لا لم أطلب الرحيل هو من أتى .. عجِزتُ عن الفرارِ منه .. لكن لا حل آخر للهروب من المجهول .
كما أحببتكِ وتمنيتُ بقائي .. سامحيني لم أعد لكِ مأوى . . استسلمتُ ولم أهاجم من هاجمني .. جدرانكَ تبكي فراقنا .. والعالم كئيب دونكَ بكيتُ ولعبتُ .. وفي حضنك عرفت الأمان .
بداخلك أحببت الحياة .. نمي بعقلي وقلبي عالمي الوردي .. لستَ أموالا ً موروثة أنت .. أنت عمر وحياة يبطئ تتقدم قدماي .. تعجزان عن الابتعاد .. تتصارع الذكريات في عقلي لتحفظك من النسيان .. بك اجتمعنا .. وكم فرحتُ بنجاحي .. رسمت على جدرانك وجوهاً لعالم مجهول كم مرة قفزتُ على عتباتك .. جلستُ أعد أموالي .. أتفحصُ كراستي .. أحفظ أعدادها عن ظهر قلبي .. ولدي تذكار في جبيني .. يذكرني بأيام الهنا والشقاوة .
ألم تنساب في أوردتهم كما جريت في شراييني .. كم لعبت و رأيت الحياة بعيون وردية .. كم تغيرت ألوتك بعدما تشاجروا وأبي .. دُمرتْ أحلام تبعثرت أشيائي كم من السنوات أمضى في شرائكَ .. هل فكر يوماً لما أنت بهي .. في نظرهم أنت جدران ليس إلا .
هل أحسوا بما أحسستُ أنا؟ كم أنت رخيص في أنظارهم .. لكنك لا تستحق ما جرى .. كان الحل هو الرحيل .. الرحيل بلا عودة .. فمن اليوم لم يسمح لي حتى بالمرور عليك .. ورؤيتك وأنت تتغنى برؤيتي أقدامي الحائرة .. عيوني المعلقة على جدرانك .. كم تمنيت أن أسرقك .
أنتابني جنون وأفكار تصرخ بلا هوادة.. وأمسكت سكيناً مزقتك بها والدموع تغتال عيوني أنت لي ولا أتخيل وجود غيري بمكاني .. لن تكن لغيري أتسمع لن تكون .. سأدمرك قبل أن تكون لغيري
سألته : لما الدموع أتعاتبني؟
أجاب : لما فعلت بي ما فعلت ؟ .. أنا على العهد باق
ورحلت أغلقت باب سعادتي .. باب طفولتي .. لأسطر بداياتي في مكان آخر جديد .. نزلت مسرعة لم أحتمل فراقك .. أبصرت شرفتي لأرى دموعك من بين دموعي .. صارخة لم أطلب الرحيل ــ لا لم أطلب الرحيل .. أنت لمن شيدك .. لست لمن دفع الثمن .. هل تسمعوا... نعم لم يعرفوا قيمته .. وقد بدأ في الانهيار .. إلي أن صار بيت عادي كأي أي بيت .. لم يكن مصدراً للدفئ والحنان لكنني لم أطلب الرحيل
التعليقات (0)