مواضيع اليوم

لا لحربٍ أخرى في الخليج يا حكّامنا

www.mohawer.net

2009-01-29 17:38:02

0


لا زال الهلع من تصدير ثورة الملالي إلى دول الخليج جاثم على صدور حكامه، وفي المثل الشعبي يقولون " من خاف علّة مات منها " ولعل حكومة بلادي هي الأكثر هلعاً أصلحها الله.

كرة الثلج التي بدأت التدحرج منذ سقوط شاه إيران يجب أن تتوقف، فكل ما أسفرت عنه ردود فعل حكام الخليج حيال ذلك الحدث عادت على الحكومات والشعوب بالوبال، وإذا لم يوضع حد لهذا الهلع القاتل فإن المستقبل لن يكون أفضل من الحاضر.

طبول الحرب تقرع في طهران وعواصم الخليج كفانا الله الشر، وكأن شعوب المنطقة كتب عليهم القتل والقتال إلى أن تقوم الساعة، وهذا والله راجع إلى قصور في أداء ساستنا الذين أضحوا ألعوبة بأيدي تجار الحروب وشركات إعادة الأعمار...

أن تحّول دول الخليج إلى ترسانات أسلحة تأهباً للدخول في حرب ضد إيران لن يكون أكثر من إلقاءٍ بأيدينا إلى التهلكة عن سبق إصرار وتعمد.

الذي اعتقده أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقوم بضرب إيران إن لم تحصل على ضوء أخضر من حكومات الخليج، ولكن في حالة أن الأمريكان لن يثنيهم عن ضرب إيران ممانعة دول الخليج، فإنه ينبغي للحكومة السعودية أن لا تدخل في الحرب ولا تقدم أي تسهيلات للقوات الأمريكية، وتعلن أمام الملاء أنها ضد هذه الحرب بل وتقف إلى جانب جارتها المسلمة إيران.

إيران إذا تأكدت من الموقف السعودي المناهض للحرب لن تجسر على ضرب السعودية ابتداءً...
بإمكان أمريكا شن الحرب من قواعدها بالعراق إن أرادت أما أن تقحمنا بحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بدعوى أن التسلح الإيراني يهدد أمننا فهذا والله ليس أكثر من اصطياد بالماء العكر.
في اللقاء السعودي القطري الطارئ على مستوى الزعماء، أرجو أن يتفق الزعيمان على تجنيب الخليج حرباً أخرى لن تعود على الجميع إلا بالضرر المؤكد.

الحروب في العصر الحديث لم تعد قادرة على إنهاء مشكلاً سياسياً أو عقدياً، وتتسم بطولها وكثرة تداعياتها و تجاوزها الحدود المرسومة، ولم يعد أي إنسان مهما كان خبيراً وحكيماً وفطناً قادر على التنبؤ بما ستسفر عنه حروب العصر.

تكديس السلاح وهدر الثروات الوطنية على توفيره ليس أكثر من عجز سياسي وإداري في عصرٍ يفترض أن ترتقي فيه مفاهيم الساسة إلى مستوى يدركون فيه همجية الحرب و عدم جدواها.

تجار الحروب في الغرب والشرق يمثلون لوبيات لا زالت توقع الساسة في بؤر لا إنسانية ولا حضارية بهدف جني المال قبل وبعد الحرب، والذي يدفع ثمن ذلك شعوب مسكينة وبريئة ومهمشة ومغلوبة على أمرها، ودوننا مآسي كل من شعب أفغانستان والصومال والعراق، أليست حال هذه الشعوب المبتلاة خير واعظ لكل ذي لب؟.

يتوقع أن تشتري السعودية ما قيمته 200 مليار دولار من الأسلحة خلال الثلاث سنوات القادمة، وربما أن الخافي أعظم، وأنا أجزم بأن نصف هذا المبلغ سيذهب رشاوى وسرقات ومبالغات بالأسعار، أما تلك الأسلحة المشتراة فلن تصمد إلا بضعة أيام بعدها يفقد الساسة توازنهم ويبدأ استغلال ورطتهم فيأتي دور اللصوص وموتى الضمائر وقنّاص الفرص والمرتزقة، ليمارسوا هوياتهم في الإبتزاز بكل يسر وسهولة.
أي حرب تندلع في الخليج من اليوم وطالع، لا بد أن نأخذ في الحسبان أنها ستضل مستعرة لعشرات الأعوام، وسوف تتشظا إلى عدة حرب داخلية فيها يختلط الحابل بالنابل إلى أن تأتي على كل شيء.

هاجس الحرب في هذا العصر وفي ظل هذه الظروف القلقة بمنطقة الخليج بالذات يعني الانتحار الجماعي، فلا بد إن كان هناك من الساسة و سادة القوم من هم ذوي نهى أن يثوبوا إلى رشدهم ويبحثون عن طرق أخرى لتسوية خلافاتهم غير الحرب.

إيران اليوم يحكمها جملة من المتطرفين اللاهوتيين وهؤلاء قوم موتورين بسبب موقف دول الخليج من الحرب العراقية الإيرانية وما لحقها من تداعيات، والموتور من السهل خلط أوراقه، إذ يمكن سحب البساط من تحت أقدامهم عن طريق العمل الدبلوماسي المتصف بالمرونة والتسامح والانفتاح وجبر الخواطر، وبقليل من التنازلات ولين الجانب وطولة البال و جلسات البساط الأحمدي، بهكذا استراتيجية ستحصل دول الخليج من جارتهم إيران المسلمة على أضعاف ما يكن أن تحصل عليه من خلال المشاكسة والحروب، ويكفي الله شعوبنا وحكوماتنا القتال.

منطقة الخليج هي اليوم أشبه بالزجاجة التي على حافة هاوية صخرية، فإن تُركت تهوي فليس لكسر الزجاج جبر، هذه حقيقة يجب أن يعيها من بأيديهم صناعة القرار...
من الحزم أن تتلافى الحكومة السعودية الدخول في أي حرب مهما كلفها ذلك من تنازلات، إن لم تفعل فستجد نفسها في ورطة قاتلة، سوءاً في الداخل أو الخارج، وأرجو أن لا يأتي يوم وأستشهد بقول جدنا:
أمرتهموا أمري بمنعرج اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد.


مليارات الدولارات التي أنفقت على شراء الأسلحة وتلك التي في طريقها إلى الإنفاق، من أجل التهيؤ لحرب يمكن تلافيها، أليس الشعب العربي الذي يفتك به الجهل والفقر والمرض والبؤس أولى له أن تنفق في سبيل التخفيف من معاناته؟.

أين الرشد في كل ممارسات حكامنا السياسية؟... والله لا نرى إلا تخبط و مغامرات وإهدار لثروات شعوبهم معتمدين على نظراتهم القاصرة وإصغائهم لتنظيرات اللصوص والمرتزقة والمرجفين.

المؤلم أن أغلب التيار الديني في المملكة يدق عطر منشم للحكومة، في رغبة منه جامحة لأن تدخل المملكة في حرب مع إيران!!.
أنا أجزم بأن الكثير من مرتزقة الدين و جند القاعدة في هذا البلد، يتوقون إلى أن تدخل المملكة في حرب مع أي كان، لعل الفرصة تواتيهم لتنفيذ مشروعهم التدميري الذي غايته قيام نظام طالباني في المملكة.

عاد مطاوعتنا يحسبون بدو جزيرة العرب مثل شعوب أفغانستان أو الشيشان أو العراق، ينفع معهم الأمير أبو حمزة المصري أو أبو مصعب الزرقاوي أو شاكر العبسي !!.
إن صاح الصياح بأرض هالجفاة الغلاظ أكلة لحوم الجمال والضبان يا ويلك يا التالي...
والله يهالمطاوعة إن يروحون طعام جحاش بأول هيق.
يقول جدنا حميدان:
يحسب الحرب إلا ثارت... أكل لحيم وشرب مرقة.
الحرب توقد برجال.... وجياد تربط ونفقة.

لما لا تجرب الحكومة أن تضخ جزء مما تنوي بعثرة في صفقات الأسلحة، في مجالاتٍ تُحسّن من أوضاع المواطن؛ في الأجور والصحة والتعليم وفرص العمل والإسكان وتخفيض رسوم الخدمات، من هاتف وكهرباء و محروقات وكل ما يمثل عبئاً غير مبرر على شعب يحسب في عدة الشعوب الغنية.

ترسانة الأسلحة التي تنوين بنائها يا حكومتنا الرشيدة لن تزيد أطياننا وأطيانك إلا بلّة، على أني أخشى أن يصدق عليك المثل الشعبي الذي يقول: " عصا أبو سحيم عن رأسه"

ما مثل أن نبلع العافية و نحل مشاكلنا بالتي هي أحسن، فمن لا زال لم يكمل بناء داره لا أظنه راشداً إن عمد إلى مناكفة الجيران.... سلام.
 
----
من منتدى محاور



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !