لا عيب لك سوى انك فينا
لا نقول لك أنّنا نسكن العتب.لقاؤك في الرؤية اوجد الشوق فينا للجلوس على تكية تحت سفر النجم في نوره.نحن ما تركتنا الحضور إلاّ لأن وجهونا صار ت غيابا .ما عاد القلب دليلا و لا عاد فصلا . لكن نقول لك أنناقد ولجنا الصّمت و قعدنا في المرايا نتعقب الصورة و الخبل و الاشتهاء .
…………..
لم نغادر صوت رحلتنا
أمعنّا قصدا في الذّاكرة
شربنا من نهر يجري بالحب و اغتسلنا
رأينا مطرا قديما و تينة خضراء
أطلنا الفكرة قصدا
تغزلنا بوجه عابر و تساءلنا
هل الأحجار بنات الطريق ؟
هل بإمكان العابرين أن يكتبوا على التراب الدوائر؟
…………
لم نخلط منذ سنين بين الأشياء
عرفنا بمحض الصدفة أننا بلا جسد
أنّ امتدادنا لون للتراب
تذكرنا كثيرا بطريقة باهرة ولوجنا إلى المجاز
مكوثنا قليلا في رغبة الارتواء
………
قلنا فقط مرّات قليلة
أننا نشتاق عند الفجر أن نمسك اللّيل ليلة أخرى
لكن ذكّرنا الغياب أنّ مسرانا انتهى
أن لكل رؤية مسَدٌّ
فوح الزهر كذلك امتحن بقاء الشمس غصنا للشجرة
لكن الحكايات لم تعد قادرة على ملئ الاستمارة
لأن سؤالا مليئا بالإلغاز دخل الغابة
ظلّ فيها عاريا حتى رؤية مليئة بالحجب .
………….
ماذا في الأمكنة إذا ؟
لم يبق لك المنزل الواحد
لم تعد طبعا بخيط العنكبوت لترتق أوزارنا
الكلام لم يعد لباسا
فلا شيء لنا
حتى الظلّ الذي يتبعنا في تعب
غادر هذا الأصيل مع صوت طائرة حربية
………
لا اثر للشظايا .
لعلّ قبعة العسكري فقط سقطت .
لكن ندرك الآن أننا نخاف كثيرا
نعرج أو نقع في الفتات
نلتفت إلى القدر المغلي في الغسق
ولأن الشفق من دمنا
قلنا في السر كثيرا ؛
ما فعلناه نهض هناك
قريبا من الغروب و الرعشة
…………
لا نقول لك أننا نسكن العتب .غير انه لا عيب لك إلا أنك فينا.ولأننا دائما ذلك الطّفل الذي يحبو. سنبقى مطمئنين رغم عراك الأم .جالسين ربما على فكرة تعلمناها مع أول قطعة حلوى . ان عليها أن تغفر زلتنا .أن لا تمعن في عقابنا .لأن الطّفل الذي هو ضحكتنا يتلهى الآن بالتفكير في سرب من الطير يتجه إلى مكان بعيد .
لا عيب لك إلاّ أنك فينا
تونس الحرة / سبتمبر 2011
صدر النص في القدس العربي بعنوان ”ظل فيها عاريا حتى رؤية مليئة بالحجب”
العدد 6933 / 27 ايلول 2011
التعليقات (0)