المطلع على تاريخ أئمة وشيوخ الدواعش التيمية منذ عهد الأمويين وحتى يومنا هذا يجد إنهم عبارة عن مدّعين للإسلام وقد تلبسوا برداء الإسلام من أجل البحث عن الجاه والسلطة والحكم, وإن كانوا فعلاً مسلمين وعندهم شيء من الإسلام لما قتلوا المسلمين من أجل المبايعة كما فعل معاوية وإبنه يزيد ولم يكتفوا بالقتل فحسب بل استباحوا مكة والمدينة وضربوها بالمنجنيق وأضرموا النار في الكعبة الشريفة !! ومن بعدهم الوليد بن يزيد يمزق القرآن, فهؤلاء هم أئمة الدواعش التيمية, وهؤلاء هم من يريد إبن تيمية من المسلمين أن يتبعوهم وإلا فإن القتل والتكفير وإستباحة المال والعرض لكل من يرفض أن يكون هؤلاء خلفاء عليه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك من أئمة الداعش من قدم بيت المقدس للفرنج على طبق من ذهب من أجل البقاء في المنصب, حيث يذكر إبن الأثير في كتابه الجزء العاشر في الصفحة إحدى وثمانون ((ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(586هـ) [ذِكْرُ وُصُولِ مَلِكِ الْأَلْمَانِ إِلَى الشَّامِ وَمَوْتِهِ] ..فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ مَلِكُ الْأَلْمَانِ مِنْ بِلَادِهِ، وَهُمْ نَوْعٌ مِنَ الْفِرِنْجِ، مِنْ أَكْثَرِهِمْ عَدَدًا، وَأَشَدِّهِمْ بَأْسًا، وَكَانَ قَدْ أَزْعَجَهُ مُلْكُ الْإِسْلَامِ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ فَجَمَعَ عَسَاكِرَهُ، وَأَزَاحَ عِلَّتَهُمْ، وَسَارَ عَنْ بِلَادِهِ وَطَرِيقِهِ عَلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَأَرْسَلَ مَلِكُ الرُّومِ بِهَا إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ يُعَرِّفُهُ الْخَبَرَ، وَيَعِدُ أَنَّهُ لَا يُمَكِّنُهُ مِنَ الْعُبُورِ فِي بِلَادِهِ, فَلَمَّا وَصَلَ مَلِكُ الْأَلْمَانِ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ عَجَزَ مَلِكُهَا عَنْ مَنْعِهِ مِنَ الْعُبُورِ لِكَثْرَةِ جُمُوعِهِ، لَكِنَّهُ مَنَعَ عَنْهُمُ الْمِيرَةَ، وَلَمْ يُمَكِّنْ أَحَدًا مِنْ رَعِيَّتِهِ مِنْ حَمْلِ مَا يُرِيدُونَهُ إِلَيْهِمْ، فَضَاقَتْ بِهِمُ الْأَزْوَادُ وَالْأَقْوَاتُ، وَسَارُوا حَتَّى عَبَرُوا خَلِيجَ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَصَارُوا عَلَى أَرْضِ بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ مَمْلَكَةُ الْمَلِكِ قَلْج أَرْسَلَانَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَلْمِشْ بْنِ سَلْجَقْ, فَلَمَّا قَارَبُوا مَدِينَةَ قُونِيَّةَ خَرَجَ إِلَيْهِمُ الْمَلِكُ قُطْبُ الدِّينِ مَلِكْشَاهْ بْنُ قَلْج أَرَسَلَانَ لِيَمْنَعَهُمْ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِمْ قُوَّةٌ، فَعَادَ إِلَى قُونِيَّةَ وَبِهَا أَبُوهُ قَدْ حَجَرَ وَلَدُهُ الْمَذْكُورُ عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَ أَوْلَادُهُ فِي بِلَادِهِ، وَتَغَلَّبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْهَا، فَلَمَّا عَادَ عَنْهُمْ قُطْبُ الدِّينِ أَسْرَعُوا السَّيْرَ فِي أَثَرِهِ فَنَازَلُوا قُونِيَّةَ، وَأَرْسَلُوا إِلَى قَلْج أَرَسَلَانَ هَدِيَّةً وَقَالُوا لَهُ: مَا قَصَدْنَا بِلَادَكَ وَلَا أَرَدْنَاهَا، وَإِنَّمَا قَصَدْنَا الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ، وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَأْذَنَ لِرَعِيَّتِهِ فِي إِخْرَاجِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ قُوتٍ وَغَيْرِهِ فَأَذِنَ فِي ذَلِكَ، فَأَتَاهُمْ مَا يُرِيدُونَ، فَشَبِعُوا، وَتَزَوَّدُوا، وَسَارُوا، ثُمَّ طَلَبُوا مِنْ قُطْبِ الدِّينِ أَنْ يَأْمُرَ رَعِيَّتَهُ بِالْكَفِّ عَنْهُمْ، وَأَنْ يُسَلِّمَ إِلَيْهِمْ جَمَاعَةً مِنْ أُمَرَائِهِ رَهَائِنَ، وَكَانَ يَخَافُهُمْ، فَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ أَمِيرًا كَانَ يَكْرَهُهُمْ، فَسَارُوا بِهِمْ مَعَهُمْ)).
وهنا نأتي على ذكر تعليق المرجع الديني السيد الصرخي على هذا المورد في المحاضرة السابعة والعشرون من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال..
{{... ماذا يقول ابن تيمية؟ ماذا يقول النهج التيمي؟ ماذا يقول المارقة عن أئمتهم؟ ما هو الجواب؟ يقولون: نحن لا نقصد بلاد قلج، بلاد السلاجقة ومملكة السلاجقة؛ المسلمين، حماة الدين أنصار الدين، قوة الإسلام، يقولون: لا نقصد هذه المملكة، بل نقصد بيت المقدس، ولا علاقة لنا بكم، وما هو الجواب؟ بيت المقدس، المسجد الحرام، المسجد النبوي، المسجد الأقصى، تشد إليه الرحال جعلها أئمة المارقة وأئمة التيمية من المروانيين جعلوها قبلة وكعبة ومكانًا للحج والعمرة، هل يقبل السلاجقة بهذا؟ بالتأكيد كل مسلم لا يرضى بهذا، ما هو بلدي؟ وما هو بيتي؟ وما هي نفسي وما هي أسرتي مقابل البيت المقدس ؟!! ... لاحظوا الذلة إلى أين وصلت؟ لاحظ الانحطاط والعمالة ...تنبيه: مادام يقصد البيت المقدس ولا يقصد مملكتهم وسلطتهم فلا يوجد أي مشكلة وأهلا وسهلًا ومرحبًا بهم، ونعطيهم ونزوّدهم بكل ما يحتاجون وما يطلبون وحتى الأمراء نسلّمهم لهم رهائن!! ...}}.
وهنا نلاحظ كيف إن أئمة الدواعش التيمية لا يقدسون المقامات الإسلامية المقدسة كالكعبة والمدينة وبيت المقدس لأنها لا تمنحهم السلطة والحكم وحتى في عصرنا الحديث كانت هناك محاولات من التيمية الدواعش لهدم قبة المسجد النبوي الشريف ويتمنون تهديمها!! الأمر المقدس عندهم هو الحكم والسلطان والجاه والمنصب و ليس بيت الله الحرام ولا بيت المقدس وعندما يدعون الدفاع عنها فما هي إلا مجرد إدعاءات ودعوات زائفة يضحكون من خلالها على السذج والبسطاء من الناس حتى يلتحقون بهم.
https://www.youtube.com/watch?v=0j9qAz9eEUo
بقلم نوار الربيعي
التعليقات (0)