مواضيع اليوم

لا للخصام.. توحيد الأديان وتحقيق السلام، في فكر الأستاذ الصرخي.

محمد جابر

2019-06-19 23:35:20

0

لا للخصام.. توحيد الأديان وتحقيق السلام، في فكر الأستاذ الصرخي.

بقلم محمد جابر

قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران.

هذا النص القرآني الشريف وغيره من النصوص التأسيسية للأديان السماوية تؤكد على حقيقة وحدة الأديان السماوية ووحدة الهدف الذي نزلت من أجله وهو اسعاد البشرية.

لكنَّ أتباع الديانات ابتعدوا - الا من رحم ربي- عن المسار الحقيقي لها، وهجروا النصوص التأسيسية التي تمثل الوحي الصادق الذي يعكس وحدة الأديان وعدم أختلافها وأنَّ الأنبياء يمثلون سلسلة واحدة بعثها الرب الواحد تقدست اسماؤه.

 فكانت من أخطر مساوئ ذلك هو اظهار الديانات السماوية على أنَّها دياناتٍ مُتنافرةٍ متصارعةٍ يُنكر بعضُها بعضًا، ويُكفِّر بعضُها بعضًا، فكلُّ أتباع دينٍ بما لديهم فرحون!!! في حين أنَّ الديانات كلها صادرة من أصل الهي واحد،  و هذا بدوره انعكس سلبًا على سلوك ومواقف الناس، فأدى الى تفشي التطرف والإرهاب وانحسار السلام، وانخراط الكثير في ركب الالحاد بعد أن نفر من الدين.

لدفع تلك المخاطر والمآسي، ومن أجل تحقيق السلام المفقود، لابد من تغيير هذا التصور، بل الاعتقاد الخاطئ، من خلال دفع الاختلاف المُفتعل، والتوفيق بين معاني الكتب السماوية التي ظاهرها الاختلاف والتقريب بينها، واعتماد المشتركات والثوابت، والتمسك بالحوار والمُجادلة بالحسنى، واحترام حرية الفكر والعقيدة، ومن ثم ابراز وطرح الصورة الإلهية للأديان السماوية ونصوصها التأسيسية التي تدعو الى الفكر والأخلاق والإنسانية والسلام ونحوها،

وكلُّ ذلك ينبغي أنْ يتم بإخلاص ومصداقية ومهنية وعقلانية واعتدال ووسطية، وليست مُجرد شعارات فارغة ومؤتمرات دعائية، لكي تعود البشرية الى حاضنة الديانات السماوية الأصيلة، وتنهل من معينها الصافي ومنظومة القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، وهذه هي الاستراتيجية التي وضعها وطبقها الأستاذ المُعلم من خلال طرحه لسلسلة من البحوث والمؤلفات، ومنها (مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والالحاد) التي تناول فيها أساسيات وثوابت وأدبيات وأخلاقيات الديانات السماوية ونصوصها التأسيسية، وأثبت توحدها وعدم اختلافها، وأنها تدعوا الى العدل والرحمة والسلام ونحوها، بصورة تحليلية موضوعية استدلالية والربط بينها وتطبيق معانيها على مصاديقها، فكان من أهم الموضوعات التي تناولها الأستاذ المحقق هي:

-عيسى.. محمد..المهدي( عليهم الصلاة والسلام) في بشارة العهدين

-صوت صارخ في البرية.. توبوا..قد اقترب ملكوت السماوات

-قانون التحدي.. والمنهج الوسطي في تقارب الأديان

-العهد القديم، سفر اشعياء: اقرأ هذا، فيقول، لا اعرف الكتابة، نبوءة وتحدي

-الانجيل يصدق التوراة، والقرآن يصدق الانجيل والتوراة

-البرهان والحوار والمجادلة بالحسنى

-من المشرق.. مُحاججة ونصر وخلاص

-الانجيل والتوراة والتحدي بعدم الاختلاف

-الأديان عدل ورحمة وسلام

-تبيان وهدى ورحمة من غير كراهية وترهيب

توحيد الأديان  وتفعيل الهدف المشترك الذي نزلت من أجله والمتمثل بإسعاد البشرية، وبيان تصديق كل دين بمن سبقه، وتبشيره بمن بعده، وعدم اختلافها وتنافرها، وأنَّها تدعوا الى الحوار والمجادلة بالحسنى واحترام حرية الراي والفكر والعقيدة، مبادئ ضرورية ينبغي أن يتم تفعيلها في ثقافة الشعوب، لكي تنعم بالعدل والرحمة والسلام والطمأنينة، وهذه مسؤولية تقع بالدرجة الرئيسة على علماء الأديان كما أكد على ذلك الأستاذ المعلم في رسالته التي وجهها اليهم.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !