كي لا يشوّه الثورة التونسية الشريفة بكلامه و نهجه الغوغائي.
التعليقات (0)